"بنات 351".. أين الخلل؟

"بنات 351".. أين الخلل؟

حادثة مفزعة تم تداولها خلال الأيام الماضية عن اقتحام رجل مجهول، في حالة غير عادية، مدرسة 351 الابتدائية بالرياض، وتجرّده من ملابسه، ومحاولته التهجم والتعدي على إحدى المستخدمات، وما ردّه عن فعله الآثم إلا تصدّي المعلمات له، حيث أجبرنه على الفرار.

الحادثة فيما يبدو لنا ليست حالة فردية ونادرة، فقد كثرت في الآونة الماضية حالات التهجم على المدارس، والتعدي بالضرب أو السب على المعلمين والمعلمات، أو الطلاب والطالبات، أو الموطفين والمستخدمين، في وقائع مذهلة، ما كانت لتظهر على خارطتنا التعليمية، لولا وجود خلل ما في منظومتنا القيمية والإدارية.

لقد تعرّض معلم في محافظة جدة لاعتداء من قبل مجهولين، حضروا إلى المدرسة أثناء الدوام، وأوسعوه ضرباً وركلاً بالأقدام، وكادوا يقتلونه بالساطور!

والأغرب هو اقتحام مدرسة بالسلاح الآلي، حيث تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، لقطات مصورة لطالب قرر أن يذهب إلى مدرسته ويطلق النار على مبنى تعليمي عقب خوضه مشاجرة مع عدد من طلاب المدرسة بمحافظة تثليث بالسعودية!

واقتحم ولي أمر أحد الطلاب مدرسة ابتدائية بالجبيل، ليعتدي على معلم داخل الفصل أمام التلاميذ!

هذه الحوادث، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أن من يريد أن يقتحم المنشأة التعليمية الأهم في المنظومة، ألا وهي المدرسة، فلن يجد ما يردعه عن غيه وإجرامه، ومن يبيّت النية للاعتداء على طالب أو معلم أو حتى معلمة فالطريق لا توجد به عوائق البتة!

إن هذه الظواهر تؤكد غياب المنظومة الأمنية عن مدارسنا، التي يبدو أنها في حالة سبات عميق منذ سنوات، ولم يلحقها أي تطوّر، على الرغم من كثرة الجرائم والحوادث المخزية التي تتعرض لها تلك المدارس على مدار السنوات السابقة، والتي ربما تشهد تصاعداً في السنوات اللاحقة.

إن مجرد وجود حارس للمدرسة يبدو أنه لم يعد كافياً لحفظ الأمن بصورة تامة في المدارس، وهو ما يؤكد حاجتنا إلى تفكير مبدع وخلاق لحفظ الأمن والنظام وردع المجرمين الذين يعيثون فساداً، بعدما انتزعت من قلوبهم السلوكيات والأخلاقيات السوية.

كما أن هذه الظواهر توحي بالتغير السلبي في منظومتنا الأخلاقية التي كانت تراعي حرمة المكان ومكانة المعلم، فكانت مدارسنا محفوظة بسياج من الأخلاق والقيم، حتى وإن غاب عنها الحراس وخلت من الجدران والأبواب، وهو ما يؤكد حاجتنا إلى التفكير في الأسباب التي أدّت لهذا الانحدار السلبي وكيفية مواجهته مجتمعياً.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org