حتى لا نخسر الأهم

حتى لا نخسر الأهم

حضرت احتفالاً لاختتام الأنشطة بمدارس قادة الأمة بالرياض وجّه فيه مدير عام التخطيط بوزارة التعليم الدكتور علي الألمعي، خطاباً لطلاب المرحلة الابتدائية الصغار قال فيه: أنتم خطة 2030، وأنتم مَن سيستفيد منها أكثر وأنتم من ستساهمون فيها أكثر.

كان خطاباً جميلاً مليئاً ببث الحماس والوطنية والتفاؤل.

وكنت أستمع له وأثني على كلامه وأنا الآن أستشهد به.. نعم أبناؤنا الصغار هم رؤية 2030 الحقيقية، وهم مَن يستوجب أن نستهدفهم بالبرامج والعمل والتطوير، وهم شباب عام 2030 وقادة العمل ومحرك الوطن الحقيقي في المستقبل.

ومن الواجب أن تكتمل التوجهات وتتحد الرؤى حول برامجهم، وألا نترك ثقافتهم وتربيتهم وبرامجهم للمتردية والنطيحة في مواقع التواصل ومسارح التهريج والبذاءة، أو للعمل العشوائي والمشتت، أو نظن أن ما يحتاجونه هو فقط الترفيه.

إن رؤية المستقبل 2030 تقوم على علاج الواقع الحالي وتلافي سلبياته، وتطويره. وفي جانب الشباب والأطفال، الواقع الحالي مليء بما يندى له الجبين من برامج تنسف المستقبل وتهدم الرؤية، وليس أدل على ذلك من مشاهد سلبية في برامج الطفل وكتبتُ سابقاً عنها مقالة بعنوان التربية بالتهريج والرقص والتميلح، وشاهدت بعدها تواصل العشوائية وتعمد الطرح التربوي السلبي؛ بل والتركيز على نشر الشذوذ، وآخرها ما صعقنا به من ألفاظ قذرة وحركات بذيئة وشاذة وخلاعية، أطلقت أمام مئات الأطفال في مسرح الملك فهد الثقافي من فرقة ترفيهية لم تجد من يحاسبها أو ينتقدها.

إن كمية الطموح في رؤية الوطن وتطوير قدراته وأهمها الشباب، يجب أن يوازيها محاسبة كل من يحاول أن يقتل هذه الرؤية بنشر السفاهة والبذاءة والفساد، ويجب أن تقوم الرؤية على إنشاء جهة حكومية تقدم الرعاية والاهتمام للطفل والشاب، وتنظم العمل، وتحاسب وتدعم العمل المجتمعي نحو ذلك بعد إلغاء رعاية الشباب.

وتطوير العمل التثقيفي وتحسينه بما يوازي الطموحات، بمشاركة من الجميع.

ولنتذكر جميعاً أن شبابنا الحالي هم كبار المستقبل وأطفالنا الآن هم شباب المستقبل، ومع هذه البرامج السلبية التي تنسف الأخلاق والقيم والدين والمواطنة وكثرة العشوائية، وبدون برامج إيجابية وتثقيفية ودعم وتطوير وتنظيم للرعاية لهم جميعاً، سنكتشف أن رحلة 2030 خسرت أكبر وأفضل محرك للمستقبل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org