جدد أهالي محافظة تربة، بعد حادثة التسمم التي شَهِدَتها المحافظة -صباح يوم الاثنين الماضي- وتسببت في إصابة أكثر من 150 شخصاً، مَطالبهم برفع السعة الاستيعابية لمستشفى المحافظة باعتماد تنفيذ المستشفى الجديد، والذي تمت الموافقة على إنشائه بسعة 200 سرير، وتوفير الخدمات التي تُشكّل عجزاً وقصوراً بالمستشفى.
وكانت مطالبات الأهالي مستمرة خلال عدة سنوات مضت، بعد تكرر المآسي ونقص الخدمات بمستشفى المحافظة العام، مؤملين من المسؤولين النظر في مطالبهم وتنفيذها لتوفير الخدمات الصحية بشكل أفضل.
من جهتها تكشّفت لـ"سبق" بعض مَواطن القصور بأقسام مستشفى تربة العام، والتي يأمل الأهالي معالجتها على يد وزير الصحة توفيق الربيعة، ومنها: العجز الكبير في القوى العاملة الطبية والفنية في جميع الأقسام بالمستشفى؛ فهناك احتياج ملحّ لطبيب عيون، وطبيب صدرية، وطبيب نفسية، وطبيب كلى، وطبيب قلب، وطبيبة أشعة تلفزيونية؛ لأن أقسامها شبه مغلقة أمام المرضى والبعض منها يُفتح يوماً واحداً في الأسبوع أو يوماً واحداً كل أسبوعين، وكذلك هناك عجز كبير في عدد الأطباء بقسم النساء والولادة؛ فلا يوجد طبيبة نساء وولادة، ومَن يقوم بهذه المهمة هو طبيب واحد فقط، وهو في إجازة في الوقت الحالي، والمواطنون يعانون أشد المعاناة بسبب هذا العجز.
ويعانى المستشفى من عجز كبير جداً؛ وتحديداً في القوى الفنية بجميع الأقسام؛ وخاصة قسم الأشعة، وقسم المختبر، وقسم العلاج الطبيعي؛ فهي قائمة على عدد محدود جداً من الفنيين، ولا يفي بالغرض، وغير قادر على تقديم الخدمات الصحية للمرضى بالشكل المأمول، كما أن المختبر يفتقد بشكل كبير إلى بعض التجهيزات الطبية الضرورية التي لها الفضل -بعد الله- في التخفيف من معانات الأهالي وتوفير أفضل الخدمات الصحية لهم، وعلى سبيل المثال؛ فالمختبر لا يوجد به تحليل الهرمونات وفيتامين "د"، وكذلك يفتقد تحليل الفيروسات، ويلجأ المستشفى إلى نقل العينات لمختبرات الطائف للحصول على النتائج؛ مما يعطل ويعيق توفير خدمات المختبر للمواطنين بشكل أفضل وأسرع، ويفتقد المختبر لأجهزة تحميض للأشعة العادية.
ويتضح من خلال الإجراءات المقيدة بالسجلات الطبية أن خدمات مستشفى تربة العام للأهالي محدودة وشبه روتينية في بعض الأقسام، ولم تصل للخدمات المأمولة التي يستحقها كل مواطن في هذا البلد المعطاء.
وبسبب هذا القصور والعجز الملاحظ بالمستشفى والذي لا تستطيع أي جهة نفيه أو إنكاره، أصبح أهالي المحافظة يطلقون على مستشفاهم اسم "البريد الصحي" بعد أن أصبحت مهمة المستشفى في أغلب الحالات المرضية -وخاصة الحوادث- تحويل المرضى من مستشفى تربة إلى مستشفيات الطائف؛ لعدم قدرته على توفير الخدمات المناسبة بسبب العجز المذكور، وكذلك لم تكن سلبيات القصور والعجز الطبي بمستشفى تربة محصورة على التحويلات؛ بل امتدت إلى الأخطاء الطبية وانتشار التشخيص الطبي الخاطئ وغير الدقيق بسبب تحويل المرضى إلى أطباء ليسوا متخصصين بسبب عدم وجود الأطباء المتخصصين، والوقائع كثيرة؛ حتى أصبح الأهالي يلجأون -بعد الله- إلى المستشفيات الخاصة بحثاً عن التشخيص الصحيح والدقيق، ويتكبدون بذلك مبالغ طائلة.
وطالَبَ أهالي محافظة تربة -عبر "سبق"- وزير الصحة د.توفيق الربيعة بالنظر في مطالبهم ومعالجة العجز الحاصل بالمستشفى؛ ليجد المواطن أفضل الخدمات الصحية.