ريادة السعودية بالوقوف مع المسلمين.. "مواقف وثبات" يشهدهما التاريخ
تلعب السعودية دورًا مهمًّا ورياديًّا في دعم قضايا الأمة العربية والإسلامية انطلاقًا من مكانتها العالمية؛ بوصفها قِبلة المسلمين، ومهد الرسالة، ومنبع النور. وكان خطاب السعودية منذ تأسيسها، الذي تترجمه مواقفها، هو الوقوف مع المسلمين، ومناصرة قضاياهم، ودعم الإسلام المعتدل المتسامح، ونبذ كل أوجه التطرف والعنف، ومد يد العون والمساعدة للدول الإسلامية.
لقب خادم الحرمين الشريفين استشعارٌ لخدمة الإسلام والمسلمين
ومنذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وهذه البلاد تقوم على رعاية المسلمين، والاهتمام بقضاياهم، وسار على نهجه أبناؤه من بعده. ولعل قصة تغيير لقب صاحب الجلالة في عهد الملك فيصلإلى لقب خادم الحرمين الشريفين، ثم أطلقه الملك فهد رسميًّا على نفسه حتى توفي، ثم تبعه باللقب نفسه الملك عبدالله - رحمهم الله - ثم الملك سلمان، وهو ثالث ملك يحمل هذا اللقب، دليل استشعارهم رعاية الحرمين الشريفين وجهة المسلمين، إذ أنفقت على تطوير الحرمين الشريفين مئات المليارات لراحة الحجاج والمعتمرين.
القضية الفلسطينية
وتفاعلت السعودية بكل مراحلها وتطوراتها مع القضية الفلسطينية. وبعد رحيل المؤسس الملك عبدالعزيز ظلت القضية الفلسطينية هاجسًا مشتركًا، يتقاسمه أبناء المؤسس، وعبَّروا عن ذلك في كثير من المواقف حتى رفضت السعودية تقسيم فلسطين، وشاركت السعودية ماليًّا وعسكريًّا في حرب ١٩٤٨م. وكان الملك سعود - رحمه الله - أول أمير سعودي يزور فلسطين، وذلك عام ١٩٥٣ ميلاديًّا، وصلى بالمسجد الأقصى. أما الملك فيصل فقد مثل والده في مؤتمر لندن عام ١٩٤٥ميلاديًّا، وخطب خطابًا مهمًّا، رفض فيه تقسيم فلسطين، وكان يرافقه حينها أخوه الملك خالد. وكذلك كان للملك فهد - رحمه الله - جهودٌ حثيثة؛ فقد طرح مشروعًا للسلام عام ١٩٨١ميلاديًّا، ثم جاء الملك عبدالله، وكانت القضية هاجسًا له؛ فطرح مبادرته التاريخية للعالم لحل القضية الفلسطينية عام ٢٠١١ ميلاديًّا القاضية بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. وأخيرًا تسنم الحكم الملك سلمان بن عبدالعزيز، وواصل دعم قضية العرب والمسلمين، ووجه باستمرار اللجنة الشعبية السعودية؛ لتؤدي رسالتها الخيرية والإنسانية لمؤازرة الشعب الفلسطيني.
وقفات السعودية مع المسلمين ونشر الإسلام
دعمت السعودية المسلمين، ونشرت الإسلام في كل الدول، وأقامت المعاهد والمراكز التعليمية والإسلامية، وأسست الهيئات والمنظمات الإسلامية التي تنشر الدين الإسلامي ضمن رسالتها كخادمة للحرمين الشريفين، وقبلة الأفئدة، وأنفقت عليها الملايين.. ففي جنوب قارة آسيا وأستراليا أُقيمت المعاهد الإسلامية، وفي إندونيسيا أُنشئ معهد العلوم الإسلامية، ويدرس فيه عدد من الجنسيات من الإندونيسيين والصينيين وغيرهم، الذي ساهم في نشر الإسلام عبر مختصين من أكاديميين بالعلوم كافة.
