تصوير - عبدالله النحيط: وسط الطقس البارد لليوم الثاني على التوالي في مهرجان الجنادرية 31 يحتاج الزائر إلى كوب شاي كرك أو قهوة فيذهب لمحلات بيع الشاي والكرك فيجد صفاً طويلاً نسبياً ينشدون احتساء كوب من شاي الكرك الذي أصبح من ضمن المشروبات الأكثر طلباً، وخاصة أيام البرد والذي أصبح واحداً من أشهر المشروبات الساخنة حالياً.
وكان الكرك قديماً حكراً على الفقراء ولا يعرفه الأغنياء وذلك بسبب سعره أما الآن أصبح ذا مكانة عالية وكثر الطلب عليه ونافس مشروبات الأغنياء مثل الكابتشينو وهوت شيكولت والموكا وغيرها.
وقصتنا تبدأ من هنا مع أشهر بائعي الكرك بالجنادرية، حيث تجد زحاماً على ركن " شاي كرك من زبائنه الكبار والصغار ويبتسم صاحبه لأي زبون كبير أو صغير، ولا يجبرك على الشراء ويطلب منك التذوق مجاناً فتشرب الشاي الكرك أو القهوة العربي أو التمر ويقول لك " زد وما عليك زود".
يقف عبدالعزيز ابن الثالثة عشرة يبيع للزبائن وحوله إخوته الأكبر سناً ووالده فهم أسرة احترفت بيع الشاي والقهوة والهيل والزعفران ولديهم 12 فرعاً بالمملكة.
يقول عبدالعزيز: أنتظر مهرجان الجنادرية لأقف وأبيع المنتجات التي نصنعها ونستوردها أنا ابن الثانية متوسط أذهب لمدرستي وأتفوق فيها ثم أقف في محلاتنا وأسوق المنتجات للغير.
وأضاف:"أحب جداً البيع والشراء وأقف متمتعاً بالبيع للزبائن ومكافأتي من أبي هي كارت شحن لهاتفي، وهذا يسعدني كثيراً ولا أريد المال رغم أنني أوفر لأحقق هدفي لأصبح طبيباً سعودياً متميزاً ولا أرى عيباً في بيع الكرك والقهوة بل وأصر أن أبيع حتى تجاربي في مدرستي حين نقوم بنشاط اجتماعي ويطلبون منا تقديم منتجات منزلية للعرض والبيع في المدرسة أصنع الشاي والقهوة وأبيعهم في المدرسة في هذا النشاط وأربح ربحاً جيداً.
وتابع: هنا في الجنادرية أقف 8 ساعات ولا أتعب من أجل أن أحقق نشراً لمنتجاتنا وأسعى كثيراً لأن يذوق الجميع الكرك المحبب للجمهور.
وحول أنواع الكرك الذي يبيعه عبدالعزيز النعمان يقول: عندي كرك بالهيل أو بالزعفران وعادي بدون إضافات.
وعن الزبائن يقول عبدالعزيز هناك أنواع تحب المفاصلة في السعر وهذا ما يتعبني وهناك أنواع تحب الشراء بلا كلام وهناك أنواع تحب التذوق أولاً وهناك أنواع تتذوق ولا تشتري والجميع عندي سواسية فأبي علمني أن الزبائن لهم ما يريدون وإذا لم يشتر اليوم سيأتي لك غداً ليشتري منك بمعاملتك.
وفيما يتعلق بالعائد المادي قال عبدالعزيز لي مكافأتي الكاملة بعد انتهاء المهرجان ومن المرجح أن يعطيني أبي مكافأة مالية أو هاتفاً أو يشحن لي رصيداً، وعن الدراسة التي تبدأ بعد أيام قال عبدالعزيز سأذهب إلى المدرسة صباحاً وأعود إلى المهرجان في العصر حتى المساء.