انقسام أمريكي كبير وغير مسبوق.. هذا عنوان المشهد في الولايات المتحدة الأمريكية. والفجوة بين وسائل الإعلام الأمريكية والرئيس دونالد ترامب وإدارته تتسع. وبينما اصطفت قنوات فوكس نيوز الأمريكية خلف ترامب والجمهوريين المنقسمين أصلاً حول بعض قرارات ترامب اصطف في الجانب المقابل قناة السي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز والـ"إي بي سي نيوز" وكل الكيانات والبرامج الليبرالية ضد الرئيس.
آخر صيحات هذا التشظي هجوم صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية على ترامب بالقول إن الرئيس ترامب لطالما واجه كلينتون باتهامات حول رسائل إيميلها إبان توليها حقيبة الخارجية في عهد أوباما وقضية الرسائل المسربة.. وها هو نفسه يخرق القواعد، ويستخدم جواله القديم؛ ليغرّد في موقع التواصل تويتر، ويستخدم إيميله الشخصي في الحساب. وبالفعل يسهل اختراق جميع حساباته وجهاز جواله. وقدمت الصحيفة أربعة خبراء، حللوا بالفعل الموضوع، ووصلوا إلى نتيجة مفادها أن الرئيس ترامب يعرِّض أمن الولايات المتحدة للخطر باستخدام جواله الشخصي في "تويتر".
ترامب رد سريعًا في تويتر، وغرد قائلاً: اضطرت صحيفة نيويورك تايمز الفاشلة إلى الاعتذار إلى جمهورها بعد فوزي بالرئاسة نظرًا لتغطيتها الفقيرة. الآن هم أسوأ من ذلك.
وأضاف مهاجمًا الصحيفة في تغريدة أخرى: الصحيفة الفاشلة تختلق روايات خيالية كلية عني، والآن هم مخطئون منذ عامين. هم يختلقون القصص والمصادر عني!
ولم يكتفِ بالهجوم على صحيفة نيويورك تايمز بل هاجم القنوات الأمريكية الأخرى حول تغطيتها المكثفة لقرار حظر سبع دول إسلامية من الدخول قائلاً بسخرية: أي استطلاعات سلبية للرأي هي أخبار مزورة. تمامًا مثل استطلاعات السي إن إن والإي بي سي نيوز والإن بي سي نيوز في فترة الانتخابات. وتابع: عذرًا، الشعب يريد أمن الحدود والتدقيق الشديد.
من جهتها، اصطفت قناة الفوكس نيوز الأمريكية خلفه تمامًا، ووصفت ما يتعرض له دونالد ترامب بحملة الكراهية من الليبرالية العدائية، كما وصفتها القناة في تقاريرها.. وتساءلت: لماذا هذه الكراهية الشديدة تجاه ترامب؟
واتهمت "فوكس نيوز" الديمقراطيين بدعم الاحتجاجات ضد الرئيس دونالد ترامب، وقدمت القناة مقارنة بسيطة حول إدارة ترامب وإدارة أوباما، فحينما تولى أوباما الرئاسة مرر الكونغرس موافقته على 12 وزيرًا في حكومته في أول أسبوع من توليه الرئاسة، لكن الآن ترامب في الأسبوع الثالث لم يحصل إلا على موافقة أربعة وزراء في حكومته، بينما يعرقل الديمقراطيون باستمرار الوزراء الآخرين بحجج غير منطقية.
وهاجمت القناة صحيفة نيويورك تايمز وتساءلت عن نزاهة نيويورك تايمز الأمريكية بإفرادها الصفحة الأولى عن إدارة ترامب، ومهاجمة قراراته وطاقمه الإداري. وتضيف القناة عبر برنامج تاكر الشهير: إن هناك عرفًا كبيرًا داخل وسائل الإعلام الأمريكية لمراقبة أداء الرئيس خلال 100 يوم قبل إطلاق الأحكام، لكن هذه الوسائل كسرت كل القواعد، وهاجمته من أول يوم حينما تولى الرئاسة.
حدة الانقسام الأمريكي وصلت إلى ولاية كاليفورنيا الديمقراطية، التي أدخلت في مناهجها قصة الانتخابات الأمريكية وموضوع التدخل الروسي في الانتخابيات، وتأثيرها على النتائج؛ إذ فاز الرئيس الحالي ترامب بفضل هذا التدخل الروسي؛ وهو ما أغضب الإدارة الأمريكية الحالية، وحذرت من تداعيات الخطوة على التضامن الداخلي، لكن الولاية رفضت إدخال التعديلات أو حذفها؛ وهو ما يعني - بحسب إدارة ترامب - تشويهًا للتاريخ.
ورغم كل هذه الحملات الإعلامية إلا أن الرئيس ترامب صامد، ولا يعبأ بهذه الحملات. وقد رصدت "سبق" انتشارًا للوحات دعائية على سيارات المواطنين الأمريكيين وملصقات دعائية مرحبة بدونالد ترامب وإدارته.