"بادر".. "حاضنة وطنية" بـ 127 مشروعًا وقيمة سوقية تتجاوز 232 مليون ريال

أُسِّس عام 2007.. واحتضن 200 مشروع تخرَّج منها 16 ولديه 5 فروع
"بادر".. "حاضنة وطنية" بـ 127 مشروعًا وقيمة سوقية تتجاوز 232 مليون ريال
تم النشر في

يعني مصطلح بادر "المبادرة"، وهو برنامج وطني شامل، يسعى إلى تفعيل وتطوير حاضنات الأعمال التقنية لتسريع ونمو الأعمال التقنية الناشئة في السعودية. وقد تأسس البرنامج عام 2007م، ويعمل بفاعلية على تطوير وإنماء ودعم عملية ريادة الأعمال التقنية والحاضنات في أنحاء السعودية كافة.
 
 بدأ "برنامج بادر" رحلته مع أول حاضنة للمشاريع الناشئة "حاضنة بادر لتقنية الاتصالات والمعلومات"، التي تأسست عام 2008، ثم تلاها "حاضنة التقنية الحيوية"، ومقرها في مدينة الملك فهد الطبية، و"حاضنة تقنية التصنيع المتقدم"، التي تم تأسيسها في عام 2010، وأخيرًا "حاضنة بادر للتقنية في الطائف"، التي تم تأسيسها في عام 2015. ويوجد حاليًا في مواقع مختلفة في السعودية، هي الرياض، الطائف وجدة.
 
 مشاريع بقيمة 232 مليون ريال
وكشف نواف الصحاف، المدير التنفيذي لبرنامج بادر، لـ"سبق" أن عدد المشاريع المحتضَنَة حاليًا في "بادر" بلغ 127 مشروعًا، تتجاوز قيمتها السوقية 232 مليون ريال، من أصل 200 مشروع تم احتضانها في البرنامج خلال السنوات السبع الماضية، تخرَّج منها 16 مشروعًا حتى الآن.
 
 وأضاف: حاليًا نوجد في 4 مدن في المملكة العربية السعودية، ونسعى إلى التوسُّع بافتتاح مزيد من الحاضنات والمسرعات؛ وذلك لاستقطاب الشباب السعودي الطموح. ولعل أبرز ما يميز السوق السعودي أنه سوق شاب؛ فنجد كل يوم عددًا من الشباب المبادر الذين لديهم العديد من الأفكار والمبادرات، التي تحتاج إلى من يحتضنها ويوجهها إلى الطريق الصحيح بتقديم الدعم والأساس الكامل.
 
موظف لكل 5 مشاريع
وأضاف "الصحاف": من أهم أسرار نجاح "بادر" هو العمل مع صاحب المشروع عن قرب وتركيز كبيرَيْن؛ لذلك عملنا على تخصيص موظف واحد مفرغ تمامًا لكل 5 مشاريع محتضنة لدينا، يتركز عمله الأساسي في متابعة أصحاب تلك المشاريع، والعمل على تسهيل وتسخير كامل الإمكانات لهم؛ وبالتالي ضمان نجاح المشروع - بإذن الله تعالى -.
 
وتابع: من أبرز ما يقوم به برنامج "بادر" لمحتضنيه مساعدة مشاريعهم في توقيع الاتفاقيات اللازمة لبناء وتطوير واستمرار المشروع، كمشروع "جوين" الذي ساهم البرنامج في توقيعه اتفاقية مع شركة "ساسكو" لتوزيع منتجاته في السعودية. ومن أبرز المشاريع التي دعمها بادر "شركة يتوق، شركة الطريق POS، شركة صلني، شركة حركات وشركة عنواني".
 
 7000 مشروع
 وأردف: أكثر من 7000 مشروع هو الرقم الذي وصلت له المشاريع التي تم تقدُّمها لـ"بادر" عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج www.badir.com.sa، وبعد أن دخلت في مراحل الدراسة والتدقيق والتحليل تم احتضان قرابة 200 مشروع، استمر منها 127 مشروعًا.
 
 ويبيّن القائمون على البرنامج أن فرصة القبول للاحتضان هي أكبر للعنصر النسائي؛ فقد عملوا على تيسير الشروط الخاصة بالمشاريع النسائية رغبة من البرنامج في تحفيزهن لتقديم ما لديهن، وإبراز إمكاناتهن وقدراتهن.
 
 كما أنهم يقدمون لهن بالبرنامج الدعم من خلال القيام بورش تدريب نسائية متنوعة، وتوقيع اتفاقية مساعدة المرأة السعودية على ثقافة العمل الحر، كذلك إطلاق اللقاء السنوي الأول للقيادات النسائية ورائدات الأعمال (رائدة)، الذي يهدف إلى إبراز دور المرأة السعودية في مجالات التنمية الاجتماعية والصحية والاقتصادية.
 
 تحدي 2020
ويقول "نواف الصحاف": "بادر" يلعب دورًا أساسيًّا في خطة التحوُّل الرقمي للمملكة، التي تُعَدُّ تحديًّا كبيرًا للبرنامج. ولأن "بادر" لا توجد لديه أي أهداف ماليه إطلاقًا فمساهمته في رفع اقتصاد البلد يعتبر هو الهدف الأساسي؛ فقد وضع القائمون على خطة التحوُّل أهدافًا محددة، هي أن نحقق الوصول لعدد 600 شركة محتضنة خلال السنوات الخمس القادمة، واستحداث 3600 وظيفة إضافية.
 
ويضيف: بالمقارنة بالفترة الماضية حتى آخر إحصائية، وهي للربع الأول من هذا العام، التي استحدثنا فيها قرابة 110 شركات و650 وظيفة، فنحن نثق تمامًا في ظل الدعم السخي بأننا سنعمل - بإذن الله - على تحقيقها بكل كفاءة وقدرة.
 
