5 ساعات من الألم للأطفال المرضى بسبب تغيب طبيب بمستشفى الولادة بأبها

تشخيص عبر الواتساب.. والصحة لـ"سبق": الأطباء كانوا مشغولين بحالات أخرى
5 ساعات من الألم للأطفال المرضى بسبب تغيب طبيب بمستشفى الولادة بأبها

تسبب غياب أحد الأطباء بمستشفى الولادة والأطفال بأبها في تفاقم حالة عددٍ من الأطفال المرضى الذين اكتظ بهم المستشفى فجر يوم أول أمس الاثنين.

وفي التفاصيل، وثقت "سبق" الحالة، حيث كان غياب الطبيب المختص قد أثار حفيظة أولياء أمور الأطفال المرضى الذين احتشدوا أمام مكتب المدير المناوب مستنكرين ما يحدث من إهمال ليحاول بدوره الوصول إلى الطبيب المعني إلا أن كل النداءات والاتصالات من قِبل إدارة المستشفى باءت بالفشل في العثور على الطبيب المختفي ما حدا بمرافقي الأطفال إلى الاتصال على الرقم الساخن لوزارة الصحة 937 ليتم نقل معاناتهم وشكواهم من عدم وجود أحد الأطباء المعنيين مما فاقم من حالات أبنائهم الصحية من جراء الانتظار الطويل.

وقال أولياء أمور الأطفال المرضى إن كل طبيب يحيل على الآخر إلى أن وصل الأمر إلى الإحالة على طبيب غير موجود على الرغم من مناوبته وقام بعض المسؤولين في المستشفى المعني بالأمر بالبحث عن الطبيب في كل الأرجاء والأقسام سيرًا على الأقدام بعد تعذر استجابة الطبيب لنداءات المستشفى التي كانت تنبعث في كل أرجاء المصحة إلى جانب الاتصالات المباشرة على جواله إلا أنه تجاهل كل اتصالات الإدارة .

وحضر الطبيب المختص عند الساعة الثامنة صباحًا بعد تقديم البلاغ من قِبل ذوي الأطفال المرضى لوزارة الصحة ليفاجأ بغضب وسخط أولياء الأطفال المرضى الذين كانوا في أسوأ حالاتهم إلا أن حالة الارتباك التي كان يعيشها جعلتهم يلتزمون الصمت .

وكان "ريان" – 9 سنوات – قد حضر إلى مستشفى أبها للولادة والأطفال عند الساعة الثالثة صباحًا على إثر حادث دهس تعرض له لتكشف الأشعة التي تم إجراؤها له وجود كسر أسفل الركبة وبعض السجحات لتبعث الأشعة بوساطة الواتساب للطبيب المختص غير الموجود في المستشفى وفق ذوي الطفل والذي وجّه بدوره بعمل الجبس إلا أن الطفل مكث ساعات على السرير الأبيض بالطوارئ يصارع الألم قبل أن يحضر الطبيب المختص.

وقضى الطفل ووالده 5 ساعات انتظارًا للطبيب المعني، حيث قال عبدالله فواز الشهري والد ريان حضرنا عند الثالثة فجرًا بعد تعرض ابني لحالة دهس سيارة ومكثنا إلى الساعة الثامنة صباحًا ننتظر الطبيب المختص، مشيرًا إلى أنه قضى تلك الساعات ينظر إلى ابنه الذي يتألم وقلبه ينفطر ولم يغادر المستشفى إلا عند الثانية عشرة ظهرًا .

أما "رفيف" طفلة الثمانية أشهر والتي حضرت عند الساعة 4.45 دقيقة ومكثت إلى الساعة الثامنة فلم تنقطع دموعها عن خديها بسبب تعذر الإخراج لديها والألم الذي كان ينخر جسدها النحيل.

ويقول عبدالله محمد العماري والد الرضيعة "رفيف": لدي تأمين صحي وقمت بمراجعة أحد المستشفيات الخاصة بأبها والذي نتعامل معه إلا أن طبيب الأطفال كان في إجازة ما جعل الخاص يحيلنا إلى هذا المستشفى وكان قدر ابنتي أن تتجرع الألم الذي كان يعتصر فؤادي وفؤاد والدتها قرابة أربع ساعات انتظارًا لحضور الطبيب المختفي.

أما الطفلة "جوري" ذات الثمانية أعوام فلم تكن تعلم أن عبثها بقطعة حديدية حادة سيقودها إلى هذا المكان بعد أن راجعت في البداية مستشفى رجال ألمع في تهامة منطقة عسير الذي أوضح لوالدها ضرورة تحويلها إلى مستشفى الولادة والأطفال بأبها إلا أن الموافقة والرد على طلب التحويل قد يأخذ وقتًا ليقرر الوالدان نقل ابنتهم بسيارتهم عبر عقبة الصماء ذات الانحدارات الصعبة ليصلوا إلى المستشفى ويتفاجؤون بعدم وجود الطبيب لينضموا إلى طابور الانتظار إلى أن وصل متأخرًا .

وأمام هذا طالب ذوو الأطفال وزير الصحة بسرعة التدخل وفتح ملف التحقيق في الإهمال الذي شهده المستشفى المعني بالأمر وقالوا إن الخدمات الصحية في عسير بحاجة إلى التفاتة عاجلة منه وحملوه مسؤولية ودموع وآلام أطفالهم .

أما الطفل "ريان" فببراءة الطفولة قال يا وزير صحتنا هل يرضيك حالي .؟!

وكان الطبيب المعني قد حضر عند الساعة الثامنة تمامًا بعد خمس ساعات من حادث دهس ريان والذي باشره المرور والجهات ذات العلاقة في المستشفى قبل أن يباشره الطبيب المعني والذي كان الأولى وفق ذوي المرضى أن يكون هو أول من يستقبل الحالة .

ومن جهة أخرى، قال سعيد بن عبدالله النقير المتحدث الرسمي باسم صحة عسير لـ "سبق" إنه تم التواصل مع الإدارة الطبية بمستشفى أبها وأفادوا بأن الحالتين حضرتا إلى قسم الطوارئ (قسم الأطفال) وقت صلاة الفجر وكانت الحالة الأولى حالة دهس والأخرى ابتلاع جسم معدني منذ عدة أيام وقد تم معاينة هذه الحالات من قِبل أطباء الطوارئ وقدمت لهما العناية الطبية اللازمة فور وصولهما حيث كانت حالتهما - ولله الحمد - مستقرة وللتأكد بشكل أشمل تم إشعار طبيبي الجراحة والعظام المناوبين لمعاينة الحالتين اللذين كانا مشغولين بمتابعة ومعاينة بعض الحالات داخل أقسام التنويم بالمستشفى وبعد شرح الحالة لهم من قِبل طبيب الطوارئ قاموا بإعطاء الطبيب كل التعليمات والإجراءات الطبية من الأقسام الداخلية هاتفيًا للتعامل مع الحالات حتى ينتهوا من الحالات التي لديهم حيث تم بعد ذلك حضورهم وقاموا بمعاينة الحالات من قبلهما والاطمئنان على وضعهما الصحي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org