كشف رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور بندر الحجار عن أكبر الدول التي لها حصة في مجموعة البنك الإسلامي وهي السعودية تليها ليبيا ثم إيران ونيجيريا، وذلك خلال فعالية علىطاولة الحوار الأكاديمي الذي عقد في كلية الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز اليوم الخميس.
وقال إن هدف البنك تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء الإسلامية وغير الأعضاء، واستشهد بالهند، فمثلاً هناك (150) مليون مسلم وبالطبع البنك يخدمهم، وكذلك مسلموأوروبا.
وبين حجاز أن السياسة العامة للبنك يرسمها مجلس المحافظين من خلال وزراء المالية في (57) دولة في المنظمة.
وقال: البنك هو مجموعة تضم خمس مؤسسات فيصبح رئيس البنك رئيس إدارة المجموعة.
وذكر أن البنك حقق عدداً من الإنجازات من خلال زيادة حجم التجارة وتبادلها وأضاف: "وفقنا مؤخرًا في الحصول على أعلى تصنيف ائتماني من أهم 3 منظمات في العالم.
وبين أن ترشحه لهذا المنصب جاء بإجماع جميع الدول واستطرد: عملت 3 أشهر فترة انتقالية قبل تسلم مهام عملي وهي فترة مميزة زاملت فيها القيادات السابقة وتعرفت على البنك وعلى سياسته،ثم تسلمت العمل، وبعد 100 يوم تكونت عندي رؤيا واضحة لما يكون عليه البنك في الخمس سنوات المقبلة.
وبين في طيات حديثه اختياره لـ (60) موظفاً من خلال (6) فرق لإعداد خارطة طريق وبرنامج عمل يتضمن مؤشرات أداء لقياس للعمل.
وواصل: اجتمعت الفرق لدينا في البنك قبيل اعتماد البرنامج بشكل نهائي، ثم أخذنا رأي إحدى الشركات الاستشارية في البنوك متعددة الأطراف لإلقاء نظرة على خطة العمل لننطلق فيما بعدللعمل.
وذكر رئيس البنك أهم المشاكلات التي تواجههم وهي المستويات المختلفة للتنمية في 57 دولة تحت مظلة البنك، وقال: هناك دول أقل حظاً في التنمية ومستويات الفقر فيها عالية جدا، وهناك دولتعتمد على مصدر واحد للدخل كدول الخليج، ودول تعاني من هشاشة النظام السياسي وعدم وجود أمن، وهناك دول تعاني من تدفق اللاجئين وبالتالي برامج التنمية ليست واحدة ولابد من تفصيللإنجاحها.
وتطرق لعدد سكان الدول الأعضاء البالغين (1.7 ) مليار، وقال إن الدراسات تؤكد أن هذا العدد سيصل أكثر( 2) مليار في العام 2020م، واستطرد: هناك (20) مليون عاطل في هذه الدول،و(10) ملايين طفل دون تعليم، و(10) ملايين طفل لاجئ.
وأضاف: هناك أكثر من 50% تحت حد الفقر في الدول الأعضاء، وهذه تحديات كبيرة تواجه عملنا في البنك.
وشدد على أن التنمية التي هم بحاجة لها هي التنمية المستدامة، بالإضافة لتحسين الإدارة العامة والحكومة وتعزيز القطاع الخاص وزيادة الاستثمارات الخارجية، وتابع: كذلك دمج الشباب والمرأةفي العمل، وتحسين التعليم، ووضع سياسات أفضل لحياة أفضل.
وقال: هذا كله يحتاج نموذج تنمية يختلف عن ما هو موجود، وهذا ما نقاتل من أجله ونعمل عليه من خلال خططنا.
وقال إن رؤيتهم في البنك الإسلامي تنطلق من التمكين والريادة والقيادة وعلى قراءة واستشراف المستقبل وإيجاد حلول للمشاكل المتوقعة.
وأوضح أن ما يعتمد للمشاريع (12) ونصف مليار في السنة في دول تحتاج (200) مليار دولار للبنية التحتية فقط، واستدرك: الأموال وحدها لن تكون كافية لذلك التمكين بمعناه الواسع، تمكينالأجهزة الحكومية والشباب والمرأة من العمل ومساعدة الدول الأعضاء في سن التشريعات للقطاع الخاص وأنظمة للتجارة والجمارك المناسبة.
وذكر أن كل الدول الأعضاء في البنك دول جنوب، وهي دول تضيف كدول نامية ولديها مشاكل فقر، بعكس البنك الدولي الذي لديه شرائح مختلفة من الدول، هناك الدول النامية، والصناعية.
