أكد عدد من الدعاة وخطباء وأئمة الجوامع في عدد من مناطق المملكة التأكيد على أهمية قراري عاصفة الحزم، ومن بعده إعادة الأمل، التي أمر بهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- قبل عامين لنصرة الأشقاء في اليمن، ودعم الشرعية، والتصدي للانقلابيين الحوثيين، ومن يدعمهم، والوقوف أمام أطماع إيران التوسعية التي تدعم الحوثيين.
واستعرض الدعاة والخطباء والأئمة، في سياق محاضرات وخطب جمعة لهم، جانباً من الأعمال الإجرامية والإرهابية التي قامت -وتقوم بها- مليشيات الحوثيين ومَنْ وراءهم في تدمير وتخريب بيوت الله وتفجيرها، وكذا تدمير المدارس ودور العلم، وترويع الآمنين، وانتهاك الحرمات، والقتل، والسلب، والنهب، واستخدام الأطفال والنساء في حربهم العدائية ضد أبناء الشعب اليمني.
التدخل في شؤون الغير
بداية قال عضو الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة الشيخ حمود بن منديل آل وثيلة: "إن دولة إيران هي الداعم الرئيس لهذه الحركة التي سعت لاحتلال اليمن والتمدد إلى ما حوله، حتى مكة والمدينة ما سلمت من شرهم، حيث وجّهوا لها الصواريخ، ويزعمون أنها محتلة، وأن الأحق بها هم، ثم القنوات الفضائية التابعة لهم أيضاً تقف مع الحركة الحوثية، وتظهرهم مظهر المظلوم، والوقائع تنطق بهذا المكر الكبار، ولعل من أواخرها تصريحات قادة إيران وتحذيرهم لدول الجوار من التدخل في شؤون اليمن، ونقول: سبحان الله! وهل تسليح إيران لجماعة الحوثي المارقة، ودعمها لا يعد تدخلاً في الشؤون الداخلية اليمنية؟! فهل ستسمح إيران بتدخل الحكومات الأخرى لحماية المضطهدين في إيران من البطش الصفوي في الأحواز وغيرها؟"
اختطاف اليمن
يقول الشيخ عضو الدعوة والإرشاد بمكة المكرمة فالح بن صقير السفياني: لقد أثبت التاريخ الصفوي الإيراني أنهم دائماً يقاتلون بغيرهم، ويجندون السذج في كل مكان، ولقد زرعوا في اليمن ذراعاً لهم من الفرقة الجارودية، وربوا قادتها على أعينهم في قم وطهران، ثم أعادوهم وأغدقوا عليهم الأموال والسلاح من أجل تشكيل قوة لاختطاف الدولة في اليمن، كما فعل "حزب الشيطان" في لبنان، وكما فعل النصيريون في الشام، وبخيانات من قيادات في اليمن، وشراء للذمم، وتواطؤ دولي ليطوقوا أهل السنة، ويخنقوهم من كل جانب، فما حركة الحوثي وأتباعه إلا امتداد لتلك الحركات الباطنية، وقد أعلنت إيران أن حماية الشيعة في اليمن مسؤولية إيرانية.
تحقيق واجب الأخوّة
من جانبه، قال عضو مركز الدعوة والإرشاد بمحافظة جدة الشيخ عبدالعزيز بن علي القرني: إن المملكة العربية السعودية لم تكن يوماً داعية حرب، وليس في تاريخها تجاوز أو عدوان، لذا قادت المملكة التحالف الإسلامي المبارك لإحقاق الحق ودحر الباطل، وحراسة للمقدسات، وحماية لبيضة المسلمين، وانتصاراً لأهل اليمن المُضامين، فحقق الله المراد، وبارك في الرجال والعتاد، ورفعت راية التوحيد، والنصر قوة في الموقف، وعزة في القرار {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء}.
مؤكداً أن إعادة الأمل جاءت بعد عاصفة الحزم مداً ليد العون لإخواننا في يمن الإيمان والحكمة الذين طلبوا العون والمساعدة من إخوانهم وأشقائهم، وتحقيقاً لواجب الأخوة والنصرة.
قرار حكيم
ومن جهته، قال خطيب جامع ابن عواض بمنطقة مكة المكرمة الشيخ مسرع بن فهد بن حسن الحارثي: إن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين اتخذت قراراً حكيما وشجاعا بالمشاركة في عاصفة الحزم؛ لحماية الشرعية في اليمن، والدفاع عن الشعب اليمني الذي استبيحت أراضيه وشرد منها وطرد اليمنيون من بيوتهم وممتلكاتهم على أيدي طغاة.
