جذبت لوحة "اسألني عن سبب إصابتي" زوار معرض أسبوع المرور بمنطقة تبوك التي كان لإجابتها عنها بالغ الأثر عن خطورة القيادة بتهور، وما يترتب عليها من حوادث مرورية شكلت هاجسًا شغلت فيه نسبة عالية من أسرَّة الطوارئ في المستشفيات.
المشرف على تلك اللوحة هو "سالم الشامان" أحد مصابي الحوادث التي تسببت في إصابته بالعمود الفقري جعلته على كرسي متحرك منذ 15 عامًا.
وأظهرت مقاطع فيديو لـ"الشامان" وهو يتجول في المعرض على كرسيه؛ حيث لفت انتباه مشاهديه لمعرفة حكاية صاحب الكرسي المتحرك.
وروى "الشامان" لـ"سبق" الساعات الأولى للحادث التي وصفها بالمؤلمة؛ حين قذفته السيارة بسبب عدم ربطه حزام الأمان إلى مسافة بعيدة، لم يشعر حينها بمن حوله؛ حيث كان يرافق أحد أقربائه الذي يقود سيارته بسرعة عالية جدًّا على طريق "تبوك - ضباء" في عام 1423هـ.
وقال: "لم ندرك حينها مخاطر السرعة ولا حتى مخاطر عدم ربط حزام الأمان، وحين قذفتني المركبة تم نقلي عن طريق الجمهور، وهي خطورة أخرى كانت أحد أسباب إصابتي بالشلل، إلى جانب قوة خروجي من السيارة أثناء الحادث".
وتابع "الشامان": "بقيتُ في سرير المستشفى عامًا ونصف العام تمر فيها الدقائق كأنها أيام من شدة الألم الذي تعرضت له، وكان عمري حينها 17 سنة، حتى فاجأني الطبيب ذات يوم بحقيقة الإصابة، وأنني سأبقى طوال عمري على الكرسي المتحرك".
وأضاف: تغلبت على إصابتي ومارست حياتي كغيري، إلا أن ألم الحادث لا يزال في مخيلتي، بل إنني دائمًا ما أنقل قصتي ليعرف قائدو المركبات خطورة السرعة، والمتجمهرون مخاطر نقل المصابين قبل وصول الفرق الإسعافية التي قد تضاعف الإصابات إلى حد يصل إلى الإعاقة أو الوفاة.
يذكر أن "الشامان" يعد اليوم ناشطًا حقوقيًّا ونائبَ رئيس المسؤولية الاجتماعية لذوي الإعاقة بمنطقة تبوك، ومدربَ مهارات استخدام الكرسي المتحرك لحديثي الإصابات، وقائدَ فريق "نحن قادرون" التطوعي.