وأكد حجار على أن أهم مسار في عملهم كان تعميق الشراكات مع الجميع، وليس الدولة والقطاع الخاص فقط، وأضاف: "هناك المؤسسات الخيرية، ومؤسسات المجتمع المدني، والأشخاص أنفسهموالاستفادة من التقنية وإنشاء منصات إلكترونية وهذه مهمة في حشد الموارد وبذلك تستطيع تأدية الأعمال بتكلفة أقل.
واستشهد الضيف بشركة أوبر للسيارات حيث لا تمتلك أصولاً، وتعتمد على التقنية فهي لا تملك مبانٍ أو سيارات أو تأميناً ودخلها أكبير بكثير من أي شركة سيارات في العالم، وكذلك المتاجرالإلكترونية من خلال تسوقها من المنازل في أي مكان في العالم.
وقال: هذا ما نعمل عليه في البنك، حيث نطمح في الاستفادة من التقنية، وبدأنا فعلياً في زيارات بعض المنصات في بعض دول العالم للاستفادة من تجاربها.
وذكر عملهم على تشكيل لجان لا مركزية من خلال مكاتب البنك الإقليمية في السنغال، وفي أوروبا، والرباط، وماليزيا، وفي مصر سيكون هناك مكتب قريباً، وتابع: "البنك في أوروبا يخدم 11دولة، وفي الرباط يخدم 3 دول، وماليزيا 3 دول، حيث أصبحنا أقرب للأعضاء وبالطبع بتكاليف أقل.
وكشف عن المزيد من خطط البنك مثل المنح الدراسية وقال: نسعى لعقد شراكات مع عدد من المؤسسات المالية في المملكة والخليج للاستفادة من هذه المنح في الجامعات المختلفة.
واستشهد بما تحقق مع مؤسسة الغريب الإماراتية التي وفرت للبنك 500 منحة دراسية.
وكشف ضيف الحوار الأكاديمي عن بعض أرقام ميزانية البنك حيث يخصص أكثر من 67% للبنية التحتية، و19% للزراعة، و12% للتعليم والصحة.
وعن الدول الأكثر استفادة من البنك ذكر: "تركيا، وإندونيسيا، وباكستان، ومصر، وتركمنستان".
وتطرق حجار لبعض المبالغ التي تم صرفها للدول الأعضاء منذ تأسيس البنك وقال: صرفنا على التعليم ( 3.8) على التعليم العالي والثنائي والمهني حتى الآن، وهناك (8) مدارس تم إنشاؤها.
وأضاف: في فرنسا أسسنا مدرسة حصلت على المركز الأول من 2500 مدرسة في فرنسا تدرس الدين وبشكل غير إلزامي، ومن المنتظر حسب النظام بعد خمس سنوات تصرف لها الحكومةالفرنسية 80% من الميزانية.
وكشف عن قيامه مع البنك الدولي بإنشاء صندوق العيش والمعيشة برأس مال (2.5) مليار، ومع شركاء آخرين من ضمنهم صندوق الملك سلمان للإغاثة الذي يوفر دعماً للدول التي تعاني منانتشار الأمراض والأوبئة وتابع: نجحنا في جمع مبلغ 400 مليون دولار لهذا العمل الإنساني.
ونشط البنك مؤخراً كما جاء على لسانه في فكرة تبادل الخبرات بين الدول في نفس المستوى من التنمية، وقال: دولة كماليزيا مثلاً لديها مركز للزراعة يجري تجارب على تحسين الزراعة، نجحفي تحسين زراعة الأرز في ماليزيا وسونام تعاني من ذلك وبحكم معرفتنا تم الاستفادة من الخبرة الماليزية.
وقال إن هناك في السنغال عدداً من الخبراء الإندونيسيين في معالجة الفيضانات والسيول حيث نجحنا في الاستفادة من تبادل الخبرات وأضاف: في المغرب هناك نجاح كبير في الطاقة المتجددةولديهم مدينة كاملة في الرباط سموها المدينة الخضراء الذكية، نحن مساهمون مع أرامكو مع الصندوق السعودي، وقمنا بنقل هذه التجربة في 11 دولة في أفريقيا .
وعن رأس مال البنك، قال: رأس المال المصرح به 135 ملياراً والمدفوع أكثر من 6 مليارات ونتوقع وصول 10 مليارات في نهاية 2030، منها 55 ملياراً قابلة للاستدعاء من الدول الأعضاء.
وختم بأن البنك الإسلامي يهدف للتنمية في دول المنظمة وهدفهم ليس تجارياً بالدرجة الأولى، وهذا لا يلغي الاستفادة من الأرباح في بناء الإنسان في هذه الدول.
وفي نهاية اللقاء كرم مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن اليوبي الضيف حيث تسلم درعاً خاصًا لمشاركته في إثراء الفعالية.