أكدت الإدارة العامة لإصلاحية الرياض أن الإصلاحية المنفذة في أربع مدن هي: الرياض، جدة، الدمام، والطائف، منفذة وفق الأسس العالمية ومعتمدة من الأمم المتحدة كأول إصلاحية حديثة من نوعها، وتوفر خدمات نوعية للنزلاء.
ورصدت جولة لـ"سبق" ضمن الوفد الإعلامي المشارك في زيارة إصلاحية الرياض؛ تنظيمَ الوحدات السجنية التي تتوزع على 44 جناحاً؛ يستوعب كل جناح "124" نزيلاً، موفراً لهم الخدمات الأساسية داخل الجناح من بوفيه ومصلى وصالة رياضية، إلى خدمات عامة تشمل الجميع من توفير التعليم والصحة والدورات التدريبية وورش العمل والإصلاح الاجتماعي والنفسي وغيرها.
وفي لقاء لـ"سبق" مع أحد النزلاء تبين أنه الفائز بالمركز الثاني للخط العربي على مستوى المملكة العربية السعودية في أحد الأعوام، ولظروف اجتماعية أصبح من نزلاء إصلاحية الرياض، مبيناً أنه استطاع صقل موهبته داخل الإصلاحية، وأطلع الحضورَ على أعماله.
وأضاف أنه حالياً يكمل دراسته الجامعية عبر إحدى جامعات الرياض، وحريص على إكمال دراسته العليا، مؤكداً أن الظروف الحالية مهيأة له لذلك، آملاً أن يتمكن من الاستفادة من تخفيضات المحكومية والخروج لأهله والمجتمع.
وقال مدير عام إصلاحية الرياض "سلمان العواد": إن الإصلاحية المبنية على مساحة "1.8" مليون متر مربع تستوعب "7200" نزيل، ويبلغ عدد النزلاء حالياً "4900" نزيل وهم من المحكوم عليهم، يتم العمل على تأهيلهم بشكل كامل؛ حيث تم التخلص من كلمات "سجن، وسجين، وعنبر" إلى "إصلاحية" و"نزيل" و"جناح".
وأضاف: "أول ما يأتي النزيل إلى الإصلاحية يتم فرزه حسب الجرم المرتكب، وغالبية المحكومين جرائمهم تتراوح بين المخدرات والسرقة والسطو وخلافها، والنزلاء المرضى يتم فرزهم بشكل مستقل لتوفير العناية الخاصة لهم".
وبيّن أن نسبة غير السعوديين "٤٥%" ويتمتعون بكل المزايا والخدمات دون تمييزهم عن السعوديين، من الملابس والأثاث والتعليم والتدريب والرعاية الصحية الشاملة والتغذية المقدمة من مطبخ حديث حاصل على شهادة الجودة الغذائية العالمية "هاسب".
وأوضح "العواد" أن المرافق التعليمية تأخذ أسماء عادية لا يشار إلى كونها تتبع للإصلاحية؛ احتراماً لكرامة الإنسان وليستفيد النزيل من شهاداتها مستقبلاً، ويستفيد من خدماتها قرابة "800" نزيل؛ "٥٠٠" منهم تعليم عام، و"300" تعليم جامعي، إضافة لمعاهد التدريب التقني والمهني، التي تقدم برامجها لتأهيل النزيل لمزاولة المهنة التي يختارها وإكسابه المهارات اللازمة للعمل في شركات ومصانع تم إبرام مذكرات تفاهم وعقود تعاون لتوظيف النزلاء أثناء وبعد انتهاء مدة تنفيذ الحكم.
وتابع: "للمتزوجين ذوي السلوك الجيد يوجد البيت العائلي بطاقم نسائي متخصص يحتوي على "١٦" جناحاً بخدمات فندقية، إضافة إلى فناء وألعاب للأطفال؛ لتوفير جو عائلي يستمتع به النزيل مع زوجته وأطفاله لمدة ست ساعات".
وذكر "العواد" أنه بإمكان المتأهلين الخروج لزيارة منزلية لعائلاتهم مرة كل شهر، وأيضًا المشاركة في المناسبات الطارئة من علاج أو عزاء وزواج لمدة ٢٤ ساعة، وتصل إلى ٤٨ ساعة وفق شروط وضوابط من أهمها كون الأقارب من الدرجة الأولى.
وبين: "يحصل النزيل على راتب شهري ومكافأة مالية مقابل التدريب وحفظ القرآن الكريم، ونفقات التعليم والتدريب والعلاج والتغذية والخدمات، كما يمكن للنزيل أن يحصل على تخفيض في مدة الحكم يعادل "٥ ٪" مقابل كل شهادة تعليمية أو برنامجين تدريبيين، وبحد أعلى ١٥ ٪".
من جانبه أشار المتحدث الرسمي للسجون "العميد الدكتور أيوب بن حجاب بن نحيت"، إلى مستوى التأهيل العالي والمتخصص للعاملين على إدارة وتشغيل هذه المشروعات العملاقة من ضباط وإداريين وأطباء وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومدربين ومعلمين ومقدمي الخدمات المساندة؛ ذلك بجودة عالية وضمن معايير دولية، مع المحافظة على كامل حقوقهم المدنية والإنسانية.
