استقبل الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، في قصر بيان اليوم رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية الشيخ مبارك الدعيج الإبراهيم الصباح، ورؤساء وكالات الأنباء العربية المشاركين في الاجتماع الــ 44 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، الذي يعقد في دولة الكويت يومَيْ 18 و19 أكتوبر الجاري، وأعضاء مجلس إدارة وكالة الأنباء الكويتية.
وأشاد سموه خلال اللقاء بالدور الإعلامي المتميز الذي تقوم به وكالات الأنباء العربية في نقل الحقائق، وتغطية الأحداث بموضوعية وحيادية.
وأكد الشيخ جابر الصباح ضرورة اهتمام وسائل الإعلام بالجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة في المجتمعات العربية، والعمل على محاربة الفكر المتطرف ومكافحة الإرهاب، مشيدًا بالاهتمام الإعلامي الكبير لمحاربة الإرهاب، والتوعية بمخاطره الشديدة التي تهدد الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، وتعرقل جهود التنمية.
حضر الاستقبال رئيس ديوان سمو رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت الشيخة اعتماد خالد الأحمد الجابر الصباح.
ومن جهة أخرى، افتتح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، اليوم أعمال المؤتمر الـ44 للجمعية العمومية لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، الذي يقام تحت رعاية الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، ويعقد في دولة الكويت يومَيْ 18 و19 أكتوبر الجاري.
ورأس وفد المملكة العربية السعودية في المؤتمر رئيس وكالة الأنباء السعودية عبدالله بن فهد الحسين.
وأشاد الشيخ سلمان الصباح في الكلمة التي افتتح بها أعمال المؤتمر بالدور الكبير الذي تؤديه وكالات الأنباء العربية في خدمة ومساندة قضايا الأمة العربية، ودعم جهود التنمية والأمن والاستقرار فيها، والحرص على نشر الوعي والفكر المستنير.
وقال إن وسائل الإعلام تؤدي دورًا مهمًّا في تنمية الوعي المجتمعي، ودعم خط التنمية. لافتًا الانتباه إلى أن صناعة الإعلام العربي تتطلب خطابًا متطورًا وأفكارًا مبتكرة، مع مراعاة الالتزام بثوابت مجتمعاتنا، والحفاظ على قيمنا ووسطية ديننا الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة ترسيخًا للمبادئ والقيم، مع مواكبة الحداثة والمعاصرة.
وأوضح أن ما يواجهه الإعلام العربي من تحديات نتيجة تطوُّر تقنية وسائل الإعلام وتنوعها وتميزها بسرعة نشر الأخبار والأفكار دون رقابة أو سيطرة على محتوياتها يتطلب مضاعفة مسؤولية هذا الإعلام، وبخاصة وكالات الأنباء، من خلال الحرص على الموضوعية والمصداقية، والرد على الشائعات، وتنقية الأفكار، ومواجهة الفكر المتطرف بفكر مستنير وعقل مدرك لأبعاد الخطر الذي يستهدف أوطاننا.
وأشار الشيخ سلمان إلى أن الفكر المتطرف أصبح آفة العصر التي تستهدف شبابنا، وتسلب عقولهم، وتدفعهم إلى الوقوع في براثن الخطر الذي بات يهدد العالم كله، وبخاصة الوطن العربي، بمخاطر كبيرة.
ودعا إلى الاقتراب من الشباب، وتصويب أفكارهم ومعتقداتهم في ضوء ما يواجه الوطن العربي من تحديات تحيط به، وتطورات تتسارع أحداثها، وتنعكس انعكاسًا مباشرًا أو غير مباشر على أمنه واستقراره.
وأضاف بأن تلك المخاطر يواكبها وسائل إعلام، تحمل في كثير من الأحيان الشائعات المغرضة والأخبار المدسوسة والأفكار السلبية، إضافة إلى التشويه المتعمد للحقائق والثوابت.
وأعرب عن ثقته بقدرة وكالات الأنباء العربية على أن تكون أنموذجًا مثاليًّا للإعلام المتميز، الذي يسهم بفعالية كبيرة في نشر الوعي والثقافة، ودعم الجهود الوطنية المخلصة المبذولة في مجالات التنمية والنهضة والبناء.
وأفاد بأن تلك الثقة تأتي انطلاقًا من الحضور الفاعل لوكالات الأنباء العربية في المحافل الدولية، وتعزيز الإمكانات التقنية والتحريرية بتعدد اللغات لدعم قضايا الأمة العربية، وتصحيح الصورة الذهنية لدى الآخر عن العرب والإسلام، التي تتعرض لهجمات شرسة ومنظمة.
وبدوره، قال رئيس مجلس الإدارة المدير العام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر: إن المؤتمر يعقد في مرحلة بالغة الدقة، تتطلب من الجميع التعاون ومضاعفة الجهود للوصول إلى بر الأمان.
