يُعتبر برج الطوية بمحافظة الجبيل، الذي بُني بعد موقعة السبلة عام ١٣٤٧هـ، أحد الشواهد على البطولات والتضحيات، التي بذلها موحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه - ورجاله المخلصون من أبناء القبائل في المناطق الساحلية المطلة على الخليج العربي من السعودية.
وفي ذكرى اليوم الوطني تسترجع "سبق" أبرز الروايات التاريخية التي ذكرها المؤرخون حول هذا المَعْلم التاريخي؛ إذ يؤكد المؤرخون أن برج الطوية الأثري ذو قيمة تاريخية؛ إذ يرتبط بعهد الملك عبدالعزيز وبدايات نشأة محافظة الجبيل.
وكان أهالي الجبيل قد بنوا برج الطوية بهدف حماية البئر الوحيدة التي كان يشرب منها سكان بلدة الجبيل وما جاورها.
وفور وصول أخبار تفيد بتجمع قبائل البدو، وعزمهم على مهاجمة المدن الساحلية، استعد أهالي الجبيل للحرب، ووصلتهم الإمدادات من الملك عبدالعزيز بما يزيد على ٤٠٠ مقاتل، الذين قاموا بتوزيع الأسلحة على الأهالي، ورابطوا لما يزيد على ٦ أشهر في الطوية، فكانوا يقومون بجولات استطلاعية، ويصلون إلى أطراف الخرسانية وأعالي البيضاء، وكانوا يكررون هذه الجولات مرة في الصباح، وأخرى في المساء، بأمر من أمير الجبيل آنذاك.
ويأتي هذا في الوقت الذي اجتمع فيه أكثر من ٤٠٠٠ مقاتل، يريدون الاستيلاء على الجبيل والأحساء، واعترضهم أنصار الملك عبدالعزيز من قبائل العوازم، وألحقوا بهم هزيمة نكراء قبل أن يكملوا طريقهم إلى الجبيل، فما كان من الملك عبدالعزيز إلا أن احتفى بهم، واستقبلهم، فسلموه بيارق المهزومين.
وعلى الرغم من القيمة التاريخية لبرج الطوية إلا أنه كان غائبًا تمامًا عن الأجواء الاحتفالية بمحافظة الجبيل؛ إذ لم يأخذ من بلدية محافظة الجبيل وهيئة السياحة والآثار أي اهتمام؛ فبدا خاليًا من أي مظاهر احتفالية بهذه المناسبة الوطنية الغالية. ولم يتوقف الإهمال عند هذا الحد، بل تطاولت من حوله الأشجار، وامتلأ الفناء المحيط بالبرج بالأوساخ والقاذورات، فيما ساهمت الأشجار المهملة في إخفاء اللوحة التعريفية الموضوعة بالقرب من البرج.
يُذكر أن برج الطوية الأثري يُعتبر أيقونة الجبيل التراثية؛ إذ أعلن مسؤولون في هيئة السياحة والآثار في وقت سابق أنه توجد خطة لتطوير برج الطوية والمنطقة المحيطة به. ويأتي ذلك ضمن برنامج التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والهيئة الملكية للجبيل، إلا أن البرج لا يزال يعاني الإهمال حتى وقتنا الحاضر.