أعرب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيصل بن معمر، عن فخره واعتزازه في الذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني، للمكانة الرائدة والمرموقة، التي تبوَّأتها المملكة العربية السعودية على الأصعدة الدولية والإقليمية والعربية والإسلامية بفضل الله، ثم بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء.
وثمن الجهود المبذولة المخلصة لقادة المملكة المخلصين على مرّ العقود، منذ أرسى دعائمها، ووحّدها الملك المؤسّس الملك المؤسس، عبد العزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، طيب الله ثراه، مشيرًا إلى الملحمة الوطنية الكبرى التي أنجزها، طيّب الله ثراه، على التوحيد والوحدة، ورجاله المخلصون، حيث نهضت أرجاء الجزيرة العربية؛ لنداء الوحدة ولم يكن في ذلك إغراء إلا العيش بأمن وأمان وهوية جامعة.
وقال: لقد كان في شخصية الملك وإيمانه وإخلاصه وطموحه وطموحات شعبه في التشرف بخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين، في كل مكان، ولم تكن المادة أو الثروة عامل جذب لتلك الوحدة غير المسبوقة؛ فقد بذل الجميع أرواحهم وأموالهم والحمد لله، على صيانتها وتطويرها وتحديثها في كل العصور، حيث تابع أبناؤه الملوك البرّرة من بعده: الملك سعود؛ والملك فيصل؛ والملك خالد؛ والملك فهد؛ والملك عبدالله - رحمهم الله جميعًا- مراحل النماء والبناء؛ حتى تقلد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده، حفظهما الله، مسؤولية التطوير والتحديث والتجويد في مختلف الميادين بخطط تنموية مستدامة، ومتتابعة على المستوى الوطني والعالمي؛ ترتقي بالوطن إن شاء الله إلى مصاف الدول الكبرى، وتحقيق الرخاء والرفاهية للمواطنين؛ جنبًا إلى جنب مع توفير الأمن والأمان والاستقرار في ربوع الوطن كافةً.
واعتبر "بن معمر" اليوم الوطني، مناسبة عظيمة لتأمّل سيرة هذا الوطن ومؤسّسه؛ لاستلهام العبر والدروس من سيرته كقائد صنع التاريخ والمجد في هذه البقعة الغالية من المعمورة، تحت راية التوحيد واستطاع بنظرته وفراسته، وحكمته الصائبة، وقبل ذلك كله بإيمانه الراسخ، بالله تعالى أن يؤسس دولة عصرية تحت راية التوحيد، ويشيّد قواعد المملكة العربية السعودية ويؤسِّس منطلقاتها؛ كنموذج يُحتذى به في وحدتها الدينية والسياسية، والنهوض بالتطوير والتحديث، معتمدًا، على الله تعالى، ثم على الاستثمار في الإنسان، كركيزة أساسية، وعنصر رئيس، تقوم عليه النهضة ومسارات التنمية المستدامة، مشيرًا إلى ما جنته الأجيال المتلاحقة من ثمار غرسه.
وأكد أنه من الطبيعي أن يحظى الملك المؤسس، طيَّب الله ثراه، واليوم الوطني بما حققته المملكة من إنجازات منذ تأسيسها وحتى عصرنا الحاضر وبما حققته من تنمية وأمن وأمان ووحدة.
وقال: إن القادة التاريخيين، هم الذين يصنعون عزّ وأمجاد أوطانهم، ويسجّلون بأيديهم الإنجازات العظيمة، بمداد من الذهب؛ ويدونون القرارات المصيرية، بعزيمة لا تلين في سبيل تعزيز مكانة بلدانهم وتمكين شعوبهم في حياة رغيدة بأمن وأمان واستقرار.
وأشار إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، أيدهما الله، كأبرز هؤلاء القادة الذين حقّقوا إنجازات لبلادهم وأمتهم، وللعالم؛ وسيذكر التاريخ تلك الإنجازات والمواقف الرائدة المخلصة والصادقة التي يتبنيانها، أيدهما الله- كما هو ملموس على مستوى الصعيد المحلي والدولي بواقع المنجزات الداخلية وعلى المستويين الإقليمي والدولي، من خلال المواقف الحكيمة والشجاعة على الصعيد، وخاصة وقفتهما الشجاعة ضد التطرف والإرهاب والتهديدات الخارجية لأمن المملكة.
ونوه إلى جهودهما الوطنية والإقليمية والعالمية المخلصة، حفظهما الله؛ لتعزيز الوسطية والاعتدال وترسيخ الوحدة الوطنية، والمحافظة على التنوع والتعايش، وتطهير مجتمعاتنا من التطرف والإرهاب، وبناء منظومة محلية وإقليمية وعالمية؛ لتكريس النقاش والتواصل والحوار مع أتباع الأديان والثقافات العالمية عبر مسارات ومنظمات دولية متنوعة، وبناء سلام وتعايش عالمي يعبّر عن رسالة الإسلام والسلام التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، التي استطاعت تحقيق حلم كل مسلم بتوحيد الجزيرة العربية، والمحافظة على قبلة المسلمين، الحرمين الشريفين، التي يتجه إليها خمس مرات يوميًا أكثر من مليار وستمائة مليون مسلم، ويقصدها سنويًا خمسة عشر مليون، معتمر وزائر في أمن وأمان لم تشهده الجزيرة العربية من قبل.
وختم ابن معمر تصريحه، بقوله: "إن ولاة أمورنا، حفظهم الله، يسابقون الزمن بخططهم التنموية المستدامة، وبتحديثهم وتطويرهم الرائد، ويعملون على تحقيق تطلعاتنا بالإصلاحات السريعة؛ والمشروعات الحيوية، ليصبح هذا العهد الزاهر، علامة فارقة، وظاهرة في مسيرة ومنعطفات هذا الوطن الكبير، ويظهر ذلك جليًا في التطور المتنامي والمتسارع في مختلف المجالات"؛ داعيًا المولى، عزّ وجلّ،َ أن يديم على هذا الوطن الغالي نعمة الأمن والأمان في ظلِّ القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله.