في تظاهرة دبلوماسية فريدة من نوعها، قام عدد كبير من قناصل العالم العاملون بالمملكة، بزيارة "سوق عكاظ"، الذي انطلقت فعاليات دورته العاشرة الثلاثاء الماضي، وعبروا عن إعجابهم الشديد بفعالياته ولاسيما جادة السوق ومسرح الشارع.
وأشاد الوفد الدبلوماسي الذي ضم قناصل عديد من الدول الغربية والعربية والآسيوية من بينهم القنصل العام البريطاني بجدة "محمد شوكت"، و Hicham BABA AHME القنصل العام الفرنسي بجدة، والوزير المفوض نائب القنصل العام المغربي "عبدالعزيز زيها"، والقنصل العام النيبالي بجدة "ريواتي رامان باوديل"، والقنصل العام اليمني بجدة "علي العياشي"، بالأداء المتميز للممثلين وجميع المشاركين في عروض "مسرح الشارع" وشتى الفعاليات الأخرى التي تنفرد بها "الجادة".
وأكدوا خلال مشاهدتهم لـ"مسرح الشارع" أنه يعكس طفرة كبيرة في أداء الكوادر السعودية.. كما عبروا أيضًا عن انبهارهم بالأزياء التراثية التي تم استخدامها في الفعاليات التي حملت توقيع المصممة السعودية المتميزة "رضا غزاوي"، مؤكدين أنها تعكس موهبة متقدمة وتصميمات تتسم بالخصوصية والكلاسيكية الناعمة في آن واحد.
أداء احترافي:
وفي هذا السياق، قال القنصل العام البريطاني "محمد شوكت": إنه أبحر في ثنايا التاريخ العربي العريق من خلال الفعاليات التي شاهدها أثناء زيارته لـ"جادة سوق عكاظ"، ولاسيما عرض مسرح الشارع "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب" التي تنقسم إلى أربعة مشاهد متنوعة يغوص كلٌّ منها في زاوية من زوايا التاريخ العربي، وتعكس أحداثه بموضوعية وأداء احترافي سواء على مستوى الكتابة أو الإخراج أو التمثيل.
واجهة مشرفة لكل العرب:
بدوره، أكد القنصل العام اليمني بجدة "علي العياشي" أن المستوى المتقدم الذي ظهر عليه المشاركون في فعاليات "الجادة" وبصفة خاصة عرض "مسرح الشارع" يعد واجهة مشرفة لكل العرب، موضحًا أن السنوات الأخيرة شهدت تقدمًا سريعًا في المملكة على كل المستويات، معربًا عن ثقته في أن الرؤية المستقبلية للمملكة تحمل المزيد من الخير والازدهار لكل سعودي، ولكل المقيمين على أرض المملكة.
طفرة ثقافية وإبداعية:
أما الوزير المفوض، نائب القنصل المغربي "عبدالعزيز زيها" فأكد بدوره أن المملكة تعيش طفرة ثقافية وإبداعية في السنوات الأخيرة، وبصفة خاصة منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، مقاليد الحكم.. معربًا عن ثقته في أن المملكة ينتظرها مستقبل مشرق على الصُّعُد كافة، ولاسيما بعد الإعلان عن الروية المستقبلية 2030م، التي أولت اهتمامًا كبيرًا برقي المواطن ورفاهيته وتثقيفه وإسعاده، مشيرًا إلى أن الثقافة والإبداع من الأمور المهمة في مسيرة كل الأمم، ولاسيما إذا اتسقت مع قيم الدين وأخلاقيات المجتمع كما هو الحال في المملكة.. كما هو الحال في عرض مسرح الشارع "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب" بمشاهده الأربعة.
وأشار إلى أن "سوق عكاظ" شهد بدوره طفرة متقدمة خلال السنوات الأخيرة، جعلته في صدارة المهرجانات العربية الكبرى، التي تحظى باهتمام عالمي كبير.
