اختار المواطن، هادي القحطاني، طريق الاستقالة من عمله كحارس أمن بمستشفى شقراء، والبحث عن وظيفة أخرى؛ بسبب ضغوط العمل وقلة الحيلة؛ وذلك بعد أن بث فيديو قصيراً اشتكى فيه من تأخر صرف رواتبه لشهرين متتابعين وما يعيشه من ظروف مادية محزنة، وعدم امتلاكه مركبة، ومرتبه الذي يُخصم منه ولا يتبقى منه سوى ألفيْ ريال لا تفي بمصاريف الحياة ومتطلباتها.
وقد لَقِيَ الفيديو تداولاً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي بين المغردين السعوديين؛ حيث منهم مَن تَكَفّل له بوظيفة، ومنهم من طلب وسيلة تواصل معه لتقديم بعض المساعدات، كما كتب الممثل عبدالله السدحان، تغريدة عرض عليه فيها أن يتواصل معه.
ومع حجم التفاعل والتعاطف الذي وجده حارس الأمن، تَبَرّع فاعل خير بعمرة لأسرته في مكة؛ بعد استقالته من عمله ليختار طريقه ويبدأ مشوار البحث عن وظيفة أخرى يجد فيها ما يسد رمقه ويكفي حاجة أسرته المكونة من 8 أفراد ويستطيع دفع الإيجار للمالك الذي يهدد بالطرد كل مرة.
وفتح الفيديو ملف معاناة حراس الأمن الذين يعملون في المستشفيات والمجمعات التجارية وما يجدونه من رواتب بسيطة ومعاملة سيئة وتأخر في الرواتب، مع ضغوط بعض الشركات التي تمارسها على الموظفين السعوديين، وتستغل بعض مواد نظام العمل وتُسَرّحهم؛ فلا عمل ولا زواج.
وفي اتصال هاتفي مع "سبق" شرح "القحطاني" ظروفه القاهرةَ التي دعته لبث الفيديو؛ حيث قال: "أنا متقاعد جندي من الحرس الوطني بعد خدمة 25 عاماً وبراتب 3 آلاف، ولديّ أسرة مكوّنة من 8 أفراد مع زوجتي، وأسكن شقة بالإيجار في محافظة مرات، وأعمل بهذه الشركة منذ شهر ذي القعدة الماضي حارس أمن، أحاول البحث عن الرزق الحلال وسد بعض المصاريف".
وأضاف: "راتبي قليل وأرهقتني الأقساط؛ وهذا ما جعلني أعمل بهذه الوظيفة وأرضى بمرتبها الزهيد الذي لا يمكن القبول به مع متغيرات الحياة وكثرة مستلزماتها؛ إلا أن الشركة ماطلت في صرف رواتبي الأخيرة حتى سجّلت فيديو الثلاثاء الماضي اشتكيت الحال وما نتعرض له من تسويف وسوء معاملة، وانتشر بشكل واسع، وتجاوب معي مكتب العمل بشقراء وألزمهم بصرف راتبي".
وأردف: "وفعلاً صُرفت رواتبنا ونحن حوالى 12 حارس أمن نعمل بالمستشفى، واستدعوا ممثل الشركة وتم عمل الإجراء اللازم سريعاً؛ لكنني استقلت أمس وأطالبهم بأجور 12 يوماً عملت فيها، وكذلك حقوقي، والآن أنا بمكة مع أسرتي بعد تكفل فاعل خير بمصاريف العمرة؛ فبارك الله له في ماله ورزقه على إحسانه معي وعطفه عليّ".
واختتم: "أنا سئمت سوء المعاملة بالشركة وفضّلت المغادرة والبحث عن مصدر رزق آخر، وأناشد أهل الخير بالبحث لي عن وظيفة أنفق من خلالها على أسرتي؛ فالحال صعبة، وأناشد مسؤولي الشركات أن يتقوا الله في الموظفين السعوديين، وأن يجعلوا المدير سعودياً يفهم ظروفهم ويتفهمها، وأشكر مكتب العمل، وأشكر كل مَن تعاطف معي، ولا أريد سوى وقفتهم معي للبحث عن وظيفة أخرى".