"زيارات الملك الخارجية".. رِحال مبصرة توجه القرارات الدولية وتهجر الاستقطاب

بدأت منذ كان ولياً للعهد وطافت العالم من أمريكا للصين وتواصل بجولة شرق آسيوية
"زيارات الملك الخارجية".. رِحال مبصرة توجه القرارات الدولية وتهجر الاستقطاب

حفلت الأعوام الخمسة الأخيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عندما كان ولياً للعهد، ثم ملكاً للبلاد، بحراك سياسي مهم، تمثل في القيام بزيارات خارجية لعواصم عدد من الدول الخليجية والعربية والغربية والآسيوية؛ حيث رسخت هذه الزيارات ثوابت سياسة المملكة الخارجية، ومبادئ التعامل مع الدول الشقيقة والصديقة.

زيارات تحقق طموحات

ويؤكد متابعون أن الدول التي زارها خادم الحرمين، كانت حريصة على دعوة الملك إليها؛ للتباحث والتشاور وتعزيز العلاقات الثنائية، مشيرين إلى أن جميع الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين للخارج، حققت الكثير من التطلعات والطموحات التي سعت إليها المملكة، وكان لشخصية خادم الحرمين الشريفين، وما يتمتع به من مكانة عالية، كزعيم إسلامي، يقود الأمة العربية والإسلامية في الوقت الراهن، تأثيرها الكبير في تحقيق كل ما كان مأمولاً من هذه الزيارات، يضاف إلى ذلك الثقل السياسي والاقتصادي، والمكانة الدينية الرفيعة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية في العالم.

جولة شرق آسيوية

وبدأ خادم الحرمين الشريفين جولة خارجية، أمس، تنطلق صوب شرق آسيا، تشمل: ماليزيا، وإندونيسيا، واليابان، والصين، والمالديف؛ حيث تمثل هذه الدول ثقلاً سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً في القارة الصفراء، وتبعث الجولة -بحسب كثير من المتابعين والمراقبين- برسالة قوية مفادها أن المملكة منفتحة على الجميع، وترحب بالتعاون مع كل الدول، وأنها حريصة على تعزيز التوازن في علاقاتها بين الشرق والغرب، بما يفيد مصالحها ومصالح شعبها وأمتها، في تأكيد جديد على أن المملكة لا ترمي بكل ثقلها في كنف دول بعينها، وإنما توازن بين دول العالم وقاراته المختلفة، بما يحقق أهداف المملكة ويعزز ثوابتها.

تعزيز خليجي عربي

وتقوم السياسة الخارجية للمملكة على مبادئ وثوابت ومعطيات جغرافية وتاريخية ودينية واقتصادية وأمنية، وضمن أطر رئيسة مهمة، أبرزها حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتعزيز العلاقات مع الدول كافة، وبخاصة الخليجية والعربية والإسلامية، بما يخدم المصالح المشتركة لهذه الدول، ويدافع عن قضاياها، مع انتهاج سياسة عدم الانحياز، وإقامة علاقات تعاون مع الدول الصديقة، ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإقليمية والدولية.

مصر وأمريكا وتركيا

وسبق لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن قام بجولات خارجية، شملت عدة دول صديقة وشقيقة، وخلال العام الماضي شد -يحفظه الله- الرحال إلى 5 دول فقط، منها رحلتان خاصتان؛ حيث استهلّ زياراته الخارجية يوم 18 أبريل، بالتوجه إلى مصر للمشاركة في القمة العربية، بينما توجه يوم 26 يوليو إلى فرنسا في زيارة خاصة لمدة 7 أيام، غادر بعدها للمغرب لإكمال إجازته، ويوم 22 سبتمبر توجه خادم الحرمين الشريفين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وشملت زياراته -يحفظه الله- تركيا يوم 12 نوفمبر للمشاركة في قمة دول العشرين.

حلول لمشاكل المنطقة

ويحرص خادم الحرمين على زيارة الدول الخليجية، ومن هنا كانت زيارته الأخيرة، قبل أسابيع إلى البحرين وقطر والإمارات والكويت، وكذلك تركيا، وتركزت هذه الزيارت على ترسيخ العلاقات مع هذه الدول، وتنسيق الأدوار في مهمة إيجاد حلول لما تواجهه المنطقة من مشكلات سياسية عميقة ومتجذرة.

الإرهاب ودعم السلام

وتنوعت أهداف الزيارات التي قام بها الملك سلمان منذ توليه قيادة الحكم في المملكة قبل نحو أكثر من عام، بين دعم السلام في المنطقة، ومحاربة الإرهاب، وتعزيز الاقتصاد الوطني، وبناء علاقات سياسية واقتصادية متوازنة، وتقوية العلاقات مع عدد من الدول، ودفع التعاون الاقتصادي بين الجميع، وعرض وجهة النظر السعودية الثابتة تجاه العديد من القضايا الدولية والإقليمية بكل وضوح أمام العالم.

الاستقلالية والتكتلات

ويرى المتابعون أن سياسة خادم الحرمين الشريفين الخارجية، كانت واضحة وجلية منذ الأيام الأولى لتوليه مقاليد الحكم في المملكة، إذ اعتمدت على استقلالية الدولة، وبعدها عن حسابات المحاور أو التكتلات التي تجعلها دائماً في صف دول بعينها، مشيرين إلى أن الاتجاه نحو الشرق في الجولة المرتقبة، تعد بادرة ثقة وتواصل، رحبت بها الأوساط السياسية في القارة الصفراء، وقابلته بكثير من الود والترحيب.

زيارات قديمة ناجحة

ويسجل التاريخ للملك سلمان بن عبدالعزيز، قيامه بجولات خارجية ناجحة، عندما كان ولياً للعهد، أثمرت عن مكاسب عدة، مازال أثرها قائما حتى هذه اللحظة، وجاءت هذه الزيارات بناء على دعوات تلقاها من عدد من القادة، ففي الثالث من أبريل عام 2012 كانت الزيارة إلى العاصمة البريطانية لندن، التي استمرت عدة أيام، تباحث فيها عن مجمل الأوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، وفي 12 أبريل من العام نفسه، قام -يحفظه الله- بزيارة الولايات المتحدة، وأكد خلال لقائه بأبنائه في الملحقية العسكرية السعودية في واشنطن، أنهم خير سفراء للوطن، واستقبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما خادم الحرمين في البيت الأبيض.

وفي 6 يونيو 2012 وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مدريد في زيارة لمملكة إسبانيا بدعوة رسمية، وفي مايو 2013، لبى الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة رسمية من عبدالله جول الرئيس التركي لزيارة تركيا، وفي فبراير 2014، قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بجولة آسيوية شملت باكستان واليابان والهند ودولة المالديف.

الصين وفرنسا وأستراليا

وفي مارس 2014 بدأ الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، أجرى خلالها محادثات رسمية مع القيادة الصينية وتم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، كما زار الملك سلمان فرنسا في سبتمبر 2014 في زيارة رسمية استغرقت 4 أيام، وفي 13 نوفمبر 2014، ترأس الأمير سلمان بن عبدالعزيز وفد المملكة المشارك في قمة العشرين التي عقدت في مدينة برزبن الأسترالية، التي شاركت فيها السعودية بوفد رفيع المستوى، وكانت الدولة العربية الوحيدة الممثلة في القمة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org