
تتكرر ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، للمرة الثانية والأخيرة هذا العام، الجمعة المقبلة، فيما كانت المرة الأولى يوم الجمعة الموافق 20 من شعبان الماضي، وذلك لأن "مكة المكرمة" تقع بين أقصى ميلي الشمس التي تصل لهما جنوبًا وشمالاً.
وأوضح الباحث الفلكي، ملهم بن محمد هندي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء، عضو سديم الحجاز الفلكي، أن الشمس تعامدت على الكعبة المشرفة، المرة الأولى خلال هذا العام عندما توافق ميل الشمس مع خط عرض مكة (21.5)، يوم الجمعة 20 شعبان الماضي، أثناء عبور الشمس الظاهري نحو الشمال لأقصى ميل 23.5 التي وصلتها الشمس في الانقلاب الصيفي منتصف رمضان الماضي.
وأضاف مُتحدثاً لـ "سبق" : "الآن وأثناء عودة ميل الشمس نحو الجنوب أيضًا سيتوافق ميل الشمس مع خط عرض مكة للمرة الثانية والأخيرة هذا العام يوم الجمعة المقبل 10 شوال لتتعامد الشمس مباشرةً فوق الكعبة لحظة أذان الظهر في مكة المكرمة (9:27 بالتوقيت العالمي)، حيث تكون الشمس لحظتها مرتفعة بمقدار 90 درجة عن الأفق، ويختفي ظل الكعبة".
وأكد "هندي": "أن هذا التعامد الأخير يأتي خلال السنة ضمن رحلة الشمس الظاهرة من مدار السرطان لمدار الجدي مرورًا بالاستواء، وتعتبر تحديد القبلة بواسطة الشمس من أقدم الطرق التي استخدمها المسلمون عبر التاريخ، كما استخدموا اختلاف المطالع والمغارب في تحديدها".
ولفت إلى أن "هذه الظاهرة تتكرر على جميع المدن بين مداري السرطان والجدي مرتين سنوياً، ولحظتها يختفي ظل الأشياء المتصلة بالأرض مثل المباني، وأعمدة الإنارة، والكهرباء، لأن كل ظل شيء يكون تحته تماماً، وكما سيُلاحظ مع اختفاء ظل الكعبة المشرفة".
وقال الباحث الفلكي، ملهم بن محمد هندي: "يمكن لأي شخص يرى الشمس لحظة تعامدها على الكعبة (9:27 GMT ) في العالم، التوجه ناحية الشمس وتحديد اتجاه القبلة، والتأكد من صحتها بأسهل طريقة، وكلما اقتربنا من مكة تقل إمكانية التوجه للشمس كون الشمس ستكون في كبد السماء، ومن الصعب تحديد اتجاهها لذا يمكن استخدام ظل الأشياء، وستكون القبلة عكس اتجاه الظل تماماً".
ويمكن مشاهدة فيديو تجربة اختقاء الظل في مكة الجمعة 20 شعبان 1437هـ على الرابط التالي: