تقبع فتاتان سعوديتان في عالم المجهول بدولة الإمارات الشقيقة منذ ولادتهما قبل ما يزيد عن ثلاثة عقود ؛ حيث لا يوجد لديهما أي إثبات هوية سوى شهادات الميلاد الخاصة بهما صادرة من إحدى مستشفيات الإمارات ومصدقة من السفارة السعودية هناك ؛ ذلك بعد انتهاء جواز سفر والدهما الذي أصيب بفقدان في الذاكرة وكن مضافتين فيه سابقاً، وتم إسقاطهما منه بعد تجديده مؤخراً.
وفي تفاصيل المعاناة التي روتها لـ"سبق" إحدى الفتاتين -تحتفظ الصحيفة بكامل إثباتاتها ومعلوماتها-، أن والدها تزوج من أمها ذات الجنسية الإيرانية في عام 1405هـ وسكنا في إمارة دبي بدولة الإمارات ، وأنجب منها ابنتين هي وشقيقتها، وتمت إضافتهما في جواز سفر والدهما دون أن يحصل على كارت عائلة، وقبل نحو ١٠ سنوات مرض والدها بمرض أصابه في رأسه ونقل لألمانيا للعلاج هناك وبعد عودته بدا فاقداً للذاكرة، مما زاد معاناتهما وعدم التمكن من مراجعة الجهات المعنية لإضافة بناته بكارت عائلته.
وأضافت: "مرت السنوات دون أن أدرك وشقيقتي أننا بحاجة لإضافتنا في كارت العائلة، حيث لم نكن نعرف عن وجود كرت عائلة من قبل، وبعد أن واجهنا الكثير من الصعوبات في حياتنا اليومية أثناء دخولنا المستشفيات أو مراجعة المنشآت الحكومية التي تتطلب وجود إثبات هوية، عرفت أنه لا بد أن نضاف في كرت عائلة والدنا، وتوجهت إلى السفارة السعودية بالإمارات وقدمت لهم كامل الأوراق والإثباتات التي لدينا، وطلب إصدار جوازات سفر خاصة بِنَا وإضافتنا بكرت العائلة".
وأردفت: "تم توجيهنا لوكالة الأحوال المدنية التي ،أيضاً، قدمنا لها كافة الإثباتات عن طريق قريب لنا في السعودية كوننا لا نستطيع دخولها دون هوية شخصية أو جواز سفر، وما زالت معاملتنا دائرة بين أحوال مدينة الرياض وأحوال نجران حيث مسقط رأس والدي، ومضى أكثر من عام دون أن نجد تجاوباً مع طلبنا".
وناشدت الفتاة ولاة الأمر ، التوجيه للجهات المسؤولة بإنهاء إجراءات معاملتهما وإيقاف معاناتها وشقيقتها مع إثبات الهوية الذي تسبب في حرمانهما من الزواج أكثر من مرة، بعد انسحاب المتقدمين لهما بعد علمهم بأنهما مجهولتا الهوية ولا يوجد إثبات شخصي لديهما.