عروض ممتعة:
أما القنصل العام النيبالي بجدة "ريواتي رامان باوديل" فأكد أنه استمتع بالعروض المسرحية والفعاليات المختلفة التي شاهدها خلال جولته بالجادة والسوق، موضحًا أن الأداء الفني للممثلين والفنيين المشاركين في هذه الفعاليات كان على مستوى متقدم من الاحترافية على الرغم من وجود متطوعين بينهم.. كما أشاد بالأزياء المستخدمة، مؤكدًا أنها جعلت المُشاهِد يتعايش مع تلك الحقبة التاريخية التي تعالجها الفعاليات والعروض المسرحية.
كما حرص القناصل على التقاط الصور التذكارية مع المشاركين في فعاليات "الجادة"، ولم يَفُتْهُمْ تسجيلُ إعجابهم الشديد بالأزياء التراثية المستخدمة.
دفعة معنوية:
من جانبه، أعرب "ممدوح سالم" منظم فعاليات "الجادة" ومخرج "مسرح الشارع" عن سعادته الكبيرة بزيارة القناصل لفعاليات الجادة واستمتاعهم بمشاهدة عرض مسرح الشارع "عبس وذبيان.. حكايات الشعر والحرب"، مؤكدًا أن الزيارة والحفاوة التي أبداها القناصل أعطت لكل المشاركين في الفعاليات دفعة معنوية كبيرة، وتوجه "سالم" لجميع القناصل الذين زاروا "جادة سوق عكاظ" بالشكر والتقدير على هذه البادرة الفريدة من نوعها بهذا المستوى الدبلوماسي الرفيع، مؤكدًا أن مثل هذه الزيارة والإشادة الدبلوماسية تعكس المكانة الرفيعة التي تنعم بها المملكة بين مختلف دول العالم تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.
كما أكد "سالم" أن مصممة الأزياء السعودية "رضا غزاوي" حظيت بقدر كبير من الإشادة، لما امتازت به تصميماتها من إبداع ورؤية وتجسيد للحقبة التاريخية التي تعالجها فعاليات "الجادة"، موضحًا أنها على الرغم من جسامة المهام الملقاة على عاتقها، إلا أنها أثبتت كفاءة نادرة، وقدرة كبيرة على الابتكار وعلى مواجهة المواقف الصعبة والطارئة، مشيرًا إلى أن عديد المواقف العصيبة تحدث خلف الكواليس ولا أحد يشعر بها بسبب وجود جنود مجهولين مثل "رضا غزاوي".
وأكد أنها- وبخلاف ثقافتها الكبيرة في الحقب التاريخية التي تتعامل معها- لديها أيضًا قدرة على تطويع أدق التفاصيل الصغيرة التي قد لا ينتبه إليها إلا عين خبير.
إشادة "ملكية":
من جانبه، أوضح "ماجد الحيزان" مدير إدارة الفعاليات بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن الجديد في عروض هذا العام أنها لا تركز على شخصية محورية كما في الأعوام السابقة، ومن هنا فالجهد أكبر، إلا أنه أعرب عن ثقته في فريق العمل المشارك بقيادة "ممدوح سالم" والمكون من مئات الممثلين والفنيين والكومبارس، الذين يعملون جميعًا بروح الفريق الواحد لتجسيد مدى عظمة ورقي التاريخ العربي الأصيل.
وتابع بأن جميع المشاركين في الفعاليات، بذلوا جهودًا تفوق الوصف من أجل ظهور الفعاليات بهذا المظهر المشرف، الذي استحق إشادة صاحب السمو الملكي "الأمير خالد الفيصل"، وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه "الفيصل" أثناء جولته في الجادة خلال حفل الافتتاح ما هو إلا دافع للجميع لبذل المزيد من الجهد لتقديم الأفضل.
يشار إلى أن فعاليات جادة "سوق عكاظ" التي تتم بالتعاون بين مؤسسة "رواد ميديا" والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تمتد على مساحة ألف متر، وتتضمن أنشطة ثقافية متنوعة تحاكي المخزون الثقافي الثري والمتنوع عند العرب مثل شعراء المعلقات الخطباء والحكماء، وكذا العروض الحية لقوافل الهجن والخيول بالتعاون مع مدرسة الجعيد للفروسية؛ حيث تبدأ العروض يومياً في تمام الخامسة عصراً حتى العاشرة والنصف مساءً، وتستمر حتى السادس عشر من ذي القعدة.