الزائر لمعرض الرياض الدولي للكتاب يُشاهد الكثير من الشباب والشابات الذين سخّروا طاقاتهم التطوعية والإنسانية لخدمة وطنهم بعد دينهم، حينها تستشعر بأن هذه العقليات الناضجة هي من تستحق الدعم والثناء والتشجيع، حينها تستشعر القول النبوي: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، ومنها "علم ينتفع به".
من بين تلك النماذج: فكرة نادي "كتابي التطوعي" الذي بدأ بفكرة متواضعة على شبكات التواصل الاجتماعي، تكمن في قيام شخص بسيط يرى نفسه هاوياً للقراءة؛ بنشر اقتباسات من بعض الكتب، ومن ثم تلخيص بعض ما يقرأه ونشره في منشورات ثقافية لا تتجاوز أسطراً محدودة للمجتمع، ولسان حاله يقول: "شاركوني قراءتي حتى وإن كنتم لا تملكون تلك المؤلفات".
شهِدت الفكرة إقبالاً وشغفاً من المتابعين المعجبين بالفكرة، حينها أثمر ذلك الدعم المعنوي لاستثمار تلك الطاقة وذلك الشغف إلى إنشاء نادٍ ثقافي أسماه بـ"كتابي" قبل 4 أعوام تقريباً، وأعلن مقرّه في المنطقة الشرقية.
عضو النادي طارق خميس، تحدّث عن فكرة النادي لـ"سبق" بقوله: كانت الفكرة بأمانة من الأخ الأديب عويد السبيعي، والذي نذر وقته وجهده إلى أن يكون صديقاً للكتاب، وأن تتحوّل هذه الصداقة لشراكة مجتمعية لا تنتهِ".
وأضاف: "تعتبر معظم أنشطة النادي إلكترونية ما بين اقتباسات وبرامج مصوّرة على شبكات التواصل، وإلى عقد لقاءات أو مختارات لكتب معيّنة نُلخص محتواها ونقدمها للمتابعين، ومن أبرزها مبادرة القراءة الجماعية التي أثمرت عن مناقشة أكثر من 200 كتاب ولله الحمد".
وعن مشاركاتهم في المحافل والمناسبات قال "خميس": "يُعد معرض الكتاب من أهم شركاء الإبداع بالنسبة لنا، إذ نلتقي زواراً وأدباء نتلّقى منهم الأفكار والمشاركات الثقافية الهادفة، ويشاركوننا العديد من المبادرات التي نعمل عليها مُنذ أشهر تمهيداً لدعمهم المعنوي".
وأردف: لدينا مبادرة الكتاب الزاجل، وتهدف إلى تبادل الكتب بين الأعضاء، والتي انطلقت من معرض الكتاب لعام 2016م، وتهدف لتقريب الكتاب بين المستفيدين. كما لدينا مبادرة "أنا أقرأ" والتي تستهدف شريحة الأطفال، عبر تطبيق على الأجهزة الذكية، يكمن محتواه في نشر قصص هادفة بطرق سهلة تُنمّي وتُغذّي عقولهم بأساليب حديثة".
وأكّد "خميس" أنهم قدّموا حتى الآن أكثر من 600 دقيقة ثقافية، ما بين فيديوهات ومقاطع صوتية هادفة، وصلت لأكثر من 700 ألف متابع للنادي في شبكات التواصل الاجتماعي.
واختتم بقوله: "نعقد الأمسيات الثقافية والدورات ولنا مشاركات في المعارض الأدبية، ولنا مقر رئيسي في المنطقة الشرقية، ويتبعه فرعان في الرياض وآخر في أبها".