برعاية أمير منطقة الرياض.. ملتقى الانتماء والمواطنة ينطلق غدًا

يتضمن لقاءين مفتوحين مع مفتي المملكة والدكتور صالح الفوزان
برعاية أمير منطقة الرياض.. ملتقى الانتماء والمواطنة ينطلق غدًا

 يستضيف ملتقى "الانتماء والمواطنة ودور الخطباء والأئمة والدعاة في ترسيخها"  الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في وكالة المساجد للدعوة والإرشاد وفرع الوزارة بمنطقة الرياض الذي يعقد غدًا الاثنين، تحت رعاية الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض, وبحضور سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء بعد صلاة العصر مباشرة، فيما يستضيف الملتقى الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء في لقاءين مفتوحين للمشاركين في الملتقى بعد صلاة المغرب.

وتعقد ضمن فعاليات الملتقى دورتان تدريبيتان في الفترة الصباحية، الأولى بعنوان "قيم الأداء في المهمة الدعوية" للمدرب الدكتور صالح بن أحمد الزهراني، حيث تتضمن المحاور التالية: (قيمة المسؤولية, وقيمة الوفاء, وقيمة الشكر)، والدورة الثانية  بعنوان "فن التعامل وعلاقته بتعزيز الترابط الوطني" للمدرب الشيخ صالح بن خليفة الكليب، حيث تتضمن المحاور التالية: (نمط شخصيتي والآخرين, وأنواع السلوك وأساليب التعامل, التعامل الذكي ودوافعه, القواعد المثلى في التعامل مع الآخرين, قصص وتجارب وإحصائيات).

ورش عمل الرجال

كما تتضمن فعاليات ملتقى (الانتماء والمواطنة ودور الخطباء والأئمة والدعاة في ترسيخها) تسع ورش عمل اثنتان منها للنساء, ومن أبرز عناوين ورش الرجال: وسائل تعزيز قيم الانتماء والمواطنة لدى العاملين في المجال الدعوي لمواجهة الأفكار المنحرفة, وأساليب استخدام التقنية الحديثة في تحقيق الانتماء والمواطنة, وطريق تحقيق الانتماء والمواطنة حسب الفئات المستهدفة (الشباب, الرجال, النساء, المقيمين), وتوظيف المهارات الشخصية في تعزيز قيم الانتماء والمواطنة ومواجهة الفكر المنحرف, وحصر المفاهيم والعناصر التي يراد ترويجها والتركيز في موضوع الانتماء والمواطنة, والأصول المقررة في الشريعة الإسلامية لإقامة الحدود والتعزيزات الشرعية, وسبل التعاون مع مؤسسات المجتمع التعليمية والدعوية والإعلامية في نشر وتعزيز قيم الانتماء والمواطنة.

ورش عمل النساء

أما الورشتان المتعلقتان بالنساء فعنوان الأولى: "أساليب نشر قيم الانتماء والمواطنة وتحقيقها في الأوساط النسائية", والثانية بعنوان "طرق توظيف الطاقات النسائية الشخصية والجماعية للعاملات في مجال الدعوة من أجل تعزيز قيم الانتماء والمواطنة".

ومن المقرر أن يشارك  في فعاليات الملتقى (300) من الخطباء ، والدعاة الرسميين، ومديري المكاتب التعاونية، ومديري جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، ومجموعة من الداعيات يصل عددهن إلى (20) داعية من المكاتب التعاونية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والمهتمات بالمجال الدعوي.

أهمية الانتماء للوطن والمحافظة عليه

من جهة أخرى أكّد الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الشثري عضو هيئة التدريس  بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وإمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين بالمعذر أهمية الملتقى وموضوعه.

وقال: إن طرح مثل هذا الموضوع – في مثل هذه الأوقات التي ظهرت فيها الفتن، وكثر فيه أصحاب الشبهات على المسلمين – تمس الحاجة إليه لبيان الموقف الشرعي نحو الانتماء للوطن والمحافظة عليه، وتعظم الحاجة إلى طرق هذا الموضوع، خصوصًا ونحن نرى أن من أبناء وطننا قلة تنكروا لوطنهم، وغدروا به، وخانوا أمانته، حين انضموا إلى جماعات وتنظيمات مخالفة للإسلام.

وأكّد أن الدور الأكبر هنا يقع على الأئمة وخطباء المساجد والدعاة إلى الله، وعليهم بيان الحق للناس في أهمية الانتماء لوطنهم والمحافظة عليه؛ معربًا عن شكره لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لعقد هذا الملتقى وتوجيه رسالة للأئمة والخطباء والدعاة للقيام برسالتهم في توعية الناس، وتذكيرهم بأهمية الانتماء والمواطنة، والمحافظة على هذا الوطن الذي جعله الله مضرب المثل،  ومحط أنظار المسلمين في أرجاء الدنيا.

