حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة..!!

حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة..!!
تم النشر في
يتنقل من إدارة خدماتية لأخرى حكومية بصور وأوراق ثبوتية وتقارير طبية لقريبه من ذوي الاحتياجات الخاصة طالبًا تسجيله في الضمان والجمعيات الخيرية وبنوك التسليف، وفتح حسابات الادخار للاستفادة من خدمات ورواتب وعينيات، بما فيها من خصومات مشتريات والإقامة في الفنادق وتذاكر الإركاب، ومِنح الأراضي الممنوحة لذوي الاحتياجات الخاصة، التي لا يستفيدون منها؛ إذ تتم معاملتهم – للأسف - من بعض أولياء الأمور والمقربين كأنما هم وسيلة عبور نحو الاكتساب والاستفادة من الفرص المخصصة لهم بالعزف على أوتار احتياجاتهم وأوجاعهم الحقيقية من خلال المراجعات هنا وهناك، وفي كل مكان؛ لطلب الحقوق بطريقة الإلحاح، واستمالة العقول، ومحاكاة القلوب المحمَّلة بفيض من الشفقة، حتى يخيل لك أن الهدف إنساني..!!
إن الحقيقة بالتأكيد تختلف من إنسان لآخر على اختلاف هؤلاء الأولياء؛ فمنهم من يسعى للكسب من خلالهم، ويبحث للاستفادة من ورائهم؛ ليظل ذوو الاحتياجات الخاصة محرومين مما يمنحون وكل ما يُسجَّل بأسمائهم إلا في حالات نادرة ومعدودة جدًّا.. وهذا ما يطرح السؤال نفسه على نحو: إلى متى وهؤلاء البعض ينظرون لجانب كهذا من الاستغلال والكسب غير المشروع دونما إحساس من عقل أو مشاعر من قلب؟! فهل مات الضمير في دواخلهم..؟! وكيف يهون العيش فيما بين الأسوياء من جهة وذي الاحتياجات الخاصة ممن يعيشـون بينهم وتحت رحمتهم من جهة أخرى..؟!
ثمة من يسعى للكسب من وراء ذوي الاحتياجات الخاصة دون إعطائهم حقوقهم التي تُمنح بأسمائهم؛ فمنهم من يأخذ الراتب المخصص لهم دون أن يصرفه عليهم في واحده من أبشع صور الاستغلال الإنساني تجاه هذه الفئة الغالية والعزيزة علينا جميعًا؛ ما يعني هنا أن من يستغل هؤلاء لا يمكن أن يخاف من أحد، أو يفكر بأي عاقبة لمثل هذا الفعل القاسي الخالي من الرحمة..!!
لا شك أن هناك أعدادًا كثيرة من ذوي الاحتياجات الخاصة يتم تهميشهم في البيوت، وعزلهم عن العالم دون أن يجدوا من يدافع عنهم، أو يشير إلى معاناتهم ومتابعة قضاياهم، رغم أن البعض منا يعلم أن إنسانًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتعرض للقسوة، ولا يفعل شيئًا تجاه ما يتعرض له من اسـتغلال المقربين له مستغلين ضعفه وهوانه، وعدم قدرته على أن يبيّن مثل هذا الاستغلال وحجمه المأساوي ونوع الضرر عليه، متناسين أن هؤلاء يحتاجون للمزيد من نظرات الحب واللمسات الحانية..!!
إن الدور الفعلي لمعالجة مثل هذه الظواهر السلبية في المجتمع يقع على عاتق مراكز التأهيل الشامل، من خلال وضع إعلانات وبرامج توعية، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة والمستشـفيات؛ لمعرفة أعداد المعاقين، والعمل على إنشاء مراكز تتسع لهم، وسَنّ قوانين فاعلة، تحميهم من الإيذاء النفسي والبدني، وتحفظ لهم حقوقهم المشروعة..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org