بعد اتهام السعودية بعرقلة الاتفاق..."نيويورك تايمز" تكشف الأزمة الكبيرة التي تعيشها إيران بعد الصفقة النووية

ما بين اتهامات "لاريجاني" وتصريحات رئيس "بوينج" ..إيران تركض خلف سراب "النووي"!
بعد اتهام السعودية بعرقلة الاتفاق..."نيويورك تايمز" تكشف الأزمة الكبيرة التي تعيشها إيران بعد الصفقة النووية

أظهرت التصريحات الأخيرة ضد السعودية والتي أطلقها رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الكثير من التساؤلات حول مغزى هذه الاتهامات الغريبة، خصوصًا مع الأحاديث التي تتزايد داخل طهران، بأن الصفقة النووية الإيرانية لا توجد لها منافع، وأن إيران لم تحصل إلا على السراب من هذه الصفقة، حتى إن صحفًا مقربة من الحرس الثوري قد وصفت الاتفاقية بـ"المذلة"، والتي لم تجنِ إيران منها سوى عرقلة التطور النووي الإيراني.
 
وهو ما زاد بحسب مراقبين من نقمة الشعب الإيراني تجاه النظام في طهران، ليظهر رئيس البرلمان علي لاريجاني للعلن مبررًا للشعب الحانق أسباب عرقلة المنافع بعد الاتفاق النووي مع الغرب، ملقيًا باللوم على السعودية بعرقلة مصالح إيران من الصفقة النووية.
 
 وقال في لقائه مع أعضاء الهيئات الدينية في مدينة قم: "إن مؤامرات السعودية وبعض الدول الغربية أفضت إلى إخلال وعرقلة منافع إيران من الصفقة النووية "، مردفًا:" إن هذه المؤامرات ضد إيران في المنطقة هو عداء سافر"،  مستشهدًا بتصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قائلاً: " حتى إن وزير خارجية السعودية قد قال أخيرًا يجب ألا ندع حصول انفراجة في الاقتصاد الإيراني" على حد زعمه.
 
توقيت التصريحات الإيرانية بخصوص الصفقة النووية جاء بعد تقرير نيويورك تايمز الأمريكية الذي كشف فيه المأزق الإيراني بعد الصفقة النووية، حيث توقعت الصحيفة في تقرير مفصل أن إيران لن تحصل على صفقة الطائرات التي أبرمتها حكومتها مع شركات الطيران الأمريكية والأوروبية، والتي تبلغ أكثر من 200 طائرة، وتكلف الحكومة الإيرانية مئات المليارات من الدولارات. فيما تحدثت الصحيفة عن صعوبات حقيقية تواجهها إيران لإنجاح هذه الصفقة.
 
وتفصيلاً قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية نقلاً عن محامين ومحللين في مجال الطيران: "إن صفقة شراء الطائرات المدنية مع "بوينج" و"إيرباص"، والتي تعد أحد أهم مخرجات المنافع التجارية للاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه تواجه تأخيرات قد تحد من حجم تلك الاتفاقيات، أو حتى تقوم بإلغائها.
 
وسلطت الصحيفة الضوء على التشريع الذي قدمه مجلس النواب الأمريكي بتاريخ 7 يوليو الحالي، ودوره الكبير في عرقلة الاتفاق مع طهران على الرغم من أن الاتفاق النووي يسمح لإيران بإبرام مثل هذه الصفقات، حتى مع توقع استخدام الرئيس الأمريكي باراك أوباما لـ "الفيتو" ضد هذا التشريع، إلا أن هذه الإجراءات قد تؤخر عمليات تسليم الطائرات، وهو ما أثار انزعاج مسؤولي النظام في طهران.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة "بوينج" الأمريكية دينيس مولينبيرغ  قد زادت من شكوك إتمام صفقة الطائرات مع إيران، حيث صرح في فعاليات معرض جوي الذي أقيم في بريطانيا قائلاً: "إن شركته لم تبع طائرات إلى شركة الخطوط الجوية الإيرانية بناء على اتفاقية التفاهم التي تم التوصل إليها في يونيو، ولا ينبغي لأحد أن يفعل ذلك"، في إشارة منه إلى صفقة إيران مع شركة "إيرباص" التي تم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني في شهر يناير إلى فرنسا حيث تقع مقرات الشركة.
 
وتحدثت الصحيفة عن  معوقات الحصول على التمويل اللازم لشراء الطائرات حيث يجد الإيرانيون أنه من الصعب إيجاد تمويل من البنوك الأجنبية التي لا تزال تساورها الشك من إقامة علاقات عمل طبيعية معهم، كما أن سعر النفط المنخفض وهو مادة التصدير الرئيسة في إيران لا يساعد في التغلب على الصعوبات، كما أن ضعف احتمالية التجديد لروحاني هي أيضًا واحدة من أهم الصعوبات التي تبرز الآن على السطح كما تقول الصحيفة.
 
فالرئيس روحاني ذو التوجه المعتدل، والذي جعل من إنهاء العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي أولوية عند انتخابه في العام 2013، غارق الآن في فضيحة تتعلق بصرف رواتب حكومية ضخمة قد تطيح بفرصه في الفوز بدورة انتخابية ثانية في الانتخابات المقبلة بعد أقل من عام.
 
 وزادت الصحيفة: "أن المتاعب الإيرانية قد تتزايد مع فوز دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وهو ما يعد كابوسًا كبيرًا لإيران نظرًا لازدرائه الاتفاق النووي مع إيران، كما أنه من غير الواضح إن كان سينسحب من الاتفاق أم لا."
 
وكان المرشد الأعلى للنظام في إيران قد هدد بحرق الاتفاق النووي ردًا على تصريحات مرشحي الرئاسة الأمريكية الذين هددوا بتمزيق الاتفاق مع توليهم الرئاسة، حيث قال : "كانت وظيفة الطرف المقابل من الاتفاق النووي هي رفع العقوبات، لكنه لم يفعل" -في إشارة إلى الغرب-.
 
 وتابع قائلاً: "لم تحل قضية البنوك وقضية تأمين حاملات النفط تتم ضمن إطار محدود، ولا يتم إعطاؤنا أموال النفط ، كما أنه لا يتم إرجاع أموالنا من سائر البلدان، ولم يلتزم الأمريكيون بقسم كبير من تعهداتهم، لكننا نحن دفعنا الثمن مسبقًا، فأوقفنا التخصيب بنسبة 20 %، وأغلقنا فورد وأراك" .
 
  وكان رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، والمتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال، ورئيس المنظمة نفسها علي أكبر صالحي، قد أطلقوا تحذيرات من أن الغرب يخون الاتفاقية النووية، وبأن إيران سترد على هذه الخيانة بنقض الاتفاق النووي، لكنهم لم يتحدثوا عن عواقب نقض الاتفاقية مع الدول الكبرى في العالم ! فهل ستفعلها إيران بعد مرور عام من الصفقة النووية دون منافع؟.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org