وواصل الدكتور الشثري يقول: من تأمل واقع هذا الملتقى يجد أن الانتماء ينطلق من أسس شرعية: الأول: أن بلادنا متمسكة بكتاب الله وسنة رسوله، عقيدة وشريعة وسلوكًا وأخلاقًا، فقد امتن الله علينا بنعمة الإسلام وجمعنا على هذا الدين، وهذه نعمة نتذكر بها فضل الله علينا في هذه البلاد، فنحافظ عليها، ونحذر من كل ما يَصْرِف عنها، مما يبثه دعاة الفتنة وأصحاب الشبهات، الذين ما فتئوا يبثون سمومهم في بلادنا، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً؛ لأن من كان مع الله كان الله معه، الثاني: مِن أَجلِّ النعم وأفضلها علينا في المملكة، نعمة التوحيد وإخلاص العبادة لله، والتي بتطبيقها تحقق لنا الأمن والاستقرار ورغد العيش، وحفظنا الله بتطبيق هذه النعمة من لوثات الفتن والصراعات؛ لأن الأمن ينشأ عن الإيمان الصحيح، والله – تعالى – يقول: {الذين آمنوا وَلَم يَلْبِسُوا إيمانهم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهمُ الأمنُ وَهُم مُّهتَدُونَ}، وتحقيق الأمن في الوطن أعظم مقاصد الشريعة، والثالث: لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وهذا -ولله الحمد- متحقق شرعًا وعقلاً في بلادنا، فنحن في مجتمع واحد يستقي دينه ونظامه من الشرع المطهر الكتاب والسنة، ومنهج السلف الصالح، والله – تعالى – يقول: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَة الله عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا، وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا، كَذلك يُبَيِّنُ الله لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}، هذه أسس ثلاثة عندما تحققت في بلادنا قولاً وعملاً، حفظها الله من خطر الفتن ومن كل ألوان الأحزاب والصراعات التي حلت بساحة المسلمين اليوم.

ترسيخ حب الوطن في قلوب الناس من منظور شرعي

وواصل قائلاً: إن الواقع الذي نعيشه اليوم يحتم علينا أن نقوم بواجبنا شرعًا تجاه بلادنا وولاة أمرنا، بتذكير الناس بهذه النعم المتعددة التي يتمتعون بها، وهم آمنون في بيوتهم، ويلزم من ذلك الطاعة لولي الأمر بالمعروف، واحترام الدماء المعصومة وعدم الاعتداء عليها، والحفاظ على المرافق العامة في الوطن، ودرء الشر والخطر عن المجتمع، والتعاون مع رجال الأمن في كشف خِطط المفسدين والمعتدين على أمن المجتمع، والالتزام بالنظم والتعليمات التي وضعت لتنظيم أمور الناس ومصالحهم، سواء في طرقاتهم أو في أسواقهم أو في المدارس والجامعات وغيرها، وهذا دور المساجد والخطباء والدعاة، وهي مهمتهم ورسالتهم في توجيه الناس وتذكيرهم بالنصوص الشرعية الدالة على ذلك؛ ليكون مفهوم الانتماء والمواطنة جزءًا من حياتهم في حفظ كيان هذا المجتمع المترابط.

وخلص إمام وخطيب جامع خادم الحرمين الشريفين بالمعذر إلى القول : ومن لوازم الانتماء والمواطنة السعي في تحقيق التآلف، وإزالة كل ما يعيق ذلك من الشحناء والبغضاء والكراهية، وترسيخ حب الوطن في قلوب الناس من منظور شرعي، وقد ذكر الله بعض المصطلحات في القرآن الكريم، مثل: المواطن بفتح الميم، والبلاد، والديار، والبلد، وهذا يعطينا دلالة على قيمة الوطن وحبه؛ لأن الإنسان مهما بلغ من منزلة، ومهما ملك من مال ومتاع فلابد له من وطن يعيش فيه آمنًا مطمئنًا، وفي القرآن الكريم إشارات تبين قيمة الوطن ومكانته في قلوب أهله ليس هذا موضع ذكرها، لكن الممنوع تقديمه على حب الوطن هو حب الله وحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم –؛ لأن حب الوطن له حدود فمتى ما تعارضت مع حب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – هنا يكون المحذور الشرعي.

صدق الانتماء والمواطنة الحقة

ومن جهة أخرى، قال مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الأفلاج الشيخ حبشان محمد الحبشان: إن هذا الملتقى يأتي ونحن في أمس الحاجة إلى ترسيخ هذه المفاهيم في ظل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة، فلا بد من القيام بالواجب لتعزيز الانتماء والمواطنة، مشيرًا إلى أن  من أهم الواجبات على الخطباء والدعاة جمع الكلمة فهم يحملون أمانة عظيمة وهي أمانة الدلالة على الخير وحث الناس على الاعتصام بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وهذا يحمل كل خطيب وداعية على أن يكون أول الداعين لصدق الانتماء والمواطنة الحقة ونبذ كل ما يخالفهما.

وأوضح عظم دور المرأة في ترسيخ هذا الأصل ولا عجب فهي المحضن الأول والمدرسة الحقيقية التي تخرج الأجيال وقادة الأمة، لافتًا إلى أن المرأة تتمتع في هذه البلاد بكل حقوقها، كما أن عليها مسؤولية عظيمة سواء أكانت عاملة أو غير عاملة فلا تخلو بحالٍ من دورها العظيم ومسؤوليتها الجسيمة.

واختتم مدير إدارة الأوقاف والمساجد بمحافظة الأفلاج تصريحه شاكرًا ومقدرًا لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد جهودها العظيمة ومبذولاتها الواضحة في خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية، وفي مقدمتها الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والنائب الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، حيث يحملان على عاتقهما مسؤوليات الدعوة وهمومها، في ظل توجيهات ولاة أمر هذه البلاد ــ حفظهم الله ــ .

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org