سطر أفراد المنتخب السعودي لفئة الشباب لكرة القدم إنجازًا مهمًا للرياضة السعودية بضربهم عصفورين بحجر واحد أولها تأهلهم إلى نصف نهائي بطولة كأس آسيا تحت 19 عامًا، وثانيها حجزهم مقعد في نهائيات كأس العالم للمرة الثامنة في تاريخ الكرة السعودية .
وسلط هذا الإنجاز الأضواء كثيرًا على صاحب الكلمة العليا فيه وهو المدرب الوطني الشاب سعد الشهري الذي استطاع بحنكته وخبرته العودة بالكرة السعودية إلى المحافل الدولية وإلى مكانتها الطبيعية في خريطة الكرة الآسيوية من خلال تسطير الإنجازات الغائبة منذ فترة ليست بالقريبة والتي أسعدت الجماهير كثيرًا إلى جانب إعطائهم أملاً بأن مستقبل الكرة السعودية مبشر بالخير وبإمكانها استعادة أمجاد الماضي بتحقيق المزيد من الألقاب، ولعل أقربه هو كأس آسيا للشباب التي سبق وتوجنا بها عامي 1986 و1992.
من سعد الشهري
كلاعب
هو من مواليد 1977م، بدأ مشواره كلاعب في كل الفئات السنية لنادي الاتفاق حيث لعب لدرجتي الناشئين والشباب ومن ثم تم تصعيده للفريق الأول لينتقل إلى نادي النصر وهو مازال في سن العشرين عامًا وبقي معه لمدة 4 مواسم لكن لعنة الإصابات لم تساعده على تقديم مستواه الطبيعي ليعود بعدها إلى نادي القادسية وبعدها خاض عددًا من التجارب في أندية الدرجة الثالثة أبرزها في نادي الجبيل والثقبة حتى اعتزاله كرة القدم كما لعب للمنتخبات الوطنية في الفئات السنية حيث تولى مهمة القائد لمنتخب السعودية للشباب في كأس العالم 1999 بنيجيريا .
كمدرب
بعد ابتعاده عن كرة القدم كلاعب دخل سعد الشهري عالم التدريب عن طريق منتخب تعليم المنطقة الشرقية في موسم 2008 وقاده للفوز ببطولة المناطق ثم تولى الإشراف على فريق القادسية للناشئين وقاده إلى الصعود إلى الدوري الممتاز وبعدها استلم مقاليد الإدارة الفنية لفريق الشباب والذي حقق معه لقب الدوري لأول مرة في تاريخ النادي وانتقل الشهري بعد ذلك إلى المنتخب السعودي للشباب كمساعد مدرب قبل العودة من جديد إلى الأندية وتحديدًا النصر حيث استلم تدريب فريق الشباب بالنادي قبل أن يحط رحاله على رأس الجهاز الفني للمنتخب الشاب .
وللتعرف عن قرب عن إنجاز المنتخب الشاب بقيادة الجهاز الوطني كان لابد من أخذ آراء بعض من المدربين الوطنيين الذين أكدوا سعادتهم بهذا الإنجاز ولاسيما أنه جاء بأيدٍ وطنية، حيث قال المدرب الوطني علي كميخ: "في البداية علينا أولاً أن نقدم المباركة للوطن والقيادة السياسية على هذا الإنجاز إضافة إلى الاتحاد السعودي لكرة القدم والجماهير الرياضية".
وأضاف: "يجب أن نرفع القبعات للجهاز الفني على عملهم المميز، وهذا العمل لم يأتِ من فراغ، بل جاء من جهد مضنٍ وعمل امتد قرابة عام ونصف العام، وهذا الإنجاز له أسباب لعل أهمها الانسجام الواضح بين الجهاز الفني واللاعبين وتطور الجانب التكتيكي لدى اللاعبين من مباراة إلى أخرى إضافة إلى الجهد المبذول من اللجنة الفنية للاتحاد السعودي لكرة القدم التي كانت الداعم الحقيقي للمنتخب من خلال منحهم الثقة".
وأفاد بأنه يعرف سعد الشهري جيدًا قائلاً: "له باع طويل في كرة القدم بداية من ممارسته اللعبة كلاعب، حيث كان مميزًا إلى دخوله في عالم التدريب فهو شاب طموح ومثقف يملك كريزمة المدرب الناجح الذي يسير بخطى ثابتة ولكل مجتهد نصيب.
وأوضح أن عمل المدرب الوطني سعد الشهري جيد بكل ما تحمله الكلمة من معنى وهو ما ظهر جليًا من المستوى المتطور للمنتخب وارتفاع الرتم من مباراة إلى أخرى.
وأشار علي كميخ إلى أنَّ الفريق الخصم ليس بالفريق السيئ، فهو يمتاز بثلاثة أشياء القدرة على لعب الكرات الطويلة والسرعة وإجادة الالتحامات القوية بسبب امتلاك لاعبيه بنية جسمانية قوية ونصيحة لمدرب المنتخب أن يعمل على رفع التنظيم الدفاعي إلى أعلى مستوى على حساب الجانب الهجومي.
وأوضح أنَّه بالهدوء والتركيز العالي سنحقق الهدف الثاني المرسوم للمنتخب والتأهل إلى المباراة الختامية وأعتقد أن الجهاز الفني اجتهد بما لا يدع مجالاً للشك على تحفيز اللاعبين لمباراة دور نصف النهائي ومن ثم تحقيق الهدف الثالث التتويج بلقب البطولة.
في حين قال المدرب الوطني بندر الأحمدي: "الحمد لله هذا الإنجاز متكرر للمرة الثامنة في تاريخ منتخب الشباب، وهو ما أعاد للكرة السعودية هيبتها في القارة الآسيوية ولاسيما نحن غائبون عن المحفل الدولي منذ قرابة الخمس سنوات".
وتابع: "هذا الانجاز يعكس أن لدينا منتخبًا شابًا واعدًا سيأخذ على عاتقه إعادة الأمجاد للكرة السعودية إلى مكانتها الطبيعية سواء على الصعيد القاري أو الدولي".
وأشار إلى أنَّ ما قام به الجهاز الفني الوطني بقيادة سعد الشهري جهد يُشكر عليه فهو جهد مميز بدءًا من اختياراته الجيدة للاعبين مرورًا باختيار الأماكن الملائمة والمميزة للمعسكرات، إضافة إلى اختياراته الصحيحة بالنسبة للمباريات الاستعدادية.
وأوضح أن ما قام به سعد الشهري عمل كبير يعزز الثقة بالمدرب الوطني الذي ما إن أتيحت له فرصة حتى يستغلها على أكمل وجه من خلال الإبداع والتميز في عملها وذلك لقربه من اللاعبين وسهولة التواصل معهم.
وأكد الأحمدي أنَّ نصيحته إلى المدرب المميز سعد الشهري تتلخص أن يواصل على النسق نفسه من خلال تعامله الجيد مع ظروف المباراة بفرض أسلوبنا في اللعب وأخذ زمام المبادرة الهجومية مع إغلاق المنطقة الخلفية بشكل جيد من خلال تشديد الرقابة على مفاتيح لعب الفريق الخصم وعدم السماح لهم بلعب الكرات العرضية الساقطة خلف المدافعين كون لاعبيهم يمتازون بها، إضافة إلى منعهم من التسديد من خارج منطقة الجزاء خصوصًا الذين يجدون مثل هذه الضربات.