وتابع: إن ما أقدمت عليه المليشيات الحوثية من عدوان على الشعب اليمني الشقيق، وسفك الدماء، وقتل الأبرياء، وتخريب الممتلكات وانقلاب على الشرعية أدى إلى انطلاق عاصفة الحزم بعد أن استنفدت جميع الحلول الدبلوماسية، ولم يكن للمملكة العربية السعودية التي لها الدور الكبير في قضايا المسلمين إزاء مناشدات الحكومة اليمينة الشرعية بالتدخل العسكرية لحماية اليمن من السقوط في أيدي هؤلاء الحوثيين البغاة إلا أن تجيب وتلبي النداء وتضع حلا لهذا الانفلات الأمني والانقلاب الخائن الذي يقوده الحوثيون بمعاونة ومساندة خارجية خبيثة لها مآربها ومقاصدها نحو تفريق وتمزيق اليمن الشقيق وزعزعة أمن المنطقة برمّتها.
جريمة استهداف مكة
هذا فيما قال إمام وخطيب جامع المرقبان بني ذبيان بمحافظة أضم بمكة المكرمة الشيخ مساعد سالم الذبياني: إن محاولة الاعتداء الأثيم على مكة المكرمة جريمة نكراء وفعلة شنعاء وبرهان ساطع على هدف الصفويين والمجوس، من زرعهم لجماعة الحوثي في اليمن، وأنهم لن يتورعوا عن فعل أي شيء لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة، باستهدافهم لأطهر البقاع على وجه الأرض.
درع حصين
ومن جانبه، قال إمام وخطيب جامع المراح الشمالي بمحافظة الأحساء الشيخ بسام بن علي الفضلي: إن مليشيات الحوثي المجرمة، سفكوا دماء الأبرياء، وشردوا وسجنوا الأتقياء والعلماء، وأتلفوا الأموال المعصومة، وهدموا مساجد أهل السنة والجماعة، وفجّروا حلقات تحفيظ القرآن، والمعاهد والجامعات الإسلامية؛ ونظراً لخطورتهم على استقرار دول الجزيرة العربية، فإن إضعاف شوكتهم، وضرب معاقلهم العسكرية، هو حماية لبلادنا من رجسهم، ودرع حصين من نشر مذهبهم، وقطع يد دولة الشرك في إيران.
خطر على المسلمين
وقال خطيب جامع أبوبكر الصديق بالأحساء الشيخ خليفة عثمان الفارس: لقد عانى أهلنا في اليمن سنوات عصيبة من عربدة العصابات الحوثية؛ إذ لا يخفى على كل منصف ما صنعه الحوثيون في بلاد اليمن الشقيقة من أفعال تخريبية، وأعمال إرهابية تمثلت في سفك الدماء البريئة، وإتلاف الأموال، وتدمير المساجد وحلق تحفيظ القرآن الكريم وتخريب المعاهد والجامعات الإسلامية، واستهداف الأئمة والخطباء والدعاة وأهل الرأي، إضافة إلى أعمال النهب والسلب والتدمير والتفجير وتفريق أهل اليمن.
وشدد على أن جميع أعمال هذه الجماعة تشكل خطورة على المسلمين عموماً وعلى دول الجزيرة العربية خصوصاً، ومن ثم فقد جاءت عاصفة الحزم؛ لنصرة أهل اليمن الأشقاء، ولتعيد الحق إلى أهله، ولتقطع اليد السارقة الغاصبة، جاءت عاصفة الحزم، انطلاقاً مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم من حق المسلم على أخيه المسلم، وحق الجار على جاره، ولقوله تعالى: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر}.
موقف تاريخي
وقال إمام وخطيب جامع عبدالله بن حذافة السهمي بمحافظة الشماسية الشيخ عبدالله بن صالح المطرودي: إن التاريخ قد سجل بمداد من ذهب لحاكم بلاد الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -سلمه الله وحفظه- موقفه التاريخي الحازم والحاسم في ذلك القرار الذي وحّد الدول العربية والإسلامية في وحدة فريدة، فالتف حول المملكة -حرسها الله- دول الخليج وعامة الدول العربية والإسلامية؛ لإنقاذ اليمن وتخليصها من المصاعب، وحماية أبناء اليمن من القتل والتشريد، وإيقاف الطغاة عند حدهم، ووقاية دول الخليج من شرهم، وحماية المقدسات الإسلامية من شرورهم، فإن كل عاقل مخلص وغيور على دينه ليقف مع قرار الحرب وعاصفة الحزم نصرة وتأييداً ومهابة وإجلالاً، فأي تلاحم أعظم من هذا التلاحم، وأي معنى للأخوة والترابط أفضل من هذا!
خطر محدق بالمنطقة
أما إمام وخطيب جامع الشيخ محمد بن عبدالوهاب بمحافظة الشماسية الشيخ عبدالعزيز بن علي الفوزان فقال: إن عاصفة الحزم بدأت بِصَمْتٍ وأهل الخليج نائمون، وعصفت بقوتها ودويها وهم في الميادين يعملون، وحققت أهدافها في رد العدوان الحوثي، مشيراً إلى أن هذه البلاد المباركة راعية الحرمين الشريفين وخادمتهما أدركت الخطر المحدق بالمنطقة كلها، فتبنت بتوفيق الله وتسديده، ثم بحكمة قيادتها وحنكتها هذا التحالف؛ من أجل نصرة الشعب اليمني ومواجهة المتمردين.