وأضاف: إننا ندرك جميعًا التحديات الكبيرة التي تواجه منطقتنا العربية، والمخاطر المحيطة بها، التي تحتم علينا مسؤولين ومواطنين التكاتف والعمل من أجل التغلب عليها، وتجاوز آثارها، كل في مجاله، ووفق اختصاصاته ومسؤولياته.
وأعرب عن التقدير لسمو رئيس مجلس الوزراء على رعايته المؤتمر، ودعمه الكبير له، معبرًا عن الأمل بأن يحقق النجاح المأمول.
وبيّن أن الإعلام العربي مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يتحمل مسؤوليات ضخمة، بعد أن تعاظم دوره، وتزايد تأثيره، وامتد إلى العديد من المجالات الحيوية والمصيرية التي تهم مجتمعاتنا، وفي مقدمتها مساندة جهود التنمية الشاملة والمستدامة؛ بوصفها قاطرة التقدم والازدهار، ورافد التطور والنمو، وحصانة الأمن والاستقرار.
وأكد أهمية الإعلام في مكافحة التطرف الفكري والديني، ومحاربة الأفكار الغريبة والدخيلة التي تقود إلى الإرهاب والعنف.. عادًّا ذلك مسؤولية كبيرة ومعقدة، تستدعي تعزيز التعاون والتكاتف والتنسيق والتشاور.
وأفاد بأن تطوير الخطاب الإعلامي وأدواته وتبادل الأفكار والخبرات والتجارب أمور ضرورية، لا يمكن إغفالها لمعالجة هذه الآفة الخطيرة، التي بدأت تهدد الأمن والاستقرار والوجود لأوطاننا وشعوبنا.
وأشاد بدور اتحاد وكالات الأنباء العربية في تعزيز التعاون الإعلامي، خاصة في مجال تبادل الأخبار والخبرات، وتدريب وتطوير قدرات العاملين في الوكالات العربية. معربًا عن الأمل بتوطيد آفاق التعاون؛ لتشمل كل المؤسسات الإعلامية العربية الأخرى.
وشدَّد الشيخ مبارك الصباح على قناعته التامة بأن الإعلام العربي يملك الخبرات والكفاءات والإمكانات، ولا ينقصه سوى التعاون والاستغلال الأمثل لهذه الأدوات لتحقيق أهدافنا، والوصول إلى غايتنا.
وقال الأمين العام لاتحاد وكالات الأنباء العربية (فانا)، الدكتور فريد أيار، في كلمته: إن الاتحاد بات مؤهلاً تبعًا لرصيده العالمي، ولسمعته المهنية الجيدة، لأن يؤدي دورًا فعالاً في الحوار مع الجوانب الإعلامية الأخرى.
وأضاف بأن هذا الحوار سيسهم في توضيح الحق وإحقاقه، ورفع التعدي والحيف والتهم اللاحقة بدولنا العربية، وحتى بمقدساتنا. مبينًا أن الاتحاد يعمل لإنجاز مهمات باتت أوسع من قدراته.
وأوضح أن الاتحاد أقام العديد من الورش التدريبية بهدف دعم البنى التحتية لوكالات الأنباء العربية، كما أجرى اتصالات مع جهات عدة، وتمكَّن من أن يطل على معظم العالم، ويتعامل معه بتمام هيبة وحقوق المنظمة غير الحكومية، التي يزداد باستمرار الاتكال على مثيلاتها في التفكير الدولي الجديد.
وأكد أنه ما زال بوسع وكالات الأنباء أن تُظهر دورًا فعالاً، ولاسيما في تقنية مسرى الخبر؛ لتكون في أرفع جهوزية، علاوة على صدقية الخبر التي لا محيد عنها.
وأشار إلى مساهمة الاتحاد في تفصيل السياسات المتباعدة أحيانًا للدول العربية، وأخذ بعض تقنيات الغرب العلمية الحديثة، مع الاحتفاظ بخصوصيات تعبّر عن اللمسات العربية.
ودعا وكالات الأنباء العربية إلى التركيز على الإيجاز الوافي للمواد الخبرية؛ كونها تعمل في دنيا جديدة، يتحكم فيها بالمتلقي هوس السرعة، وضعف التركيز، إلى جانب الالتزام بسرعة بث الخبر.
وأعرب في ختام كلمته عن الشكر لرئيس مجلس الوزراء في دولة الكويت لرعايته للمؤتمر، ولوزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب لمشاركته الفاعلة، مشيدًا بدور رئيس اتحاد (فانا) الشيخ مبارك الدعيج وحرصه على تنشيط أعمال الاتحاد، وجعله من أهم المنظمات الإقليمية في المجال الإعلامي.