ما إن نشرت "سبق" اليوم تقريرها الذي حمل عنوان "شاهد .. هذا ما فعله زملاء العسيري على قبره ورد فعل رئيس الكتيبة"؛ حتى قامت وسائل التواصل الاجتماعي بنقل التقرير ليبدأ البحث عن رئيس كتيبة المدفعية باللواء الثامن عشر الذي يقف على الخط الأمامي بالحد الجنوبي.
وبعد أن أظهرت "سبق" صورته وهو يقف على قبر زميله الشهيد "عزيز العسيري" وهو يجهش بالبكاء ويحتضن أفراد كتيبته الذين ظهر بعضهم مخفيًّا، إلا أن "سبق" اصطادته دون أن يشعر ونشرت تقريرها ليتفاجأ زملاء له عملوا معه قبل عشرين عامًا به؛ ما دفع بهم إلى السعي جاهدين للحصول على رقم جواله، وكان لهم ذلك، وما هي إلا ساعات لتنهار الاتصالات على "اليامي" من كل حدب وصوب بعد أن تناقل أصحابه رقمه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال رئيس الرقباء "جابر بن هويج اليامي": إنه ما إن ظهر ضمن تقرير "سبق" عن مواراة أفراد كتيبة المدفعية لجثمان زميلهم العريف "عزيز العسيري" أمس بمحايل عسير؛ حتى انهمرت عليه الاتصالات من كل حدب وصوب بعد أن ظهر صوتًا وصورة في التقرير؛ ما جعله يستنكر الوضع فجواله لا يعرف إلا أشخاصًا معدودين جُلُّهم من أفراد أسرته وزملائه في العمل؛ لتكون المفاجأة زملاء فارقهم من عشرين عامًا بعضهم تقاعد والبعض الآخر لا يزال على رأس العمل.
هذا وقامت "سبق" بالتواصل مع أول المتصلين على "اليامي"، وهو الرقيب "عبدالله معتق العريمة الحربي" من قوة رفحاء، الذي قال: لم أصدق عندما رأيت أخي "جابر اليامي" عبر "سبق" لأقوم بنشر الموضوع الذي اشتمل على مقطع فيديو له، ليعم جروبات الرعيل الأول إلى أن قادنا القدر إلى التواصل معه ومهاتفته، لحظات سعادة لن تنسى كانت "سبق" هي السبب فيها.
ومن المدينة المنورة قال الرقيب المتقاعد "ناصر بن مسعد الرشيدي": ما إن رأيت صورة أخي ورفيق دربي "جابر اليامي" الذي يتصف بالشجاعة والحزم والرحمة؛ إلا وسعيت جاهدًا للوصول لرقمه، وكان لي ذلك". وتمنى لو كان معه على الحد الجنوبي للذود عن حمى الوطن، ولكن قدره أنه أصبح متقاعدًا، وقال: "نحن على أهبة الاستعداد متى ما نادانا منادي الوطن للجهاد".
وقال كلٌّ من "الحربي، والرشيدي": إنهما تشرفا بالعمل سويًّا مع رئيس الرقباء "جابر اليامي" منذ عشرين عامًا بلواء خالد بن الوليد الثاني عشر بمنطقة تبوك.
