"خطة لمس الأكتاف" وتنازع موسكو وواشنطن.. CIA لـ"أوباما": حان الوقت لقصف طاغية سوريا

"خطة لمس الأكتاف" وتنازع موسكو وواشنطن.. CIA لـ"أوباما": حان الوقت لقصف طاغية سوريا

"نيويورك تايمز": "بوتين" مراوغ و"بشار" والملالى لا يعترفان إلا بلغة القوة وحان وقت استخدامها
تم النشر في

في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، بالاشتراك مع معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، للدبلوماسي دينيس روس، وأندرو جيه تايلر، حمل عنوان المبررات لضرب الأسد "أخيراً"، تناولا فيه خطة الاقتراحات الأخيرة ما بين موسكو وواشنطن، والثغرات الخطيرة التي تعتري الخطة، وكشفا فيه عن معارضة الاستخبارات الأمريكية والخارجية والدفاع الأمريكية لهذه المقترحات، وطالبا إدارة "أوباما" باستخدام صواريخ كروز والطائرات دون طيار لقصف قواعد "الأسد"، في واحدة من اللحظات التي تعدّ "لمساً للأكتاف" لكنها تظل شائبة!

سحق وترويج وبراميل

وتفصيلاً، جاء في المقال أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تريد الحدّ من العنف والمعاناة في سوريا، وسحق التنظيمات الجهادية فيها في الوقت نفسه، ولهذا السبب يروّج البيت الأبيض حالياً لخطةٍ تتمثل بتعاون الولايات المتحدة مع الجيش الروسي في سوريا، عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية وتنسيق الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" وجبهة النصرة التي تدور في فلك تنظيم "القاعدة"، وفي المقابل تقوم روسيا بإرغام حكومة بشار الأسد على التوقف عن استخدام البراميل المتفجرة وعن شنّ ضربات جوية على المناطق التي تخلو من عناصر كلا التنظيمين.

مواقف أكثر صرامة

وحول رفض الأجهزة الأمنية الأمريكية للخطة أوضحا "أن القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا يُعتبر هدفاً مهماً، فبعد سنوات من الموت والدمار قد يُرحَّب بأي اتفاقٍ بين الفصائل المتحاربة في البلاد أو بين الجهات الراعية لها؛ إلا أن الخطة التي تطرحها إدارة "أوباما" والتي يعارضها الكثيرون في "وكالة الاستخبارات المركزية" ووزارتي الخارجية والدفاع في الولايات المتحدة هي خطة شائبة، فهي لن تكتفي بتحصين الحصار الذي تفرضه حكومة "الأسد" على مدينة حلب التي تسيطر عليها المعارضة، بل ستدفع كذلك التنظيمات الإرهابية واللاجئين إلى تركيا المجاورة، وعوضاً عن ذلك، يجدر بالولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة لاتخاذ موقفٍ أكثر صرامة من "الأسد" وحلفائه.

آمال استئناف الهدنة

وأردفت "نيويورك تايمز" ومعهد واشنطن بالقول: "ويأمل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن يسهم هذا التفاهم مع روسيا في تحقيق تقدم في مسائل أخرى، من بينها استئناف الهدنة الجزئية لـ"وقف الأعمال العدائية" التي بدأت في فبراير وتداعت في مايو، والعودة إلى المفاوضات بشأن عملية الانتقال السياسي. وهذه الأهداف منطقية، وقد كرّسها أيضاً قرار مجلس الأمن الدولي الذي اعتُمد في ديسمبر الماضي.

خطة شائبة مليئة بالثغرات!

واستدركا بالقول: "إلا أن النص المسرّب من الاتفاقية المقترحة مع روسيا يُظهر أنها حافلة بالثغرات الخطيرة، فالممثلون من الجانبين الأمريكي والروسي يعملون حالياً على رسم حدود المناطق التي يُعتبر فيها وجود جبهة النصرة "كثيفاً" أو "ملحوظاً"، والمناطق التي تُهيمن عليها جماعات المعارضة الأخرى، مع "بعض الوجود المحتمل لجبهة النصرة. وبذلك سيبقى "الأسد" وداعموه الإيرانيون والروس قادرين على ضرب المعارضة من غير جبهة النصرة في تلك المناطق، فضلاً عن إحكام قبضة الحكومة السورية على السلطة".