 ستارت آب ويكند
 تعتبر فعالية "ستارت آب ويكند" من المشاريع العالمية الناجحة التي تم إطلاقها بالسعودية على مدى 6 دورات في مختلف مناطق السعودية. ولعل أبرز ما يثبت نجاحها الحضور الكبير، وخصوصًا في الطائف؛ إذ حصدت فعالية "ستارت آب ويكند" التي شارك بها مجموعة من الشباب والشابات السعوديين من أصحاب الأفكار والمشاريع الناشئة، وعدد من المبرمجين ومهندسي تقنية المعلومات والمطورين ومصممي الجرافيك، وعدد من المستثمرين ورجال الأعمال، أصداءً مميزة جدًّا. وقد وصل عدد الأفكار المتقدمة في هذه الفعالية إلى 303 أفكار، رُشِّح منها 62 فكرة، وتأهل منها 15 فكرة إلى المرحلة النهائية، وفازت ثلاثة مشاريع مميزة، وكان بالمركز الأول مشروع "واحدون"، وهو تطبيق إلكتروني، يخاطب أطفال التوحُّد، ويتفاعل معهم. وبذلك حققت الفعالية أهدافها في تعزيز التواصل والتفاعل بين المشاركين، وتبادل الخبرات والتجارب لتطوير مشاريع تقنية واعدة.
 
 تحسين الاقتصاد
 ويؤكد "نواف" أن برنامج بادر يعمل على تحسين اقتصاد المملكة العربية السعودية، من خلال دعمه الشباب، كذلك تطوير وإنماء ودعم عملية ريادة الأعمال التقنية، والحاضنات والمسرعات في أنحاء السعودية كافة بفاعلية. فدعم البرنامج هذه المشاريع الناشئة، وتزويدها بكل احتياجاتها، بهدف أن تكون هذه المشاريع الناشئة شركات قائمة بنفسها في السوق السعودي، التي بدورها تقوم بتوفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي؛ لتكون شركات ناجحة وجاهزة للمنافسة.
 
 ويتابع: بداية الرحلة تكون مع "بادر"، الذي يعمل على تأسيس هذه المشاريع والأفكار الناشئة، وتحويلها إلى شركات ناجحة لتحسين الإيرادات والخدمات، وتخفيف العبء على الدولة؛ ما سيخلق شركات خاصة، تساهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي، والحد من البطالة.
 
 وأردف: سنواصل التقدم مع جدول أعمال البلاد، بالتركيز على خلق فرص عمل للأعداد المتزايدة من المواطنين السعوديين الذين يدخلون سوق العمل في الحاضر والمستقبل؛ إذ تحتل السعودية المرتبة الـ35 عالميًّا وفقًا لمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يقيس ميل البلدان من أجل استغلال الفرص التي تتيحها تقنية المعلومات. وهذا الترتيب يدل على أن المملكة العربية السعودية لا تزال تحتضن المشاريع التقنية لتعزيز القدرة التنافسية، التي بدورها تعزز جهود البرنامج الذي يسعى إلى تفعيل وتطوير حاضنات الأعمال التقنية بفعالية أكثر؛ وذلك لتسريع ونمو الأعمال التقنية الناشئة في السعودية.
 
 نجاحات متوالية
 حظي برنامج "بادر" بنجاحات وإنجازات عدة، من أبرزها أنه قام بتخريج 16 مشروعًا سعوديًّا، خلقت العديد من الوظائف للشباب. وأيضًا المساهمة في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني، واحتضانه أكثر من 200 مشروع تقني منذ تأسيس البرنامج. كما قام "بادر" بتأسيس 5 حاضنات ومسرعة أعمال في كل من الرياض وجدة والطائف، وساهم كذلك في دعم صناعة الحاضنات في السعودية لأكثر من 18 حاضنة في مراحل التأسيس والتشغيل والتدريب. ومن ضمن خطط البرنامج أنه سيتم إنشاء 3 حاضنات هذه السنة في كل من المنطقة الشرقية والقصيم وأبها.
 
 تطوُّر دائم
 في كل عام يخرج "برنامج بادر" بتطور جديد مختلف كليًّا عن العام الذي مضى. وحسب ما أكده "الصحاف"، فإن مخرجات البرنامج معروفة، وهي التي تتكلم عن جهود العاملين فيه. وهذه سياسة تم وضعها منذ بداية تأسيس البرنامج. كما أن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قامت بتسخير كل الإمكانات، وسهلت كل الصعوبات والعوائق في سبيل إنجاح البرنامج.
 
 خلال آخر ثلاث سنوات تم الاهتمام بالارتقاء بالخدمات التي يقدمها بادر للشركات المحتضنة؛ فتم استحداث بعض الخدمات، وتم التركيز على التسويق، وتم التركيز على تسويق منتجات البرنامج، وتم الانتشار من خلال افتتاح حاضنتين خلال السنوات الخمس الماضية في جدة وفي الطائف، كذلك تم تفعيل برنامج المسرعات الجديد، وهو الأحدث على مستوى العالم، وتم تقوية الشبكة السعودية لحاضنات الأعمال، وأيضًا تمت رعاية الفعاليات التقنية المهمة، مثل "عرب نت"، وهو أكبر تجمع رقمي في المنطقة، وفعالية "أطلق مشروعك"، ودعم ورعاية المجموعات التقنية، مثل مجموعة "رياض قيكس" وغيرها؛ لتوفير البيئة المناسبة للشباب السعودي لتبادل الخبرات وتطوير المهارات. 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org