حفلات الشواذ.. انتبهوا هنا الخطر!

حفلات الشواذ.. انتبهوا هنا الخطر!

خَلَقَ اللهُ - عزَّ وجلَّ - هذا الكون وَفْق نواميس، لا تتغير، ولا تتبدل،يلحظها الناس، وقد لا يقفون أمامها كثيراً، نظراً لتكرارها واستمرارها، من نحو شروق الشمس وغروبها، وتعاقُب الليل والنهار، وخَلْق الموت والحياة، وغير ذلك من السنن التي يؤذن تغيُّرها بيوم لا ريب فيه.

وعلى غرار السنن الكونية المشهودة خَلَق اللهُ - عز وجل - سنناً اجتماعية، يسير بها أحوال المجتمعات البشرية، وأمد بها الخليفة الذي استخلفه لعمارة هذه الأرض؛ كي يسير على هداها، ويمشي على نهجها؛ فلا يتعثر في خطوات الهداية، ولا يتنكب طريق الرشاد.

تلك السنن الاجتماعية، التي تحكم منظومة المجتمعات وتفاعلها، ثابتةٌ في مضمونها، لا تحابي أحداً من البشر، كائناً من كان؛ فهي تسير بأمرالله على البشر جميعهم. كما السنن الكونية لا تتخلف، ولا تتبدل،وعلى من يريد الهداية والرشاد أن يتعامل معها وَفْق هذا التصور؛ فسنته - تعالى - وعادته جاريةٌ مع الأسباب المقتضية لمسبباتها.

وتتضح تلك السنن الإلهية من مطالعة كتاب الله تعالى، الذي أرشد إلىأن الكون يسير وَفْق نواميس محددة. كما لفت إلى أن المجتمعات كذلك تسير وَفْق منظومة سننية ثابتة. قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ...}. وقد نبَّه الله - عز وجل - رسوله الكريم إلىإحدى تلك السنن {سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا ۖ وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا} (الإسراء:77). فسُّنة الله لا تحول ولا تبدل في جميع الأمم؛ كل أمةكذبت رسولها، وأخرجته، وتعنتت في قبول رسالته، عاجلها الله بالعقوبة.ولفت إلى سُنة أخرى {وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا} (الكهف:55). فما منع الناس من الإيمان، والحال أن الهدى الذي يحصل به الفرق بين الهدى والضلال، والحق والباطل، قد وصل إليهم، وقامت عليهم حجة الله، فلم يمنعهم عدم البيان، بل منعهم الظلم والعدوان عن الإيمان، فلم يبق إلا أن تأتيهم سنة الله وعادته في الأولين من أنهم إذا لم يؤمنوا عوجلوا بالعذاب.

وتلك السنن الإلهية بذلك الثبات والاستقرار تشكّل جزءاً من مكونات عقل المسلم، تساعده في التعامل مع مجتمعه وفهمه، وتفسير حوادثه.. ومنها ذلك الحدث الجلل الذي أعلنته هيئة الرياض، وضَبْطها حفلة للشواذ جنسياً، وهو حدث بعيداً عن السنن الكونية يبدو صغيراً تافهاً، لا يستحق تلك الضجة المثارة حوله، ولكن من خلال السنن الكونية ننظر إلى هذا الحدث بقلق شديد، وتوجس من القادم، واضعين نصب أعيننا السنة الكونية التي أعلنها النبي الكريم قائلاً: "ما ظهرت الفاحشة في قوم حتى أعلنوها إلا ابتُلوا بالطواعين والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا".

إن الأمر يتجاوز حالة الضجر والاشمئزاز من تلك الجريمة الفردية إلىالخوف على المجتمع كله إذا أُعلنت الفاحشة بهذه الفجاجة!! وهنا الخطر.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org