طائفية وتهجير السنة

وأضافا في تحليلهما: "ولكن ما هو أكثر مدعاة للقلق أن حكومة الأسد تفتقر إلى القوة البشرية اللازمة للسيطرة على المناطق السنية الريفية، وبالتالي ستعتمد على "حزب الله" والميليشيات الشيعية الأخرى للقيام بذلك، ومن المرجح أن تقوم هذه الجماعات الطائفية الوحشية بإجبار جبهة النصرة وغيرها من المتمردين السنة على الارتحال إلى تركيا؛ حيث سيصبحون -ومعهم خطر العنف المتشدد- أقرب من الغرب، وبالمثل، سيؤدي القتال إلى نزوح المدنيين السنة، وبالتالي سيحاول المزيد منهم شقّ طريقه نحو أوروبا".

مبادرة أمل ويأس!

وأشارا بالقول: "قد تكون مبادرة الإدارة الأمريكية مع روسيا وليدة أمل أو يأس، ولكنها بالتأكيد ليست وليدة خبرة، فخلال الهدنة الجزئية، استغلّت روسيا ثغراتٍ مماثلة سمحت لها ولحكومة الأسد بمواصلة قتال الجماعات المعارضة من غير جبهة النصرة وتنظيم "داعش"، وقد أتاحت هذه الانتهاكات لـ"الأسد" وحلفائه كسب الأراضي ومحاصرة حلب".

"بوتين" المراوغ!

ونبّها إلى مراوغة "بوتين" بالقول: "ويبدو أن إدارة أوباما تعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين يبحث عن وسيلة للحدّ من انخراط روسيا في الحرب الأهلية السورية، ولكننا نشكّ في ذلك، فالرئيس "بوتين" أكثر اهتماماً في إثبات أن روسيا وأصدقاءها ينتصرون في سوريا، والولايات المتحدة تخسر، وهو لن يغيّر نهجه إلا إذا اقتنع أن منهجيته أصبحت مكلّفة للغاية. ولكن بما أن الرئيس "بوتين" يعلم أن الولايات المتحدة لن تتخذ أي إجراء بحق روسيا عقاباً على دعمها لحكومة "الأسد"، فمن المرجّح أن يتعامل هو والرئيس "الأسد" مع هذا الاتفاق الناشئ بطريقة لا تختلف عن تعاملهما مع سابقيه".

معاقبة "بشار" بالقصف

وطالبا بقصف ثكنات وقوعد جيش "الأسد" إذا انتهك الهدنة بقولها: "غير أن هناك بديلاً آخر وهو معاقبة الحكومة السورية على انتهاكها الهدنة، عبر استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ الجوالة لضرب مطارات وقواعد الجيش السوري ومواقعه المدفعية التي ينعدم فيها وجود القوات الروسية".

سلبيات الضربة

وحول سلبيات هذه الضربات، قالا: "ويقول معارضو هذه الأنواع من الضربات المحدودة إنها ستحث روسيا على تصعيد النزاع، وإقحام الولايات المتحدة بشكل أعمق في سوريا؛ إلا أن هذه الضربات لن تنفَّذ إلا إذا تَبيّن أن حكومة "الأسد" خرقت الهدنة نفسها التي تعلن روسيا التزامها بها، ولعلّ إخطار روسيا بهذا الرد يمكن أن يردع أي انتهاكات مماثلة للهدنة وللاتفاق العسكري المقترح مع موسكو، وعلى أي حال، سيشير للرئيس "بوتين" أن حليفه السوري سيدفع الثمن إذا لم يلتزم بالاتفاق".

لغة القوة هي الحل

واختتما بالقول: "إذا كانت روسيا ترغب في الحدّ من دورها في سوريا، يُفترض أن التهديد بتوجيه ضربات محدودة سيقنعها على إجبار الرئيس "الأسد" على إحسان التصرف، وعلى العكس من ذلك، إذا صحّ قول المتشككين إن الرئيس "بوتين" لن يتعامل بجدية مع أي حلٍّ سياسي إلا إذا وجد أن تكاليف دعم الحكومة السورية تتعاظم، فمن المرجح أن يشكل التهديد بهذه الضربات السبيل الوحيد لبدء عملية سياسية لإنهاء الحرب".

لغة يفهمانها

ولطالما قال الرئيس "أوباما" ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأنه لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا، ولكن مع الأسف يبدو أن روسيا وإيران تؤمنان بوجود هذا الحل -أو تؤمنان على الأقل بأنه لا يمكن التوصل إلى أي نتيجة سياسية مقبولة دون تقليص عدد المتمردين وتقوية الحكومة السورية، ولذلك حان الوقت لكي تتحدث الولايات المتحدة بلغةٍ يفهمها كلٌّ من "الأسد" و"بوتين".

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org