توقيع برنامج تنفيذي للتعاون بين المملكة والصين في المجال السياحي

"سلطان بن سلمان": اتفقنا على تبادل الخبرات وجذب الاستثمارات
توقيع برنامج تنفيذي للتعاون بين المملكة والصين في المجال السياحي

 وقعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة، وإدارة السياحة الوطنية في جمهورية الصين الشعبية؛ برنامجًا تنفيذيًّا للتعاون في مجال السياحة، وذلك في مقر إدارة السياحة الوطنية في العاصمة الصينية بكين.
 
ووقع اتفاقية البرنامج، اليوم الاثنين، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني "الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز"، الذي يقوم حاليًا بزيارة لجمهورية الصين الشعبية، يشارك خلالها في افتتاح معرض "روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في المتحف الوطني ببكين غدًا الثلاثاء، والسيد "لي جينزاو" رئيس إدارة السياحة الوطنية في جمهورية الصين الشعبية.

جاء ذلك بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين الشعبية "تركي بن محمد الماضي"، وعضو مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ورئيس مجلس الأعمال السعودي الصيني "المهندس عبد الله بن سعيد المبطي"، وكبار المسؤولين في إدارة السياحة الوطنية الصينية.
 
وأكد "الأمير سلطان بن سلمان" في تصريح صحفي عقب توقيع البرنامج، أن البرنامج هو انطلاقة حقيقية في التعاون بين المملكة والصين في مجالات الاستثمار والخدمات السياحية وصناعة السياحة التي أصبحت صناعة اقتصادية مهمة ورئيسة على مستوى العالم، مشيرًا إلى أن الصين اليوم متعمقة في المجال السياحي بشكل كبير جدًّا، في الوقت الذي فاق عدد السياح الصينيين "١٠٠" مليون سائح في جميع بلدان العالم.
 
وبين أن الاستثمارات الصينية في السياحة داخل الصين هائلة بكل المقاييس، وخصوصًا في قطاع الإيواء السياحي والفنادق والمنتجعات والمرافق والخدمات، وبأرقام خيالية، لافتًا إلى أن الصين رغم أنها دولة صناعية في المقام الأول وتتمتع باقتصاد قوي، إلا أنها ركزت في السنوات الأخيرة على السياحة وصنفتها كأحد المجالات الاقتصادية التي تعول عليها كثيرًا لمعالجة التباطؤ في النمو الاقتصادي الذي تعيشه الصين حاليًا.
 
وأضاف رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني: الصين كدولة صناعية وزراعية تؤمن بالسياحة كقطاع خدمات رئيس، واليوم اتفقنا على الاستفادة من الخبرات الصينية في صناعة السياحة والخدمات المتعلقة بها، مضيفًا: "نحن ننظر للصين كبلد يستفاد منه في كثير من المجالات".

وتابع: دعونا اليوم وزير السياحة الصيني لزيارة المملكة، ورغب أن يأتي مع وفد كبير للنظر في فرص الاستثمار في تطوير السياحة بالمملكة وتطوير الوجهات السياحية الجديدة والبنى التحتية، وليس فقط قطاع المقاولات. وقد رغب وزير السياحة الصيني أن يكون هناك استطلاع للتجربة السعودية في بعض المجالات المتعلقة بالسياحة والتراث، وهناك رغبة صادقة تتلاقى مع رغبة قيادة البلدين، وذلك عبر اتفاقية جرى توقيعها مؤخرًا في المملكة، وهي اتفاقية شمولية مع الصين، وخاصة أن هناك تلاقيًا بين البلدين في أهم مجالات التطوير السياحي.
 
واستطرد قائلًا: "وبلا شك هناك مجالات إنسانية وثقافية أيضًا بين البلدين، ونحن نتطلع أن تكون هناك مجموعات سياحية من الصين تأتي إلى المملكة؛ لأن هناك علاقة يجري بناؤها بين البلدين والآن تتجدد هذه العلاقة على جميع المستويات".
  
وأوضح "الأمير سلطان" أن معرض "روائع آثار المملكة" الذي سيجري افتتاحه غدًا الثلاثاء في المتحف الوطني الصيني في بكين يأتي لإعطاء البعد الحضاري الحقيقي للمملكة العربية السعودية؛ كونها مهد الإسلام والحضارات الإنسانية، كما هي الصين بلد حضارات أيضًا، مؤكدًا أهمية المعرض في تأصيل العلاقات الثقافية بين البلدين، وبكونه جزءًا من عمل متكامل يؤدي إلى توثيق العلاقات بين البلدين وبين الشعبين.
 
وعن البرنامج الذي تم توقيعه قال "الأمير سلطان": "اليوم اتفقنا على تبادل الخبرات في المجال السياحي، وأيضًا تبادل السياح والاستفادة من الاستثمارات الصينية في المملكة العربية السعودية، واستقطاب المستثمرين ومقدمي الخدمات الصينيين؛ حتى يطوروا معنا المرافق السياحية في المملكة بشكل أكبر".
 
ويتضمن البرنامج التنفيذي للتعاون تنسيق وتوحيد الجهود في سبيل تحقيق تنمية مستدامة لصناعة السياحة في كلا البلدين، والاستفادة من التراث الحضاري والثقافي والتاريخي في البلدين لجذب السيّاح، وبما يحفظ لكل بلدٍ دوره الحضاري في حركة التطور والتقدم البشري، وتشجيع وكلاء السياحة والسفر في البلدين على تنظيم وتسويق البرامج اللازمة بهذا الخصوص.
 
ويقوم الطرفان من خلال البرنامج بتبادل المعلومات والخبرات، في مجالات الأنظمة الوطنية ذات العلاقة بحماية الموارد الطبيعية والثقافية، وصونها، باعتبارها مواقع جذب سياحي، والأنظمة والتعليمات الخاصة بالأنشطة والخدمات السياحية، والتخطيط والاستثمار السياحي، وتطوير المواقع والمشاريع السياحية، وإدارة الفنادق والمنتجعات السياحية، ومنشآت الإيواء السياحي، ومناهج وأساليب التعليم والتدريب السياحي، والتسويق السياحي للوجهات، والأساليب والتقنيات الحديثة في التسويق الإلكتروني، وتطوير المراصد السياحية، وتقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية للسياحة، والبيانات والإحصاءات السياحية.
 
ويقوم الطرفان بالتعريف بفرص الاستثمار السياحي المتاحة في البلدين، وتشجيع الاستثمار المشترك في المشروعات السياحية وعقود الإدارة والخدمات السياحية، كما يعمل الطرفان على تشجيع المؤسسات التعليمية العاملة في مجال التعليم والتدريب السياحي في كلا البلدين، والاستفادة من الخبرات المتراكمة لإنشاء وإدارة الكليات والمعاهد المتخصصة في مجال السياحة.

 
ويؤكد البرنامج على تبادل الخبراء وتسهيل مهمة الباحثين وتشجيعهم على القيام بأعمال بحثية مشتركة متخصصة في مجال السياحة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org