على بعد خمسة كيلو مترات من المسجد النبوي الشريف وفِي حي مأهول بالسكان تقع بئر "رومة" التي اشتراها الصحابي عثمان بن عفان من يهودي تنفيذاً لوعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن من يشتريها له مشرب في الجنة.
يقول لـ"سبق" الباحث في الصور التاريخية فؤاد المغامسي: تقع بئر "رومة" في عرصة العقيق الكبرى بقرب مجمع السيل شمال غرب المدينة، ونصف قطرها 4 أمتار وعمقها 12 مترا، والبئر غزيرة الماء وماؤها عذب صاف للغاية ،وتقع الآن في حي "الأزهري" ومازالت قائمة للآن .
وأضاف: ذكر أبو عمر ابن عبد البر أن عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- اشترى بئر رومة وكانت ركية ليهودي يبيع للمسلمين ماءها، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من يشتري رومة فيجعلها للمسلمين يضرب" بدلوه فِي دلائهم، وله بها مشرب فِي الجنة، فأتى عثمان لليهودي فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم. فجعله للمسلمين، فَقَالَ لَهُ عثمان -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: إن شئت جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يَوْم ولك يَوْم. قَالَ: بل لك يَوْم ولي يَوْم. فكان إذا كَان يَوْم عثمان استقى المسلمون مَا يكفيهم يومين. فلما رأى ذَلِكَ اليهودي قَالَ: أفسدت علي ركيتي، فاشتر النصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم" .