وأوضح أن مليشيات الحوثيين دمّروا اليمن وتطاولوا على شرعية حكمهم، فلم يسمعوا لنداءات، ولم يستجيبوا لحوار. مبيناً أن عصابة الحوثي الصفوية، سفكوا دماء الأبرياء، وشردوا وسجنوا الأتقياء والعلماء، وأتلفوا الأموال المعصومة، وهدموا مساجد أهل السنة والجماعة، وفجّروا حلقات تحفيظ القرآن، والمعاهد والجامعات الإسلامية، وما فتئوا يعبثون بأمن اليمن، وواصلوا إطلاق التصريحات الخبيثة، التي تهدد بالعبث بأمن الخليج العربي، فخيب الله سعيهم وردّ كيدهم في نحورهم.
قرار صائب وحكيم
من جانبه، قال إمام وخطيب جامع عمر بن الخطاب بالربيعية الشيخ محمد بن عبدالعزيز البطي: إن قرار عاصفة الحزم ضد أهل الضلال الحوثيين الأنجاس كان قراراً صائباً وحكيماً وفي وقته المناسب من ولاة أمرنا -وفقهم الله تعالى- وهذه الحرب جهاد في سبيل الله تعالى، والمقتول فيها شهيد عند الله تعالى، والعائد منها منتصر -بإذن الله تعالى- حاثاً كل شرائح المجتمع السعودي وغيره على الوقوف صفاً واحداً لمناصرة جنودنا الأبطال الموحدين لله تعالى، فهم يجاهدون ويدافعون عن الدين والمسلمين وبلاد التوحيد وأهل الإسلام، ونصرة للمظلوم وتأدية لحق الجوار.
هددوا أمن الخليج
من جهته، قال إمام وخطيب جامع الرفيعة بمدينة سكاكا بمنطقة الجوف الشيخ ناوي بن حوسان الرويلي: إن الحوثيين فئة باغية كبلها المكر والبهتان، وارتكسوا في مستنقع الغدر والبوار، يوم سعوا في أرض اليمن بالفساد والشقاء، سفكوا الدماء المعصومة، ومنعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، بل هدموها، وهدموا حلق العلم والقرآن والجامعات الإسلامية، واستهدفوا أئمة وخطباء المساجد، والدعاة، وأهل الرأي، وهددوا أمن الخليج، ومقدسات المسلمين مراراً.
وأكد فضيلته أن الأعمال الإجرامية لتلك الفئة الباغية، تستوجب الاستمرار في الضرب بيد من حديد، والتصدي لها بكل حزم لا يبيد، حتى يستقر الوضع في اليمن بقيادة حكومته الشرعية، ويعلم الناس أن بلاد الحرمين دونها رجال يذودون عنها؛ قربة لله -جل وعلا- وتوجب علينا أن نقف صفاً واحداً خلف ولاة أمرنا، وعلمائنا لاجتثاث كل عابث بأمن البلاد.
سفك الدماء
وفي السياق ذاته، قال خطيب جامع أحمد بن حنبل بقرية الرديفة بالجوف الشيخ فواز مطير مرعيد الشمري: إن من الفرق التي خالفت الصراط المستقيم والمنهج القويم الفرقة الحوثية، وقد استغلتهم إيران أسوأ استغلال كما هي عادتها لطعن أهل السنة في خاصرتهم من داخل أرضهم وديارهم، فذاق اليمن وأهله وجيرانه منهم الويلات، فكم دمروا من المساجد، وعطلوا من المدارس، وكم سفكوا من الدماء المحرمة المعصومة، ولا سيما من أهل العلم وطلبته، يدمرون البيوت ويشردون الأسر ويقطعون السبل ولا يراعون حرمة لجار ولا لوطن.
تنفيذ مخططات إيران
ومن جهته، قال خطيب جامع الشلال بزلوم بالجوف الشيخ نواف نويفع الرويلي: إن محاولة الإساءة إلى مكة المكرمة، وبيت الله الحرام، وإرسال الصواريخ عليهما، لا يُستغرب من أعداء الإسلام والمسلمين، والتاريخ يشهد على خبث هؤلاء وسوء أفعالهم.
أضاف: إن مليشيات الحوثيين في اليمن، ينفذون مخططات أسيادهم الصفويين في إيران، فعقديتهم واحدة، ومذهبهم واحد، وأهدافهم واحدة، وهي القضاء على أهل السنة، فالصاروخ وإن انطلق من أرضهم، فإنما هو بدعم وتوجيه من ملالي إيران، مشدداً على أهمية أن نكون يداً واحدة مع ولاة أمرنا كما قال تعالى: {ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}.