تعرَّف على قصة المعلمة "رهام" التي صلت ركعتين بموقع "حادث الليث" رغم إصابتها

إحداهما غادرت المستشفى والأخرى تحت الملاحظة برفقة السائق
تعرَّف على قصة المعلمة "رهام" التي صلت ركعتين بموقع "حادث الليث" رغم إصابتها

لحظات صعبة عاشتها أربع معلمات صباح اليوم بعد ليلة فرح بهدايا "ملك الحزم"؛ إذ استيقظن من نومهن كعادتهن في كل صباح يوم جميل، وودعن أزواجهن وأولادهن، وسلكن طريق النهاية الذي كان طويلاً. كن يخططن أثناء سيرهن لإجازتهن المقبلة التي تُعتبر أطول إجازة في تاريخ التعليم.
 
هكذا بدأت المعلمة "فاطمة العوفي" في سرد قصة المعلمات الأربع في رحلتهن الدامية اليوم على طريق الليث، كما سمعتها من إحدى المعلمات المصابات، وكما شاهدت بأم عينيها من موقع الحادث، وقالت: "كنا في سيارة أخرى، ووصلنا لموقع الحادث، وشاهدنا المعلمات وهن ملقيات على الأرض، وقد فاضت روحا المعلمتين (منى ونور) لبارئهما؛ لتموت آخر لحظة جميلة جمعتهما ببعضهما، ولتبكيهما قلوب زميلاتهما اللاتي كن في موقع الحادث، ولم يحدث أن شاهدنهما من قبل، لكن الموقف أجبرهن على البكاء".
 
وأضافت: "بقيت المعلمتان (منال ورهام) بعد إصابتهما تعيشان لحظات عصيبة؛ فكنا نحاول التخفيف عليهما، ونخبرهما بأن سيارات الإسعاف قد وصلت، لكن قلوبهما كانت على زميلتيهما اللتين غادرتا الدنيا؛ إذ لم تتوقفا عن السؤال عنهما رغم الإصابة: أين هما؟ لماذا لا نشاهدهما؟".
 
المعلمة "رهام" كانت تعيش صدمة قوية لدرجة أنها لم تكن تعلم ما الذي حدث لهن؛ ما دفعها لتقوم وتصلي ركعتين فوق التراب الطاهر في موقع الحادث رغم إصابتها.
 
في الجانب الآخر، كانت زميلتها "منال" تصرخ بذكر الله من قوة الألم، وحينما أخبرناها بوصول سيارة الإسعاف كان ردها "بلغوا الإسعاف يقوم بنقل المعلمة رهام قبلي، وأنا يتم نقلي بعدها". وقال: تذكرت لحظتها قصة الصحابة -رضوان الله عليهم- في إحدى الغزوات حينما آثروا بعضهم بشربة الماء، مع أن كل واحد منهم كان محتاجًا لقطرة ماء واحدة.
 
يُذكر أن معلمتَيْن انتقلتا إلى رحمة الله، وأُصيبت اثنتان أخريان، في حادث انقلاب جنوبي محافظة الليث. وكانت سيارة من نوع "إنوفا" بقيادة وافد من جنسية عربية قادمة من محافظة جدة، وتقلُّ أربع معلمات، كن في طريقهن إلى مجمع سلم الزواهر جنوبي محافظة الليث، وتعرضن لحادث انقلاب بالقرب من قرية الوسقة. وأسفر الحادث عن وفاة معلمتَيْن، هما (نور يوسف محسن بخيت، ومنى صالح مصلح السلمي)، وإصابة اثنتَيْن أخريَيْن، هما (رهام عبدالرحمن محمد بخاري، ومنال محمد أحمد المولد)، إضافة إلى السائق. وغادرت إحدى المعلمتَيْن المستشفى بعد تلقيها العلاج اللازم، فيما بقيت معلمة أخرى والسائق تحت الملاحظة. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org