بعد واقعة المعلمة وصالة ترفيه الطالبات.. "الشيحي": لا تبرعات للحكومة

قال: القطاع الحكومي يفترض أن لديه أنظمة وقوانين وتقاليد لا تقبل التجاوز
بعد واقعة المعلمة وصالة ترفيه الطالبات.. "الشيحي": لا تبرعات للحكومة

يرفض الكاتب الصحفي صالح الشيحي قيام المؤسسات الحكومية بقبول التبرعات الخيرية، مؤكدا أن هذا دور الجمعيات الخيرية، والحكومة ليست كذلك، لافتا إلى ضرورة التفريق  بين القطاعات الثلاثة.. الحكومي والخاص والخيري! يأتي ذلك تعليقا على قيام معلمة بالتبرع بـ 40 ألف ريال لإنشاء صالة للترفيه عن طالبات المدرسة التي تعمل فيها!


وفي مقاله "هذه ليست جمعية خيرية" بصحيفة " الوطن" يبدو الشيحي محذرا ومتوجسا وهو يقول "أعلم أن ما سأذكره قد لا يروق البعض؛ لكن ما العمل حينما يخلط البعض عمدًا - أو عن غير قصد - بين القطاعات الثلاثة.. الحكومي والخاص والخيري! .. القطاع الحكومي يفترض أن تكون لديه أنظمة وقوانين وتقاليد عريقة لا تقبل التجاوز، أو المساس بها، مهما كانت النوايا سليمة .. الحفاظ على شخصية المؤسسة الحكومية وحمايتها من الاجتهادات هو حفاظ على كيان وهوية الدولة، وهيبتها".

ثم يحذر الكاتب من الخلط بين الحكومة والجمعية الخيرية ويقول "حينما تتقمص المؤسسة الحكومية - ورأسها ورئيسها - حالة المؤسسات الخيرية وتفتح ذراعيها للتبرعات من المحسنين، وتقبل الصدقات وما في حكمها من كفارات يمين، وزكوات فطر، وأرز وتمر، وملابس قديمة، ودفايات ومكيفات مستعملة، فهذا يعني أن هناك خللًا لا يقبل السكوت .. الأمثلة كثيرة، والمحيّر أن الإعلام يتداولها أحيانًا من باب الثناء والتبجيل دون البحث عن الحالة التي أوصلت مؤسسات عريقة تحظى بموازنات كبيرة أن تمد يدها إلى المحسنين!".


ويضيف الشيحي: "أمرٌ غير مفهوم أن تفتح التبرعات في مؤسسات الحكومة، فيصبح من حق الموظف الغني أن يبني ويؤثث ويجهز ما يشاء في المؤسسة.. فتضيع البوصلة؛ هل هو يرمم بيته الخاص، أم مؤسسة حكومية لها موازنة معتمدة من الدولة.. وما هو أثر عمله هذا في نوعية وطبيعة علاقته بالمؤسسة بعد ذلك!". 


ثم يتناول الشيحي واقعة المعلمة ويقول "يقول الخبر المنشور خلال هذا الأسبوع، إن معلمة فاضلة في إحدى المدارس أنفقت مبلغًا يفوق أربعين ألف ريال من حسابها الشخصي؛ لإنشاء صالة متكاملة بجهودها الذاتية؛ لغرض الترفيه عن طالبات المدرسة التي تعمل فيها! .. ليس هذا فحسب؛ بل قامت بعمل جدول خاص لتقييم النشاط داخل هذه الصالة، وأدخلتها ضمن النشاط المدرسي!".


ويعلق الكاتب قائلا "مثل هذه الأعمال وإن كانت مبادرات خلّاقة وحسنة، ودوافعها بيضاء نقيّة؛ إلا أن مكانها الصحيح من وجهة نظري ليس مؤسسات الحكومة، بل القطاع الخاص أو الخيري .. الدولة مسؤولة عن مؤسساتها.. المطلوب من الموظف أن يعمل العمل الموكل إليه فقط.. الاجتهادات لها مكان آخر".


وينهي الشيحي قائلا "الخلاصة: حينما تقبل المؤسسة الحكومية الدعم والهبات من أحد موظفيها، هل تستطيع أن تضعه تحت مسطرة واحدة مع بقية الموظفين؟!". 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org