"سبق" تكشف اللحظات الأخيرة في حياة نائب المدير العام للمرور "الحربي"

​سدَّد مخالفة عن محتاج ورفض التلاعب بنسبة لصالح قريب وكان على موعد غداء
"سبق" تكشف اللحظات الأخيرة في حياة نائب المدير العام للمرور "الحربي"

"أبو الابتسامة"، كما يسميه زملاء العمل، و"فقيد الوطن" و"شهيد الواجب"، المغفور له -بإذن الله- اللواء وصل الله الحربي، الذي انتقل إلى جوار ربه أمس بعد حادث تصادم وجهًا لوجه مع مركبة أخرى في طريق لطالما حذر من خطورته قبل موته.
 
 "سبق" نقلت تعازيها لإخوان وأقارب وجماعة الفقيد، وكشفت جانبًا من سيرة الفقيد العطرة، واستطاعت إخراج بعضها على الرغم من عظم المصاب وشدته، المتمثل في موت الفجأة، كان آخرها قبل وفاته بدقائق معدودة؛ إذ أجرى اتصالاً بإحدى بنات إخوانه، مفيدًا بأنه سيحضر للغداء عندهم، وسيحضره على حسابه بعد إنهاء عمله.
 
وفي أحد المواقف التي تمثل الأمانة، وتحمُّل المسؤولية، وقع حادث سير بين أحد من جماعته ومقيم آخر من جنسية آسيوية، وكانت نسبة الخطأ على قريبه أكثر، فطلب منه القريب أن يعدل في نسبة الحادث لصالحه، إلا أنه رفض بشدة أن يفعل مثل هذه المخالفات، وأكد للقريب أن تكاليف مركبته سيتحملها هو على حسابه الخاص.
 
ويروي أحد أقارب الفقيد أنه ذات مرة، وأثناء وجوده في مكتبه، دخل عليه أحد كبار السن، يطلب منه خفض قيمة مخالفات عليه تجاوزت 1500 ريال، مفيدًا بأنه لا يملك معه إلا مبلغ 100 ريال، ويشكو قلة اليد، فبادر المرحوم - بإذن الله - بإجلاس المسن بمكتبه، وأرسل أحد رجال المرور بمكتبه، وسلمه بطاقة الصراف خاصته، وسدد مخالفات المسن كاملة، وسلمه الإيصال.
 
وذكر عن الفقيد أنه كان صاحب بر لوالديه اللذين يعيشان في غيبوبة منذ مدة طويلة، ويرقدان بمستشفى الحرس الوطني، ويقوم بزيارتهما بشكل شبه يومي، إضافة إلى كفالة أيتام، كان يتولى أمرهم.
 
وقال أقاربه: "عندما كان يحضر إلى جدة لزيارة أهله، وهو خارج الدوام، كان ينزل الميدان، وآخرها وقت هطول الأمطار التي كانت على جدة الجمعة الماضية".
 
وأضافوا: "في يوم وفاته خرج من منزله باكرًا على طريق لطالما حذر منه ومن أخطاره، ليُفاجأ بمركبة تتجاوز أخرى، وتقابله وجهًا لوجه، وينتج من ذلك حادث تصادم عنيف، توفِّي فيه اللواء وصل الله الحربي، بينما أصيب الأطراف الآخرون بإصابات عديدة؛ ليكون وقع الخبر على محبيه ومن عرفوه كالصاعقة".
 
 واستدركوا: "إلا أن احتساب الأجر، وطلب ما عند الله، ساهما في تخفيف المصاب، إضافة إلى كثرة من حضر لأداء العزاء، وتقديم الواجب من مختلف الجنسيات والدول، يسألون الله له الرحمة والمغفرة، ولذويه الصبر والسلوان". 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org