"التيس ما يسْمَن ليلة العيد" مثلٌ شعبي متداول في مناطق تهامة يُستخدم في أيّام عيد الأضحى المبارك، ويرتبط هذا المثل بالطلاب والطالبات الذين يؤخّرون استذكارهم للدروس حتى حلول فترة الامتحانات، مما يؤثر سلباً على نتائجهم.
وقال الدكتور محمد إسحاق مسؤول البحوث والدراسات بمجمّع الأمل للصحة النفسية بالرياض لـ"سبق": من المهم توجيه أبنائنا الطلاب إلى هذه الأخطاء وأسبابها؛ لأن ذلك يساعد على حل مشكلة ضعف وتدني النجاح؛ لذا لا بد من العمل لتلافيها بقدر الإمكان، ولتلافيها نحتاج إلى التعرف هل هذا خطأ أو نمط من أنماط الاستذكار؟
وأضاف: مذاكرة الطالب بتلك الطريقة تجعله يحاول الاستذكار بقدر ما يكفي لنجاحه فقط على حسب ظنه، وغالباً تكون النتيجة أقل من تقديره أو توقّعه، نتيجة نسيان بعض المعلومات بسبب انفعاله واضطرابه وارتباكه التي تكتنفه عادة، وبخاصة إذا رأى حجم المنهج وكمية المعلومات، وإذا أراد الطالب النجاح بتقدير معين فإنه ينبغي أن يذاكر بدرجة أعلى من الدرجة التي يريدها.
وأردف: تأخير الطالب أو الطالبة مذاكرة الفصل الدراسي كله إلى قبيل الامتحانات يؤدي إلى إرهاق نفسه وتوتّر أعصابه وقلة النوم، ممّا يؤدي إلى خطأ في فهم السؤال وعدم قدرة على سرعة استرجاع المعلومات، ويقال إن الدخول إلى الامتحان بعقل سليم وبنصف المعلومات خير من الدخول إليه بمعلومات وافية وعقل كلِل ومرهق، مؤكداً أن هذه الطريقة تقود الطالب إلى نوعيات من الأخطاء تحصل أثناء الامتحانات.
وقال: الإجابة عن الموضوع المطلوب بموضوع آخر لوقوع التشابه بينهما، وهذا راجع إلى عدم إزالة التشابه أو الوقوف على الفروق الدقيقة بين الموضوعات بسبب طرق المذاكرة وتراكم المعلومات في وقت قصير جداً والاعتماد على الذاكرة القصيرة، وعدم القدرة على المذاكرة المتأنية، والتي تساعد على ترسيخ الفروق في الذهن.
وأضاف: من الأخطاء أيضاً الخلط في تنظيم الأفكار والمعلومات، وبين عناصر الموضوعات الأساسية، وهذا الخطأ يعود إلى المذاكرة السريعة دون فهم جيد، والانتباه إلى مواضع التشابه ومواضع التمايز.
وكشف "إسحاق" عن عدة طرق لتلافي تلك الأخطاء، وأهمّها: أن ينظّم الطالب حياته العلمية بدقة، وأن يخصّص كل يوم زمناً كافياً للمذاكرة المتأنّية، بحيث يذاكر كل ما أخذ من الدروس أو المحاضرات، ويذاكرها مذاكرة جيدة، وكأنه يدخل الامتحان فيها غداً.
وتابع: أن يذاكر كل مقرّر قبل الدخول إلى الامتحان ثلاث مرّات على الأقل، بحيث يستطيع أن يقرأ الأفكار الأساسية من ذهنه دون الرجوع إلى المقرر أو الكتابات، إلى جانب الاهتمام الزائد بمواضع التشابه بين الموضوعات والأفكار والمصطلحات وما أشبه ذلك؛ حتى تنجلي الفروق بين الألفاظ ومعانيها.
وقال: لا بد أن يعي الطالب الأساليب العلمية للمذاكرة، والتي تساعده على مقاومة النسيان، إضافةً إلى الأساليب التي تساعد على سرعة استرجاع المعلومات، والأساليب التي تساعد على تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات في أقل وقت، وكذلك التي تساعد على المضي في المذاكرة أكبر وقت ممكن دون الملل والسأم، وما إلى ذلك من الأساليب التي تناولتها بعض كتب توجيه المتعلم.
وأردف: على الطالب أن يعمل بالحكمة القائلة: "لا تؤخر عمل اليوم إلى الغد"، وهذا يقتضي ألّا يؤخّر مذاكرة اليوم للغد؛ إذ لا يعلَم ماذا يجري غداً، وقد تأتي ظروف قبيل الامتحانات تمنعه من المذاكرة، ويؤدي تأخير المذاكرة إلى رسوبه، بل لا ينبغي أن يؤخّر مذاكرة ساعة إلى ساعة أخرى؛ لأنه لا يعلم ماذا يجري بعد ساعة من المشاغل والمشكلات؛ مشدداً على أن مذاكرة ساعة واحدة قد تكون سبباً في نجاحه، وإهمالها قد يكون سبباً آخر في رسوبه.