"جهيمان".. نيتك وبطانيتك

"جهيمان".. نيتك وبطانيتك

تعدّ ظاهرة الإرهاب من مظاهر العنف الذي تفشى في المجتمعات الدولية، فمنذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي وكلمة "الإرهاب" ومشتقاتها من أمثال "إرهابي" و"الإرهاب المضاد" وغيرها قد غزت بالفعل العالم.

وتعد المملكة من أكثر الدول تضرراً من الإرهاب الذي جعلها هدفاً رئيسياً لعملياته ومخططاته طوال السنوات الماضية؛ لإدراك التنظيمات الإرهابية الدور الريادي للمملكة في قيادة الأمة الإسلامية ومكانتها الكبيرة الإقليمية والدولية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ودينياً.

وقد طال الإرهاب حتى المساجد، وكانت أول تلك المخططات الإرهابية أحداث مكة عام 1979م (اقتحام "جهيمان" الحرم المكي).. كنت صغيراً وقتها، كان عمري أقل من 10 سنين، لكن يذكر كبار السن وشباب القرية التي عشت وترعرعت فيها أن أتباع "جهيمان" يذهبون إلى مساجد القرى النائية، وكان شعارهم "نيتك وبطانيتك"، وللشباب الصغار يردد بصوت خافت: "إذا كان عند أهلك قريشات هاتهم"، وهذه المعلومة تنشر لأول مرة وتُعتبر حصرية لصحيفة "سبق".

إن تلك الحادثة الغادرة لم تزِدنا إلا إصراراً وتمسكاً وقناعة بأن الإرهاب كالأفعى التي لا يمكن القضاء عليها إلا بقطع رأسها، وقد توقف منظرو ومعتنقو ذلك الفكر بعد إقامة الحدود على رؤوس جماعة "جهيمان".

وبطبيعة الحال المجتمع السعودي يعي تماماً حقيقة هذه الجماعات المتشددة؛ فهو لا يميل إلى الغلو والتشدد، ومن أهم المحاور التي نطالب الدعاة بالالتزام بها هي اتباع منهج الوسطية والاعتدال والتحذير من التيارات الفكرية والتوجهات السياسية ومصادر الإعلام المشبوهة، ونحن في امتحان صعب، ليس فقط لحماية وطننا من براثن الأعداء، لكن أيضاً لحماية عقول شبابنا من الأفكار المسمومة.

أقول: الشعب السعودي محافظ على دينه ومحب لدولته ومليكه، وبطبعه متدين، ويدرك التحديات والمخططات التي تهدف إلى النيل من الوطن الغالي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org