وفي كوريا الجنوبية التي يعيش بها نحو ٢٠ ألف مسلم ساهمت السعودية في إنشاء مدارس وجامعات، وتبرع الملك فهد - رحمه الله - بمبلغ ٢٥ ألف دولار كمنحة سنوية، ترسل إلىالاتحاد الإسلامي الكوري. وتستقبل السعودية الطلاب المسلمين من كل العالم للدراسة في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام، وهما منارتا علم لنشر الدين الإسلامي؛ فقد بلغ عدد الحاصلين على الشهادة العالمية "الليسانس - أو البكالوريوس" منذ افتتاح الجامعة الإسلامية سنة ١٣٨٢ حتى عام ١٤١١هـ ٨٠٨٧ طالبًا، ينتمون إلى ٩٢ دولة، وبلغ عدد الحاصلين على درجة الماجستير منذ أن افتتح قسم الدراسات العليا بالجامعة سنة ١٣٩٥ (٣٧١ طالبًا)، ينتمون إلى ٥٠ جنسية. أما الحاصلون على درجة الدكتوراه فقد بلغ عددهم ١٩٢ طالبًا، ينتمون إلى ٥٠ جنسية، وغير ذلك من الجهود ودعم الأقليات المسلمة، فضلاً عن دعم البلاد المنكوبة وبناء المساجد.
الملف السوري وحرب اليمن
جاء قرار طرد السفير السوري وإغلاق السفارة السورية بالرياض عام٢٠١٢ تأكيدًا لانزعاج السعودية من جرائم القتل والتشريد التي تقوم بها قوات الأسد ومليشيات حزب الله في سوريا؛ فالسعودية لم تكن صامتة أمام مذابح الشعب السوري؛ فقد استنكرت هذه الجرائم في كل المحافل الدولية والعربية، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل، ودعمت الشعب السوري بالمواد الغذائية والطبية والتبرعات.
وفيما يتعلق بملف اليمن وحرب عاصفة الحزم فقد جاءت في إطار وقوف السعودية مع المسلمين في كل الدول؛ إذ استشعرت حينها دورها مع الجار المسلم العربي ومحاولة انقلاب المليشيات الحوثية على الرئيس الشرعي حتى أطلقت عملياتها العسكرية، واستطاعت لأول مرة تشكيل تحالف عربي إسلامي لدحر التمدد الحوثي، ونجحت في استعادة كثير من المناطق.
جولة الملك سلمان الآسيوية
كانت رسالة القيادة السعودية واضحة عندما استهل الملك سلمان زيارته التاريخية الآسيوية بماليزيا وإندونيسيا؛ باعتبارهما دولتين إسلاميتين، كما أن إندونيسيا أكبر جمهورية إسلامية. وتم حين ذاك توقيع اتفاقيات استثمارية بمبالغ ضخمة، ثم أعقبها بجولة للأردن لحضور القمة العربية، وألقى كلمته الشهيرة التي تطرق فيها لأهم ملفين بالمنطقة، هما ما يجري للشعب السوري من قتل وتنكيل، وظروف حرب اليمن، وما يتعرض له اليمنيون من مليشيا الحوثي.
قمم الرياض الثلاث.. "والعزم يجمعنا"
وتحتضن الرياض اليوم وغدًا ثلاث قمم تاريخية، يحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيأول محطاته الخارجية التي استهلها بالسعودية لثقلها الإقليمي، وإيمانًا بدورها؛ لأنها تمثل العمق الإسلامي والسياسي. وستُعقد ٣ قمم، الأولى قمة السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والثانية قمة مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة الأمريكية، والثالثة بين دول العالم الإسلامي والعربي مع الولايات المتحدة الأمريكية. وستناقش القمم ملفات إرساء الأمن في الدول الإسلامية والعربية، ومكافحة الإرهاب.