تكشفت لـ "سبق" تفاصيل اختفاء قاضي دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف، الشيخ محمد الجيراني، صباح اليوم في القطيف، حيث اختطفته مجموعة ملثمة أثناء خروجه من منزله بجزيرة تاروت التابعة لمحافظة القطيف في نحو الساعة 9 صباح اليوم الثلاثاء.
وقالت المصادر: "إن الشيخ الجيراني كانت حياته طبيعية، وكان آخرها أمس قبل اختطافه، واليوم صباحا تعرض لعملية الاختطاف، وعلى الفور تعاملت الجهات الأمنية مع الحدث وحضرت للموقع بأسرع وقت وقامت بتطويق موقع الجريمة"، وأكدت المصادر أن الشيخ الجيراني حاول مقاومة المجموعة الملثمة التي اختطفته، إلا أنهم اقتادوه للمركبة علي الرغم من محاولة زوجته مساعدته، إلا أنها لم تستطع.
وأضافت المصادر: أن المركبة التي اختطفت الشيخ الجيراني جيب لون أبيض، ولكن لم يتم تحديد نوع المركبة، فيما تم العثور على حذائه والمشلح الذي كان يرتديه في موقع الحدث.
"سبق" تواصلت مع عميد أسرة الجيراني أحمد الجيراني الذي نفى الشائعات المتداولة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، عن أنه تم العثور على الشيخ الجيراني مقطوع الرجل وفي غيبوبة ومضروبا في الجمجمة، وهذا كله غير صحيح وهدف هذه الشائعات هو التعب النفسي لنا كأسرة الجيراني.
وقال عميد أسرة الجيراني: إن أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف متابع بصفة شخصيه للقضية، إضافة إلى محافظ القطيف خالد الصفيان مع الجهات المعنية. ووجّه عميد أسرة الجيراني رسالة لأبناء القطيف قائلا: "علينا أن نتحد ونتكاتف مع الجهات الأمنية لمواجهة أعداء الوطن ومهما حدث لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن وطننا وهذا واجب علينا ولن نترك لخفافيش الظلام وعملاء الشيطان أن يحولوا واحة القطيف لبلدة غير آمنة، ولا بد على كل مواطن أن يبلغ عن أي شخص حتى وإن كان أقرب قريب له، ابن أو شقيق أو أي شخص، الجهات الأمنية ليصلح حاله قبل أن يضيع ، فهذا البلد بلدنا وسندافع عنه وسنحميه مهما كان الثمن.
وكان الشيخ الجيراني تعرض للاعتداء مرتين سابقاً، حيث قام مجهولون بالاعتداء على ممتلكاته الخاصة، والتي كانت متوقفة أمام منزله الثاني في حي الدخل المحدود بجزيرة تاروت. وكان مجهولون أضرموا النار في منزل وسيارة القاضي الجيراني فدمرته بالكامل، وتسبّب الحادث في ترويع وإصابة اثنين من أبناء القاضي بجروح متفاوتة واختناق عدد من أفراد عائلته، في حادثة استغرب لها الكثير من أبناء محافظة القطيف. وأنقذ أهالي الحي العائلة من موت محقق إثر اندلاع الحريق بمنزلهم الكائن ببلدة الربيعية، حيث أصيبوا بالاختناقات جراء كثافة الأدخنة، بعدما حاصرتهم النيران قبل وصول فرقة الدفاع المدني إلى موقع الحادث، التي سيطرت على النار قبل امتدادها إلى بقية المنزل.
وأضاف الجيراني: "من المؤكد أن ما حدث فعل مدبر ومقصود"، لافتا إلى إصابة اثنين من أبنائه بحروق بسيطة جراء اندلاع الحريق، مشيرا إلى أنه لا علم له بمن قام بهذا العمل المشين وأنه لم يتلقَ تهديدات من قبل.
وعُرف عن الشيخ الجيراني شدته في تصريحات صحفية بالأخذ على أيدي الفئة التي تحاول المساس بأمن هذه البلاد المقدسة، مشيرا إلى أن منفذي أعمال الشغب بمحافظة القطيف هم قصر وغير راشدين ولا أحد من العقلاء والحكماء يوافقهم على أعمالهم، وهذا الأمر مرفوض من أهالي محافظة القطيف، ومن قام به هم فئة قليلة جدا ولا تمثل أهالي القطيف الشرفاء، ويعمل الشيخ الجيراني قاضيا مكلفا في دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف، ويتخذ من مكتبه مقراً لإمضاء عقود الزواج والطلاق وما يتعلق بأعمال الدائرة.