تصوير - عبدالله النحيط: تجذب الأسواق الشعبية المشاركة في مهرجان الجنادرية الـ31 قلوب وأنظار الزوار الذين يعجبون بمظاهر الحياة القديمة التي عاشها الآباء والأجداد، ويستغربونها في الوقت ذاته، مثل "القاري" أو العربة التي استخدمها أجدادنا في حَمْل أثقالهم والمحاصيل الزراعية، ويتذكرون أولى وسائل النقل القديمة التي نقلت الأجداد وأغراضهم إلى جميع الأماكن. إنها عربة القاري التي يجرها الحمار الحساوي الأكثر شهرة على نطاق العالم، وهو معروف ومحافظ على سعره حسب مواصفاته، كالقامة والقوة واللون. والحمار الحساوي يجر أشهر عربات القاري التي يركبها أطفال وزوار المهرجان، وبالأخص في السوق الشعبي الكبير الذي يتوسط الساحة. وتظهر عربة القاري التي يركب فيها الصغار والشباب؛ ليستعيدوا لحظات طفولة ممتعة، أو ليستمتع الأطفال بركوبها.
وقد تابعت "سبق" العربة وسائقها إلى كواليس السوق الشعبي الكبير، ووجدنا مكانًا يبعد كثيرًا عن الزوار، ويكاد لا يقترب منه أحد، ووجدنا شابًّا سعوديًّا، يعمل مزارعًا في الشرقية، اسمه حسن علي أبو جويسم، وظيفته رعاية العربات والحمير والجِمال والنوق التي تشارك في الفعاليات الخاصة بالسوق الشعبي. يقول حسن البالغ من العمر 29 عامًا: "أعمل مزارعًا في الأحساء، وأمتلك العديد من الحمير والجِمال وعربات القاري، وتتفق معي الأمانة في الأحساء والشرقية؛ لكي تشارك حيواناتي في المهرجان. وأعتني بالحمير جيدًا؛ فأنا أفهمها، وأفهم لغتها. والحمار الكبير هذا اسمه (شيبوب)، ويأتي إلى الجنادرية منذ 7 سنوات، ويكسب كثيرًا، وأعاد ثمنه 25 مرة. وأنا لم أتعلم، ولكني محترف في الزراعة وتربية الماشية".
ويضيف بأنه أيضًا يعمل في احتفالية القريقيعان بالشرقية والأحساء، ويسير ومعه الحمار (شيبوب) وخلفه الأطفال في مواسم رمضان والعيدَيْن.
وعلى الجانب الآخر وقف العم علي عايش راشد، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو من الأحساء، وهو يجر عربة الحمار التي يطلق عليها (القاري)، ويقف حوله الأطفال، وبـ5 ريالات يركب الطفل، ويدور به دورة كاملة في طريق جانبي من الطريق الرئيسي أمام ساحة الجنادرية الكبيرة. يقول العم علي: "أنا سعيد ومرتاح بالمشاركة في الجنادرية، ولى زبائني الذين يأتون سنويًّا ليركبوا عربة القاري التي يجرها (شيبوب)". ويشير العم علي إلى أنه يعول أسرته المكونة من ٦ أفراد، منهم ٣ شباب، يأتون ويساعدونه في عمله بالجنادرية.