الإعلان التجاري أو (الدعاية) - كما يسميه البعض - وسيلة تجارية من وسائل ترويج السلعة المراد بيعها؛ فهو وسيلة جذب للمستهلك، ومتح لما يكتنزه في غياهب محفظته.
ولهذا الإعلان شروط وأحكام، يجب على المعلِن أن يلتزم بها، كما يجب على الوسيلة التي تنشر هذا الإعلان أو تبثه أن تلتزم بها أيضًا. ومن هذه الشروط:
– أن يكون متوافقًا مع أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها.
– أن يكون مراعيًا لعاداتنا وتقاليدنا، ومتوافقًا مع الأعراف والقيم الإنسانية.
– أن يكون متوافقًا مع شروط هيئة المواصفات والمقاييس السعودية.
– أن يكون صادقًا بعيدًا عن الزيف، الخداع والغش التجاري.
هذه أبرز الشروط العامة، وغيرها كثير من الشروط الخاصة لكل سلعة أو منتج، التي يجب توافرها في الإعلان التجاري؛ كي يُسمح ببثه عبر وسائل الإعلام المختلفة، أو تعليقه داخل المحال أو خارجها، وإلا يُعتبر مخالفًا؛ ولا يُسمح بنشره؛ لأنه يندرج تحت مفهوم (الغش التجاري)، حسبما تقتضيه اللائحة التنفيذية لنظام مكافحة الغش التجاري
(المادة الثالثة):
أ – يكون الخداع في المنتج بوصفه أو عرضه أو تسويقه بمعلومات كاذبة أو خادعة أو مضللة بأي وسيلة بما يخالف حقيقته).
وبالتالي يكون المعلِن قد خالف نظام مكافحة الغش التجاري؛ فتنطبق عليه العقوبات حسب المادة (1): (يعاقب بغرامة من خمسة آلاف ريال إلى مئة ألف ريال، أو بإغلاق المحل مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد على تسعين يومًا، أو بهما معًا، كل من خدع أو شرع في أن يخدع أو غش أو شرع في أن يغش بأية طريقة من الطرق في أحد الأمور الآتية:
د- وصف السلعة أو إعلانها أو عرضها بأسلوب يحوي بيانات كاذبة أو خادعة).
ولكن ما نشاهده اليوم أن الكثير من المعلنين يتحايلون على هذه المادة من نظام مكافحة الغش التجاري، بوضع جملة كُتبت بخط لا يكاد يُرى إلا بمكبِّر عالي الدقة، وهي: "تُطبَّق الشروط والأحكام". والسؤال هنا:
أليس هذا خداعًا، وغشًّا تجاريًّا عندما تضع لي الشمس بيميني والقمر بيساري بإعلانك التجاري..!! وتقصم ظهري بمثل هذه الجملة في آخر صفحة من العقد، وتكتبها بطريقة لا يراها إلا من رُزق عينَيْن تحملان خاصية التكبير..؟!!!!!
لماذا تسمح الوزارة بمثل هذه الإعلانات التي تقوم على الزيف والخداع؟!!
لماذا لا تكون هذه الشروط والأحكام واضحة بارزة، توضع في مكان واضح، يراه المشتري بكل وضوح؟!!