جدل السينما أضاع قضايانا

جدل السينما أضاع قضايانا

لا أعلم، هل هو هدف خفي أم حقيقة نتجاهلها حين نحصر أزماتنا الاجتماعية بين فتح سينما أو سماح بقيادة أنثى لسيارة؟!

عاش جيلي صراعًا محتدمًا بين تيارين، كلاهما ضعيف الحجة، وصارخ الصوت، و"متمصلح" بالمجتمع؛ حتى يبحث عن حضور وأهمية.. فذاك شخص يضع السينما حرامًا، وهي في دول أخرى علامة تحضُّر، ويقابله مُعارِض، ينظر لها كضرورة للترفيه، رغم أننا شعب ننجذب لرحلة برية على ضوء قمر.

ما زلنا نناقش السينما، وقد أصبحت قضية هامشية بفعل موقع اليوتيوب، الذي منح الجميع حرية المشاهدة والانتقاء، ويسَّر مشاهدة تسريب أي فيلم في وقت بثه في صالات العرض.

بيد كل منا صالة عرضه الخاصة، يشاهد فيها دون قَطْع، أو منع، أو محظور، أو حارس بوابة إعلامية يتحكم في خياراته الخاصة..

لا يقول الحقيقة كاملة كل من يقول إنه يسافر لأجل دخول سينما؛ فهو يخفي حقيقة بحثه عن مكان يمارس فيه حياته دون الالتفاف لعادات وتقاليد محلية، ويجرِّب حياة جديدة برفاهية مطلقة، أو بساطة كبيرة..

بقياس التجربة، لا يدخل السائح في الخارج السينما أكثر من مرتين طيلة أسبوع، ويكتفي أحيانًا بمرة واحدة للاستكشاف.

مخطئ من يضع صالات السينما خيارًا، يمنح قيمة إضافية للسياحة المحلية؛ فسياحتنا في مقدمتها (دينية) - إن صحت التسمية - لزيارة الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة، تستقطب كل المسلمين، ثم اجتماعية، تصدِّر السياحة بين المناطق للتواصل العائلي، أو للدواعي العملية الرسمية.. وكسبت الإمارات سياحة الترفيه، وسيطرت مصر والأردن على السياحة العلاجية والشاطئية.

فتح صالات السينما في السعودية حاجة كمالية لتنويع خيارات قضاء إجازة نهاية الأسبوع، ولا تحتمل كل هذا الجدل.. والحكمة تؤكد أن لدينا من القضايا الكثير، التي تستحق المناقشة والحوار والقرار الحاسم لها، من بطالة، وتوفير سكن، وضغط اقتصادي كبير على الأسرة..

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org