تابع ملايين الأمريكيين، حالة كسوف الشمس، أمس الاثنين، باستخدام النظارات الواقية وأجهزة التلسكوب والكاميرات، حيث حجب القمر رؤية الشمس تمامًا.
وفي التفاصيل، بدأ أول كسوف كلي للشمس يشاهد في الولايات المتحدة منذ 99 عامًا وذلك من ساحل القارة لساحلها الآخر.
يُذكر أن كسوف الشمس هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الأرض والقمر والشمس على استقامة واحدة تقريبًا ويكون القمر في المنتصف أي في وقت ولادة القمر الجديد عندما يكون في طور المحاق مطلع الشهر القمري بحيث يلقي القمر ظله على الأرض وفي هذه الحالة إذا كنا في مكان ملائم لمشاهدة الكسوف سنرى قرص القمر المظلم يعبر قرص الشمس المضيء.
وعلى الرغم من أن القمر يوجد مرة كل مطلع شهر قمري بين الشمس والأرض، أي يمكن للقمر أن يكون في طور المحاق ولكنه أبعد من أن يصل ظله إلى الأرض فلا يحدث الكسوف حينها وكذلك قد يكون القمر في طور البدر وبعيدًا في مداره عن الأرض بحيث لا يحدث الخسوف، ويعود هذا إلى المدار "الإهليلجي" للقمر حول الأرض وميل مدار القمر حول الأرض على المستوى الكسوفي بزاوية 5 درجات بحيث لا توجد الأجرام الثلاثة على خط مستقيم واحد بالضرورة مطلع ومنتصف كل شهر.
ويتقاطع مدار القمر في دورانه حول الأرض مع المستوى الكسوفي في موضعين يسميان العقدة الصاعدة والعقدة النازلة فلو كان مستوى مدار القمر حول الأرض منطبقًا على المستوى الكسوفي لحصل كسوف نهاية كل شهر قمري بالضرورة ولحدث خسوف قمري منتصف كل شهر قمري لكن ظل القمر لا يسقط على الأرض إلا عندما يكون القمر في إحدى عقدتيه أو قريبًا منهما لافتًا إلى أن فترة الكسوف ترتبط بفارق الحجمين الظاهرين للشمس والقمر، بحيث تحدث أطول فترة للكسوف الكلي عندما يكون القمر في الحضيض ( أقرب ما يكون إلى الأرض ) وتكون الأرض في الأوج ( أبعد ما تكون عن الشمس ).
وبشكل عام قد تستمر عملية الكسوف الكلي من بدايتها إلى نهايتها قرابة الثلاث ساعات ونصف الساعة، أما مرحلة الكسوف الكلي (أي استتار قرص الشمس بشكل كامل) فهي تتراوح من دقيقتين إلى سبع دقائق في أحسن الأحوال، ويعود السبب إلى أن قطر بقعة ظل القمر على الأرض لا يصل في أحسن الأحوال لأكثر من 270 كيلومترًا، وبما أن سرعة حركة ظل القمر على الأرض تبلغ قرابة 2100 كيلومتر في الساعة فإن المسافة 270 كم تقطع خلال مدة تقارب السبع دقائق، لهذا لا تدوم مدة الكسوف الكلي أكثر من هذه المدة أبدًا.