ساكن البيت الأبيض الجديد.. وعد بتمزيق اتفاق طهران وحديث عن "ناتو" عربي

"ترامب" غازل "بوتين".. ومستشاره اللبناني: هكذا يرى الخليج و"حزب الله" وإيران
ساكن البيت الأبيض الجديد.. وعد بتمزيق اتفاق طهران وحديث عن "ناتو" عربي
تم النشر في

قلب المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري دونالد ترامب كل التوقعات والاستطلاعات التي نصّبت "كلينتون" رئيساً لأمريكا، بفوزه اليوم بانتخابات الرئاسة ليصبح الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة، حيث جاءت النتيجة على ما يبدو إثر السياسة الداخلية والخارجية لـ"أوباما"، والتي انعكست بشكل سلبي على نتائج الانتخابات، حيث خرجت الأغلبية الصامتة وهم البيض في أمريكا؛ ليصوتوا بشكل جماعي، ويقلبوا الطاولة في وجه الديمقراطيين الذين يسيطرون على وسائل إعلامهم، والتي وصفها "ترامب" بالخصم الكبير.

ويبدو بشكل لا لبس فيه أن الأمريكان ضاقوا من النظام الطبقي في واشنطن ومن سيطرة الفاسدين والمتنفذين بسياسات أمريكا الداخلية والخارجية ووسائل إعلامهم، فأرادوا كسر النظام القائم على المصالح والمحسوبيات واللوبيات بشكل ساحق. مرتضين بوعود "ترامب" في معالجة الأمور وسياسته الداخلية والخارجية.

"سبق" تستطلع أبرز مواقف الرئيس دونالد ترامب حول سياسات المنطقة:

لا تنبؤ بخطواته

يصف المراقبون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه شخص لا يمكن التنبؤ بخطوته التالية، وقد اعتبر البعض أن هذه ميزة له لا مثلبة عليه، تحت شعار "دع خصومنا يضيعون وهم يحاولون أن يتنبأوا بخطوتنا التالية".

لكن المشكلة التي يحاول المحللون أن يجدوا لها مبرراً هي عدم الانسجام في أحاديثه والتناقض واللاواقعية والجهل بمجريات الأمور.

خمسة مستشارين

لقد اختار "ترامب" خمسة أشخاص لتقديم المشورة له في السياسة الخارجية، ومنهم اللبناني وليد فارس الذي جاء من خلفية "حزب الكتائب"، والذي صنّف على أنه خبير في مكافحة الإرهاب.

كما اختار جيف سيشنز كبير مستشاريه في السياسة الخارجية، وهو من أكثر الجمهوريين محافظةً وتعصباً وتأييداً لـ"إسرائيل"، وأحد الذين تحمسوا للحرب على العراق، ونزل في الشارع مع المتظاهرين المؤيدين للحرب.

"ترامب" والخليج

يقول مستشار "ترامب" اللبناني الأصل وليد فارس إنّ مرشحه متسمك بالتعامل مع "حزب الله" كتنظيم إرهابي، وإنّ العلاقة مع السعودية ودول الخليج ستكون ممتازة. لا بل هو يعدهم بحلف "ناتو" عربي قوي ومميز لمواجهة طهران في المنطقة.

نووي إيران

وبخصوص التعامل مع إيران دعا الرئيس الأمريكي "ترامب" إلى تمزيق صفقة النووي مع طهران، ووصفها بالاتفاق السيئ جداً في ما يتعلق بالملف النووي. كما دعا إلى مواجهة الاستفزازات الإيرانية في مياه الخليج العربي متوعداً السفن الحربية الإيرانية بإغراقها فوراً.

غزل روسي

ودخل الرئيس دونالد ترامب في غزل مفتوح مع روسيا في سوريا، كما أن استراتيجيته تعطي أولوية لمحاربة "داعش" وضمان موقع الأقليات، هذا الكلام عبّر عنه "ترامب" في خطابه الأخير بالقول إنّ هناك مذبحة ضدّ المسيحيين في سوريا والعراق، كما قال أكثر من مرّة إنّه معجب بالرئيس فلاديمير بوتين.

العراق والإرهاب

وفي العراق دعا إلى إرسال قوّة عسكرية ضخمة لضرب "داعش" في العراق، حيث من المرشح أنّها قد تشمل 43 ألف جندي. لكن السؤال هل يعود الاحتلال الأمريكي للعراق بعد حرب عارضها "ترامب" كما يزعم، واستمرت ثماني سنوات، وكلفت جورج دبليو بوش إرثه السياسي؟

وسيبقى ملف مكافحة الإرهاب على رأس أولويات "ترامب"، وهذا الموقف سيؤثر على قراراته المتعلقة بشروط الهجرة والتأشيرات والزيارات، وقد تتأثر به دول ذات جاليات إسلامية كبيرة مثل فرنسا.

سفارة أمريكية إلى القدس

أما موقفه من الصراع "الإسرائيلي"- الفلسطيني فتغير كثيراً، فبعد أن كان يقول أنا محايد ولا أحتاج أموال اليهود عاد واصطفّ تماما داخل الموقف "الإسرائيلي"، ولم يعد يطرح فكرة حل الدولتين الذي تبناه الرئيس الجمهوري الأسبق جورج بوش عام 2002.

وبرغم حديث "ترامب" عن العمل على اتفاق سلام، إلا أنه قد قال إن من حق "إسرائيل" توسيع الاستيطان في الضفة الغربية، وتعهّد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. فهل يبادله الجميل رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو؟

ملفات دولية

يعتقد "ترامب" أن العالم يستغل الولايات المتحدة في كل المجالات العسكرية والاقتصادية، وتكاد البلاد تنزلق إلى مستوى دولة من دول العالم الثالث.

ويؤكد أنه في حال انتخابه سيغلق العديد من القواعد العسكرية غير الضرورية، ويطالب الدول التي تحتضن قواعد عسكرية أمريكية أن تدفع أموالاً مقابل حمايتها مثل اليابان وألمانيا وكوريا الجنوبية. كما وعد "ترامب" بتقليل الالتزام الأمريكي في حلف الناتو، وسيطلب من الأوروبيين مضاعفة مساهماتهم في ميزانية الناتو.

العداء للصين

وبالنسبة للصين يرى الرئيس "ترامب" أن الصين هي عدو الولايات المتحدة الأول، وتسلب منها مليارات الدولارات وليس روسيا. ودائماً ما يردد قائلاً: "على الصين أن تنهي وجود كيم إل أون، رئيس كوريا الشمالية بطريقة أو بأخرى؛ لأن الصين تتحكم فيها تماماً".

وفي مجمل الأمور ينبغي التسليم بأن فوز "ترامب" سيغير أمريكا بشكل كبير أو على الأقل سيجعلها تبدو منقسمة على نفسها، وسيثير هذا الانتصار الكثير من الحبر والتحليلات بهذا الفوز الكبير لشخص شعبوي استطاع أن يعرف ماذا يريده الناخبون البيض، ولعب على هذه الأوتار بدقة، ولم يتراجع عنها حتى بلغ الرئاسة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org