"سبق" في جولة ميدانية تكشف الأوضاع المأساوية لـ 20 قرية في بيش وصبيا بسبب السيول

فيضان بيش يحتجز الآلاف بعد 24 ساعة .. إزالة الطريق الدولي وجهود لاحتواء المياه
"سبق" في جولة ميدانية تكشف الأوضاع المأساوية لـ 20 قرية في بيش وصبيا بسبب السيول

كشفت جولة ميدانية، لـ "سبق"، عن أوضاع الفيضان بعد يوم كامل منذ أن فاض سد وادي بيش، في جازان؛ بسبب منسوب المياه الذي يوازي سعة السد الكلية، والسيول والأمطار، وزيادة فتح بوابات السد المتأخّر -بحسب الأهالي- وبعدما توافدت السيول إليه.

 

واتهم الأهالي وزير المياه والكهرباء، بالصمت حتى هذه اللحظة، عن التوضيح، أمام حجم الأضرار الكبيرة التي حلّت بمنطقة جازان، وتحديداً في محافظة بيش وأطراف بمحافظة صبيا، من فيضان السد، التي تمثلت في تضرر أكثر من عشرين قرية، ما بين غمر واحتجاز وقطع طرق، وتسبّبها في أضرار شديدة لا يعرف حجمها سوى الأهالي -على حد وصفهم- في القرى الذين يعيشون المعاناة منذ الصباح الباكر حتى هذه اللحظات.

 

وتساءل عددٌ من أهالي القرى والمناطق المتضررة: أين وزير المياه؟ ولماذا يلتزم الصمت عن هذه المعاناة الشديدة، التي كان سببها الرئيس هو وجود كميات مياه كبيرة في السد؟ ولماذا لم يتم التحقيق فيما حدث للمشاريع الحكومية المليونية التي لم تقاوم سويعات الأمطار؟!

 

 جولات ميدانية

"سبق"، ومن خلال جولات ميدانية على معظم القرى المتضرّرة في منطقة جازان، عاشت معاناة الأهالي في الاحتجاز بقرى مركز العالية، ظهر أمس، ووثّقت كميات المياه الكبيرة جداً التي دهمت القرى، وكذلك مواقع جريان المياه القديمة، التي لم تنفذ فيها سدود حماية أو جسور لعبور الوادي وحماية المواطنين؛ ما يكشف عن إهمال صريح من وزارتَي البلديات والنقل وعدم توقّع المخاطر التي حصلت اليوم.

 

جسر وادي بيش

في جسر وادي بيش، ارتفعت فيه منسوب الرمال منذ فترة طويلة ولم تتحرّك الجهات المعنية لنهلها، وتوسعة مجرى الوادي من أسفل الجسر، ومع فيضان السد باتت فتحة الجسر ليست كافية؛  ما تسبّب في خروج المياه إلى فوق الجسر عن جانبيه، واتجه سريان المياه إلى القرى والمنازل المجاورة في العزامة، وأغلق الطريق الدولي حتى تمّ فتحه متأخراً، وكذلك ٤ عبّارات أقفلتها "البلدية" للحزام، جنوب السوق وشرقه وجرفتها السيول.

 

لجنة العقوم

قال الأهالي: إن "لجنة العقوم"، منذ فترة لم تتجوّل داخل مجرى وادي بيش عقب الجسر، حيث تسبّبت عقوم ترابية -بحسب رؤيتهم-  في الغرق الذي تعرّضت له قرية الميلة، حيث تحوّلت المياه إليها ومحاصرتها.

 

مجرى الوادي القديم

فيما واصل مجرى الوادي القديم، قطع طريق قريتا "العزامة" و"السلامة" ويحتجز القريتين منذ فترة طويلة، ولكن البلدية لم تتحرّك حتى هذا اليوم لبناء جسر أو عبّارة، لتتكرّر المأساة وتنعزل السلامة هذا اليوم، وهو طريق لسكان مركز العالية كافة.

 

طريق الدهناء

طريق الدهناء، وهو ممر الوادي والطريق الرئيس الذي يربط العالية بالدهناء؛ حيث يعزل الوادي قرية الدهناء، رغم وجود عبّارة صغيرة لا تساوى حجم مياه وتدي بيش المعروفة منذ عقود.

 

"العالية - العشة"

كذلك طريق العالية - العشة، الذي انقطع أمس سبب السيول أيضاً، وأشار عددٌ من الأهالي إلى وجود عقوم تسبّبت في تحويل مجرى الوادي إلى الطريق وجزء بسيط الى الجسر في العشة، فيما فتحت حركة السير عليه.

 

طريق جازان - جدة الدولي

قال عددٌ من المواطنين: إن القرى التي تضرّرت أمس لا تحصى، وأكّدوا أن جميع قرى محافظة بيش وقرى محافظة صبيا -تقريباً- تضرّرت، وحدّدوا أكثر من عشرين قرية قالوا إنها الأكثر ضرراً، ومازالت تحاصر بالمياه مركزَي "قوز الجعافرة" و"العالية"، وأضافوا أن غيرهما الكثير، وأكّدوا أن البلديات بمعدات محدودة والدفاع المدني والطيران مازالت تواصل مهامها، فيما وصل وادي بيش إلى طريق جازان - جدة الدولي الجديد من جانب قرية السبخة؛ حيث تتجمّع المياه هناك؛ لعدم وجود تصريف الى البحر، وهو طريق الوادي القديم.

 

تواصل المأساة حتى صباح اليوم

مازالت قرى: السلامة و المحاصية ونورة وقلبيه والحنقفة والأثلة وعوانة ومركز قوز الجعافرة والعرضة والميلة  والدهناء والقرى المجاورة لها وكذلك قرى العواجمة وشهده ، وجميما،   تعاني من فيضان السد حتى اللحظة ويحتجز أهالي بعضها داخل منازلهم ، وأخرى تنقطع طرقها ، الرئيسية والفرعية ، ورصدت "سبق" تواصل المأساة حتى صباح اليوم وجريان مهول لوادي بيش  .

 

طالب عددٌ من الأهالي بالتحقيق فيما حدث في جازان من جرّاء "غامرة"، وقالوا: يجب ألا ينتهي عند لجان التحقيق في هدر المال العام، بمشاريع هشة لم تصمد أمام أمطار متوسطة، وكذلك حبس مياه الوادي في سد بيش ليفيض بشكل مهول ويحدث هذه المآسي.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org