ذكر تقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن أفضل وأقصر طريق لحل القضية الفلسطينية- الإسرائيلية، التي تتعقد يوماً بعد آخر، يمر عبر المملكة العربية السعودية، ولم يعد يمر بمصر والأردن، اللتين اعتمدت عليهما واشنطن لسنوات عديدة.
وأضاف التقرير أنه لا بد من تشجيع اعتماد نهج أمريكي جديد يشرك السعوديين بشكل مباشر، وقد يكون التدخل السعودي المباشر القطعة المفقودة في المعضلة الفلسطينية - الإسرائيلية لأسباب عدة مهمة.
معقل الإسلام ونفوذ سياسي ومالي قوي
السعودية تتمتع بنفوذ سياسي ومالي قوي في المنطقة، ومن شأن الانخراط المباشر من قبل المملكة الغنية بالنفط ومعقل الإسلام أن يمكن "السلطة الفلسطينية" على أخذ المفاوضات على محمل الجد كما أن رفض التعلیمات السعودیة سیأتي بکلفة عالیة جداً للسلطة الفلسطینیة من حیث المساندة الشعبية، ومن شأن الدعم السعودي أن يوفر مزيداً من الشرعية الدينية والمالية والسياسية للسلطة الفلسطينية، التي كانت مترددة في اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالنزاع بسبب خوفها من فقدان شرعيتها.
تعاطف سعودي وإساءة إيرانية
اتخذ الجيل القادم من القادة السعوديين، وعلى رأسهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نهجاً أكثر استباقيةً للسياسة الخارجية، وأظهر إحساساً بالحاجة الملحة إلى مواجهة النفوذ والتطرف الإيرانيين في المنطقة، ويدرك هؤلاء القادة كيف أن المحور الإيراني قد أساء للقضية الفلسطينية واستخدم دعايتها لحشد التأييد لقضيته، ويعتبر الشعب السعودي بشكل عام متعاطفاً مع القضية الفلسطينية.
تنازلات لصالح فلسطين مقابل التطبيع
انخراط السعوديين المباشر من المرجح أن يؤدي إلى تحفيز الحكومة اليمينية الإسرائيلية على تقديم المزيد من التنازلات للفلسطينيين، وقد سعت إسرائيل لسنوات عديدة إلى توسيع نطاق علاقاتها مع العالم العربي.
وعلى خلاف الانخراط المصري والأردني، ستتيح رعاية السعوديين للمحادثات الفرصة أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقناع الأعضاء اليمينيين من مؤيديه " لتقديم مثل هذه التنازلات"، على أساس تطبيع العلاقات مع العالم العربي.
إيران والجماعات المتطرفة أكثر خطورة من إسرائيل
المشهد الحالي للشرق الأوسط يكشف أن إيران والجماعات الدينية المتطرفة أصبحت تشكل تهديداً أكثر خطورة على السعودية وعلى المنطقة من إسرائيل، وقد أدى هذا الواقع إلى إدراك المسؤولين السعوديين والإسرائيليين بأن مخاوفهم الأمنية تتلاقى وأن الجانبين يشاطران بعض الأهداف الإستراتيجية مثل احتواء إيران.
ومن خلال حل النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، ستتمكن السعودية وإسرائيل من إزالة حجر العثرة الناتج عن هذا الصراع والتركيز بدلاً من ذلك على تعزيز العلاقات والعمل الجماعي لمواجهة التهديدات في المنطقة.