وقفت اليوم الثلاثاء لجنة مكافحة "حمى الضنك" بالطائف على المزارع التي تقع خلف مخطط البيعة، وتجاور أحياء القمرية والجال، وذلك بتواجد من أصحاب المزارع، والذين أفادوا بعدم حضور عربات الرش إلا في جزء بسيط من المزرعة، مؤكدين أنه لم يتم رش المزرعة بالكامل، وأفادوا أنه في حالة الرش لن يقوموا بعمل أي شيء أو جني الخضراوات من داخل تلك المزارع.
وستستكمل اللجنة أعمالها يوم غدٍ الأربعاء، وسيتم وقوف لجنة المزارع، بحضور عربات الرش والتي ستواصل أعمالها، في حين تزيد المطالبات على الأمانة بسرعة الرش، وأن يكون مُكثفاً وعلى نطاق واسع، ولمدة خمسة أيام.
وقد ارتفعت عدد الحالات المُكتشفة لـ "حمى الضنك"، حيث تم رصد حالتين جديدتين تُضافان لما سبق رصده، إحداهما بحي جبرة، والثانية في الردف، ما يعني ضرورة انتقال عربات الرش لهذه المواقع التي نشأت منها الحالتان، كذلك العمل على رش المزارع والحدائق القريبة، ومنها حديقة السداد.
ومع ارتفاع حالات حمى الضنك، والخوف من توسع انتشاره على نطاق أوسع، لازالت الجهات المعنية بالمحافظة تنشغل باجتماعات السياحة وتشجيعها، ودراسة مجالات الاستثمار، بعيداً عن هم ذلك الفايروس الذي يتربص بالأهالي، دون تكثيف وتكريس العمل لحمايتهم بعد الله سبحانه وتعالى.
وكانت قد رصدت الجهات المعنية وذات العلاقة في محافظة الطائف مؤخراً عدداً من حالات حُمى الضنك بأحد المُخططات الناشئة، وببعض الأحياء، فيما شكلت محافظة الطائف، وبتوجيه من مُستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز، غُرفة طوارئ "حمى الضنك"؛ حيث تتم من خلالها متابعة تلك الحالات وما يستجدّ حيالها.
وكشفت "سبق" عن ورود حالات حمى ضنك للغُرفة، كان مصدرها مُخطط البيعة، والقمرية، ووجود البعوض الناقل بكميات كبيرة حسب الاستكشاف الحشري، فيما كانت قد عُقدت الأسبوع ما قبل الماضي اجتماعات طارئة للجنة، وتوصلوا إلى أن الحالات كانت مصادرها مزارع موجودة بالمنطقة نفسها، وهذه المزارع البعض منها مُغلق ولا يُمكن رشها بالمبيدات الوقائية المانعة لتكاثر البعوض الناقل لحمى الضنك؛ لوجود مزروعات ومنتجات زراعية؛ حيث سيُسبّب الرش تلوّث تلك المنتجات بالمبيدات.
على إثرِ ذلك، وجّه محافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، الشُرطة، وبرنامج مدينة الطائف الصحية، ولجنة سُقيا المزارع، بالوقوف على هذه المزارع، وتحديد أصحابها، وإيقاف توريد المزروعات للسوق؛ ليتم رشها وأخذ التعهدات عليهم بعدم استخدامها لمدة لا تقل عن ستة أشهر؛ ذلك بهدف سرعة مُعالجة الأمر.
وكان أمير مكة المكرمة، خالد الفيصل بن عبدالعزيز، قد وجّه سابقاً بتشكيل غرفة طوارئ برعاية محافظ الطائف، وتحت رئاسة الأمانة، ومشاركة كل الجهات المعنية؛ ذلك لزيادة تفعيل التنسيق بين المعنيين، وتنفيذ خطة الإنذار والاستعداد المُبكر لمنع وفادة حُمى الضنك إلى المحافظة لتصبح خطة تصدٍّ مبكر؛ بعد رصد حالات حمى فيروسية محتملة بجوار سوق الأغنام بالحوية، ورصد حالتي حمى ضنك مؤكدتين، وحالتين مؤكدتين في شارع الستين بالحوية، كذلك حالتان في حي الوكرة بالحوية، وحي الريان داخل الطائف، وحالة واحدة بحي المعارض، وكان ذلك في شهر ربيع الأول من العام الحالي 1437هـ.
وما زالت سوق الأغنام بالحوية شمال الطائف في موقعها دون أن يتم نقلها، وقربها من السكان، وهو ما يزيد من الخطورة بعد رصد حمى الضنك، بمعنى أنه لم يحدث إجراء من قبل الأمانة للعمل على نقلها، وفقاً لما جاء ضمن التوجيهات ومنع وفادة المرض، بخلاف تسربات المياه الملوثة.