أكد رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر حجار، أثناء استضافته في منتدى العمرية الذي أقيم أمس الأول الخميس في منزل الشيخ عمر الناصر -رحمه الله- بالمدينة المنورة، بحضور عدد من أعيان المدينة، أن البنك سيدعم المشاريع الاستثمارية الوقفية في المملكة وخارجها، مشيراً إلى أنه حالياً في فترة انتقالية للتحضير لتسلّم رئاسة البنك مطلع شهر محرم القادم ولمدة خمس سنوات.
واستعرض "حجار" تجربته في وزارة الحج كوزير للحج خلال الفترة من 1433هـ وحتى 1437هـ، وقال: كانت مهمتي في وزارة الحج واضحة وهي إعداد رؤية موحدة تهدف لتسهيل فريضة الحج على الحجاج، ليكونوا سفراء المملكة في بلدانهم عبر نقل تجاربهم وانطباعهم عن يسر وسهولة أداء فريضة الحج، بالإضافة إلى تحسين الخدمة المقدمة لهم، وأضاف أن الوزارة تقدمت بـ 23 مبادرة إلى المقام السامي وتمّت الموافقة عليها، وكان من أبرزها إنشاء مدينة الملك عبدالله للحجاج في المدينة المنورة على مساحة تبلغ نحو 1.6 مليون متر مربع، التي تبعد عن المسجد النبوي بنحو 3 كيلومترات.
وأشار إلى أن المشروع يستهدف إسكان وخدمة نحو 120 ألف حاج، في 80 برجاً للإسكان الفندقي و20 برجاً آخر للخدمات الإدارية، كما يتضمّن المشروع إقامة محطة ترانزيت مركزية للنقل العام بطاقة استيعابية 84 ألف شخص في الساعة، بالإضافة إلى مركز تجاري ومستشفى عام بسعة 400 سرير، وجامع يتسع لـ 10 آلاف مصلٍّ.
وبيّن أن من ضمن تلك المبادرات الاستفادة من الحدود الشرعية للحرمين عبر إبعاد المباني السكنية عن الحرم، وتفعيل دور النقل الترددي بالقطارات عبر وسائل المواصلات المختلفة، مشيراً إلى أنه تم التخطيط لاستقبال ما بين 20 إلى 30 مليون معتمر سنوياً خلال السنوات المقبلة.
ووصف "حجار" تجربته التي قضاها بمجلس الشورى كعضو ثم نائباً لرئيس المجلس، بأنها ساهمت في التعرف على كل قطاعات الدولة وطرق سير العمل فيها، وإن أعضاء المجلس تربطهم صفة مشتركة وهي الغيرة على وطنهم وتفانيهم في خدمته، مؤكداً أن تلك الفترة كان يشوبها عدد من الانتقادات غير الواقعية حول أداء المجلس ووصفه بأنه مقصر في أداء مهامه، وشدد على ضرورة توضيح ذلك بقوله إن من ينتقد مجلس الشورى ويصفه بالمقصر يجب عليه أن يتعرّف على صلاحيات المجلس قبل أن ينتقد، مؤكداً أن المجلس يقوم بعمله على أكمل وجه ضمن الصلاحيات الممنوحة له.
وتطرّق "حجار" إلى مسيرته العلمية بدءاً من دراسته في كتاتيب المسجد النبوي الشريف وصولاً إلى منصب وزير الحج، وتخلل ذلك عمله في مجلس الشورى والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، ومحاضر في جامعة الملك سعود، قائلاً إن التعليم في المسجد النبوي الشريف لا يقتصر على الحفظ، بل إن المعلم كان يربّينا على الفضائل التي أهّلتنا لبلوغ أعلى المراتب، وأضاف: بعد تخرجي من ثانوية طيبة بالمدينة المنورة والتي تخرج بها 14 وزيراً عملوا لخدمة الوطن، كان طموحي أن أتعلم الطيران، فتوجهت لكلية الملك فيصل الجوية، وتم رفضي؛ بسبب ضعف نظري، وكذلك كلية الملك فهد الأمينة، ولم أقبل كذلك، وتوجهت إلى كلية المعلمين بمكة ورفضت أيضاً، ولم أجد القبول إلا في جامعة الملك سعود بالرياض، وتخرجت فيها بدرجة البكالوريوس في الاقتصاد والعلوم السياسية بتقدير "ممتاز" مع مرتبة الشرف الأولى، ثم حصلت على الماجستير في الاقتصاد من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، ودرجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة لوفبرا بالمملكة المتحدة، وعملت أستاذاً للاقتصاد في جامعتي الملك سعود والملك عبدالعزيز، ونائباً لمدير مركز أبحاث الاقتصاد الإسلامي. ومنذ عام ١٤١٨هـ كنت عضواً في مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية، وشغلت خلالها منصب نائب رئيس المجلس، وكذلك مثلته في الاتحاد البرلماني العربي لمدة عامين، كما كنت عضواً في الفريق المكلف بانضمام مجلس الشورى للاتحاد البرلماني الدولي، إلى جانب عضوية عدد من اللجان الخاصة التي شكّلها المجلس، ومنها لجنة الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد، والتي تمخض عنها إنشاء هيئة مكافحة الفساد، ولجنة الهيئة الأهلية للزكاة وغيرها.
واستعرض "حجار" دوره في تأسيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، بل إنه ترأسها خلال الفترة بين عامي ٢٠٠٤ ـ ٢٠٠٩م، واستذكر تجربته في مراقبة انتخابات المجلس البلدي قائلاً: طلبنا من جهات الاختصاص مراقبة الانتخابات، وأتت الموافقة على طلبنا، فأسقط في يدنا؛ لعدم توفر الخبرة والوقت قصير جداً، ومع ذلك بذلنا قصارى جهدنا، واستعنّا بمكتب الأمم المتحدة لتدريب 1500 موظف، بالإضافة إلى إرسال عدد من الموظفين؛ للاطلاع على التجارب في الخارج، ونجحنا في ذلك، وكتبت التقارير عن مدى شفافية الانتخابات، والتي لاقت استحسان المنظمات الدولية، وعلى غرار ذلك ترأست المجلس التنسيقي لمراقبة أول انتخابات بلدية في المملكة، فضلاً عن عضويتي بعدد من الهيئات والمجالس؛ ومنها الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد الاسلامي، والهيئة العالمية للتعريف بالرسول ونصرته، جمعية الأطفال المعوقين، ومجلس أمناء مؤسسة تكافل الخيرية لرعاية الطلاب والطالبات الأيتام والمحتاجين.
وتطرق إلى جانب مهم من حياته في النشاط الإعلامي بقوله: عملت رئيس تحرير مجلة الأموال الاقتصادية المتخصصة لمدة عشر سنوات.
واختتم "حجار" المنتدى بالشكر لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على الثقة الكريمة بترشيحه لهذا المنصب، سائلاً المولى العلي القدير أن يكون عند حسن الظن به للعمل على رفعة هذا الكيان الاقتصادي الإسلامي الشامخ، معرباً عن تقديره لممثلي أعضاء مجموعة البنك الذين اختاروه بالإجماع لتسلم القيادة في هذه المرحلة ومواصلة دور البنك الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، كما أثنى على جهود الدكتور أحمد محمد علي طوال فترة رئاسته وقيادته للبنك؛ ليصبح مؤسسة يشار إليها في مجالات التمويل والتنمية والعمل على مكافحة الفقر، مؤكداً أنه سيبذل قصارى جهده لمواصلة العطاء لما فيه مصلحة جميع أعضاء مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.