جوال معالي الوزير!

جوال معالي الوزير!

سأعرض لكم نهاية المقال بعضاً من تعاطي الوزراء مع الإعلاميين أو البشر بكافة مستوياتهم هاتفياً أو حتى إدارياً؟ لنأخذ نماذج من هؤلاء الذين أقسموا بالعمل والإخلاص أمام رجل أحببناه وأحبنا، ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله.

تخيلوا أن كثيراً من الناس عندما يشاهد بعض الوزراء؟ وتسأله هل تعرف هذا الشخص؟ بطبيعة الحال يكون الرد: لا يعرفه ولا يعرف أي وزارة يديرها.

هنا هل نُعاتب ونلوم برامج التواصل الاجتماعي بأنواعه، والإعلام والمشاهدات التلفزيونية والإذاعية والصحف الإلكترونية؛ كونهم لا يعرّفوننا نحن الجماهير بهؤلاء الوزراء؟ لماذا لا تقوم تلك الوسائل بالبحث عن الوزير أو المسؤول وإبرازهم؟ مع تعمد بعض الوزراء البُعد والهرب من وسائل الإعلام.

الواجب أن تفتح تلك الوسائل فروعاً في كل وزارة أو مصلحة أو مؤسسة لهؤلاء المتخفين عن الإعلام!! فكلما خرج من وزارته يطارده الإعلاميون ويُبرزونه للناس، ويعرفوننا به وأنه وزير لتلك، أو وكيلاً لوزارة س أو ج.

المجلس الأمني والسياسي ومجلس الاقتصاد والتنمية كجهتين مخططتين لمستقبل الوطن وأجياله زرعَا فينا لغة المحاسبة للمقصرين من المسؤولين أو الوزارات؛ حيث استطاع المجلسان أسبوعياً أن يغيّرا الصورة الذهنية عن متابعة الوزارات والمصالح الأخرى.. لقد حاول المجلسان أن يغيّرا مفاهيم الأداء بالتقارير اليومية والأسبوعية؛ كي يكون واضحاً للمجلسين "الأمني والسياسي" و"الاقتصاد والتنمية" اللذين يرأسهما ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان وفقهما الله لكل خير.

والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان متّعه الله بالصحة والعافية، يقول: "إن من لديه أي ملاحظة أو شكوى مكتبي مفتوح له"؛ برغم إيماننا أنه ملك، ووقتُه مشحون بالمهمات الجسام؛ إلا أنه لا يتناسى الآخرين.. كما عوّدنا عندما كان أميراً للرياض -حفظه الله- يستقبل يومياً ويردّ على الاتصالات حتى ولو في قصره.. هكذا هي الإدارة الحقيقية، حفظ الله أبا فهد وعضديه.

أحد المسؤولين يقول: إنه لا يردّ إلا على "الواتساب"، وحتى "الوات" لا يرد عليه! فعلاً؟

أحدهم يقول ليس لديّ وقت للرد على التليفون، لدي اجتماعات، وإن أتيته إلى مكتبه مؤكَّدٌ أنك ستضيع وقته. فلو ردّ معاليه على هاتفه لكانت المكالمة في بحر دقيقة واحدة وانتهى الأمر (إنه التخطيط والفكر).

أحدهم لا يعير للرسائل النصية ولا المكالمات اهتماماً؛ بل يضع خدمة "موجود"، ومتى راق له اسم المتصل رد حسب نوع المصلحة والأهمية! هل هو احتقار مع العذر؟

أحد المسؤولين لا يرد على "الواتساب"، وبعضهم -برغم التقنية- لا يوجد لديه "واتساب" أصلاً!

وهي وسيلة سريعة في التعاطي مع الجمهور، ويدّعي أن "الوات" والهاتف شخصي؛ يعني ما يتصل إلا أهله ووالداه، وهذا ليس صحيحاً؛ فأنت في خدمة الشعب في أي وقت وأي مكان، هذه ثقة ولي الأمر بك.

مقابل هذا ماذا نعمل؟ "نمسك طابور" على مقولة العامية حتى يتنازل المسؤول ويكلمنا أو يرد علينا؟

ناهيك عن بعض الوكالات أو الوزارات أو الهيئات التي تضع خطاً أمنياً لا يمكن أن تدخل للمبنى إلا من خلاله وبموعد رسمي!

هل يحرُم أن أراجع المسؤول؟ هذا إلى جانب بعض صغار الموظفين ممن يرون في مكانتهم أنهم أرستقراطيون في التعاطي مع المراجعين كعدوى ممن فوقهم!

ليتهم يتعلمون من بساطة بعض المسؤولين سواء وزراء أو مَن في حكمهم، حتى في حيّهم لا يهجرون المساجد الملاصقة لبيوتهم خوفاً من إحراج أهل الجيرة وغيرهم.

(خيركم للناس أنفعهم)

بعض المسؤولين لديهم مناسبات ويعلنون عنها، ومحاضرات في الجوامع وغيرها، وصولات وجولات، ويلتقون بالناس وبالطلبة، وأولياء أمورهم ويتواضعون لهم ويمازحون ولا يردون أحداً.

إنها رؤية وطن للقادم من الأجيال أن يكون الجميع سواسية في التعامل والتآخي، بعيداً عن الأنفة والتعالي على الناس!

وكذلك فإن بعض أمراء المناطق وأعضاء هيئة كبار العلماء والوزراء ومديري جامعات يرون قيمة للاتصال وللأشخاص مهما كانوا يتعاملون معهم بكل صفاء قلب وأريحية برغم إيماننا بأنهم مشغولون؛ ولكن يجعلون نصف ساعة للرد على الهاتف أو الرسائل؛ حتى لو أنك حضرت محفلاً أو صليت مع هذا الوزير أو المسؤول يمنحك فرصة لقضاء حاجتك!

الرؤية الألفية القادمة تحتاج من كل وزارة أن تجعل هناك لغة تواصل مع الآخر؛ إما بريدياً أو هاتفياً أو أي وسيلة تردّ عليهم بصورة سريعة، ويستخدمون البرامج الحديثة لإنجاز المعاملات.

لا بد مِن جعل وسائل للتخاطب مع الوزير أو الوكيل حتى تحلّ كثيراً من القضايا ولكي يعلم كافة الموظفين المستبدين أنه يمكن أن نصل إلى أعلى سلطة، ويبلغ بتصرفك أو تهاونك واستهتارك بالعمل!

أشكر كل وزير أو مدير جامعة أو مَن في حكمهما على سرعة تفاعله مع الناس دون تحديد أسماء، وهم -ولله الحمد- كثيرون، وفقهم الله امتثالاً لرؤية الملك المحبوب ونائبيه المتواضعين؛ فكل مناسبة نجد أنهم مع هذا وذاك دون تكلف، حفظ الله القيادة والوطن.

دام التواصل يا جوال معالي الوزير.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org