خريج غيني يروي قصته مع "البشت".. أهديته لشيخ في بلدي وهذا ما فعله به

"سبق" في حفل خريجي جامعة الإمام.. هنا "تجاعيد" تعلو وجوه الآباء وهي فرحة
خريج غيني يروي قصته مع "البشت".. أهديته لشيخ في بلدي وهذا ما فعله به

تصوير: عبدالملك سرور : في وسط الزحام، وبين عبارات التهنئة ودعوات التوفيق، انتزعت "سبق" مواقف ومشاهد من بعض خريجي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مساء أمس الأحد، ورصدت "تجاعيد" تعلو وجوه آباء مسنين وهي تزهو مسرورة بتخرّج أبنائها، كما وثقت عبارات الفرح وكلمات الامتنان للوطن وقيادته من الطلاب الأجانب الذين قضوا سنوات العلم بين عبير الكتب وصرير الأقلام.

يقول الطالب "كرم أوسوما" من جمهورية غينيا، وهو يتحدّث باللغة العربية الفصحى التي أتقنها في معهد اللغة العربية بجامعة الإمام: "القادم إلى المملكة من ثقافة مختلفة مثل دولة غينيا يلمس بقلبه وعيناه أشياء قد تبدو لديكم أموراً اعتيادية، لكننا نعتبرها ميزة وقصة عجيبة، وهي قيم الأخلاق والتعامل والتشجيع على طلب العلم، وأيضاً إبداء السلام في كل مكان، وكل الأجانب الذين يدرسون هنا وجدوا الراحة والاحترام والاطمئنان".

وأضاف: "كنت لا أجيد سوى اللغة الفرنسية، وهي اللغة الأم في غينيا، لكن المعهد في الجامعة، وأصوات المساجد، والاختلاط بالناس عزّز اللغة العربية، كما أن نعمة السفر الدائم لمكة المكرمة والمدينة للعمرة والزيارة جعل الارتباط في هذا البلد أقوى، فالشكر لقيادته وشعبه".

وروى "أوسوما" قصته مع "البشت" قائلاً: "عندما تخرجت في معهد اللغة العربية بجامعة الإمام، حصلت على "بشت" التخرج، وسافرت إلى بلادي، وأهديتها أحد المشايخ هناك، وكان يلبسها في خطبة الجمعة والمناسبات الدينية والاجتماعية، وهي لباس غريب وجميل، والآن سأخبر الشيخ أنها لباس العريس في السعودية!".

ولم يُخْفِ الغاني "أوسوما" شغفه بقصة أخرى ألا وهي الكبسة -الوجبة السعودية الشهيرة- مشيراً إلى أن أمتع الأيام لديه حينما يجلس على الأرض ويتناولها بيديه دون ملعقة، خصوصاً عندما تكون بعد نهار شاق بالدراسة والتنقل.

من جانبه، قدّم المسنّ "أحمد الزهراني" والد الخريج "طارق"، نصائح للشباب بضرورة استشعار اهتمام الدولة بالعلم والدراسة، وأيضاً تقوى الله وطاعة الوالدين، والاهتمام بالتحصيل العلمي.

وكشف أن ابنه حصد جهده طوال الأربعة أعوام في قسم التربية وعلم النفس، ونال تقدير الامتياز؛ بسبب توفيق الله أولاً، ثم الالتزام بما عليه من واجبات يمليها دينه ومجتمعه ووطنه، واحترام الوقت، واستشراف المستقبل بهمّة عالية.

ووسط الجموع الكثيفة التي حضرت لمشاركة أبنائهم الفرحة مع راعي الحفل أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر، التقت "سبق" بشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يشقّ طريقه بين الضيوف بكرسيه الأنيق، والابتسامة تغطي ملامح وجهه، قائلاً: "أنا عبدالله الحسينان لاعب نادي الرياض لكرة السلة للمعاقين، ومصور هاوٍ، جئت لمشاركة ابن أختي محمد المرشود فرحة الإنجاز؛ حيث تخرج من كلية الإعلام".

وطالب "الحسينان" القطاعين الحكومي والخاص احتواء الخريجين وتقديم الوظائف التي تليق بتخصصاتهم، وعدم الإستعجال على إنتاجيتهم، فهم سواعد الغد القريب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org