يعتبر منفذ "حالة عمار" بتبوك أحد أقدم وأهم المنافذ البرية الرئيسة بالمملكة، حيث يأتي منه الحجاج القادمون من الدول العربية المجاورة والدول الإسلامية في آسيا وأفريقيا ودول أوروبا، و"حالة عمار" أرض تعبرها القوافل منذ القدم، وعرفت بهذا الاسم في المصادر الجغرافية وأصبحت ممراً على درب الحج الشامي في العصور الإسلامية المتأخرة، بيد أن لمسمى "حالة عمار" قصةً قديمة يذكرها لـ"سبق" الباحث في تاريخ المملكة "عبدالله العمراني".
وقال "العمراني": إن القصة المتداولة بين سكان المنطقة أن "عمار" رجل صالح، وكان يحج إلى مكة على قدميه ويحل على منازل القبائل كلما نفد الماء والطعام الذي يحمله، وفي إحدى رحلات حجة قادماً من مكة أحس بالمرض، وقد كان كبيراً في السن، فأقام لدى قبيلة في هذه المنطقة.
وتابع: "حين أجدبت الأرض رحلت القبيلة وطلبوا من "عمار" الرحيل إلا أنه رفض، وما كان منهم إلا أن نصبوا له بيتاً من الشعر، وتركوا له الماء والطعام، ولم تتركه هذه القبيلة، ففي كل مرة يقصده أفرادها ليقدموا له الماء والطعام، وأثناء عودة أو قدوم أحد من المنطقة التي يعيش فيها هذا الرجل يسألون عنه، فيقولون: "كيف حالة عمار؟"، فيُرد عليه: "حالة عمار حالة"، وذلك من شدة مرضه وتدهور صحته إلى أن مات ودفن فيها، فعرفت المنطقة بهذا الاسم".
وأضاف الباحث في تاريخ المملكة "عبدالله العمراني": "أول من ذكر هذه المنطقة من الرحالة هو الحاج مرتضى علوان عندما حج عام 1120هـ، وقال عنها: إنه مر بمحل ذي أحقاف من الرمال يدعى: حالات عمار، والرحالة "داوتي" ذكر معلومة عن كلمة عمار فقال: مررنا بـ"حالة عمار"، وهناك خرافة أن عمار كان مقوم الحجاج ذهب لهذه المنطقة في عز القيظ بحثاً عن الماء، فلم يجد غير أرض تغلي وتدخن من الحرارة، ولم يرجع".
وأشار إلى أنه يتضح لنا من خلال هذه النبذة التاريخية أن "حالة عمار" اكتسبت هذا المسمى منذ القدم، ونشير هنا إلى أن القصة توارثها أهل هذه المنطقة جيلاً بعد جيل.
وختم "العمراني"، أن مدينة الحجاج في "حالة عمار" بدأ العمل عليها في مطلع عام ١٣٩٠هـ، وتم افتتاح مركز حالة عمار بتاريخ ١١ المحرم ١٣٩٣هـ.
يذكر أن مدينة الحجاج في "حالة عمار" تعتبر اليوم منظومة متكاملة تشارك فيها كافة القطاعات الحكومية لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن، كما أنها تشهد كل عام تطوراً وإضافات كبيرة.