تصوير بندر الجلعود: المكان مدارس الرياض، والزمان ليلة أمس، والحدث حفل تخرّج؛ حضوره طلاب وأولياء أمور كان بينهم ضيفٌ فوق العادة.. إنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي سجّل حضوره الإنساني مجدّداً بمشاعر أبوية وبكلمة مرتجلة كأب قبل أن يكون ملكاً؛ فغالبته دموعه وهو يحضر حفل تخرُّج الأمير راكان، أصغر أبنائه، الذي أنهى دراسته الثانوية أمس.
وقال - أيّده الله - في كلمة ارتجلها: "أنا سعيد هذه الليلة أن أكون بينكم كأب، ولجميع أبنائنا؛ أبناء هذه البلاد والمقيمين الذين تخرجوا في هذه الليلة، إنه والحمد لله في بلادنا نفرح ونسر إذا رأينا أبناءنا، والحمد لله، على هذا المستوى من الرقي التعليمي.
نحن في هذه البلاد آباء وأبناء لحمة واحدة، نفرح لبعضنا ونقدّر نجاح بعضنا، والحمد لله أن بلادكم تتمتع بالتقدُّم في كل المجالات والتعليم، كما ترونه الآن في المدارس والجامعات كانت سنين طويلة لا يجد الإنسان مَن يقرأ كتابه، والآن الحمد لله أبناء بلادنا يتمتعون بالعلم والتعليم وفي كل مرافق الدولة من أبناء هذه البلاد.
أنا حضوري هذه الليلة وإن كان كأب لراكان بن سلمان، لكني أب لكم كلكم وأخ للآباء كلهم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
يُذكر ان الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الرئيس الفخري لمدارس الرياض منذ تأسيسها قبل 47 عاماً وظل يرعاها حتى آتت أكلها وأصبحت صرحاً شامخاً من صروح العلم في المملكة، وقال المليك في إحدى كلماته عن المدارس: "باعتباري الرئيس الفخري للمدارس، أنظر إليها وقد بلغت هذا المستوى التعليمي والتربوي المتميز، وأتذكر بدايات التأسيس والسنوات التي مرت بها متنقلة من طور الي طور كالوليد ينمو بحنان الأبوة، ورعاية المخلصين، يتمنون أن يروه يافعاً في وقت قُصير وقد اشتد عوده وأثمر عطاؤه، تلك هي المدارس التي درجت أمامنا بخطى وئيدة في بادئ الأمر، ثم تسارعت الخطوات إلى الأفضل حتى جاءت على أجمل وأبهى ما يحب المرء ويتمناه".
وتشهد مدارس الرياض منذ أربعة أعوام مرحلة تطويرية رائدة بتوجيه من سمو رئيس مجلس الإدارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وذلك بعد أن تم التعاون مع مجموعة استشارية عالمية لتطوير البرامج التعليمية، وتوظيف أحدث أساليب التقنية لخدمة التعليم والتعلم لتكون نموذجاً رائداً يُحتذى به في مدارس المملكة، يسهم في إعداد قيادات شابة وكفاءات وطنية تشارك في بناء الوطن، وتوطيد دعائم نهضته وتكون بمخرجاتها رافداً من روافد الرؤية الوطنية للمملكة 2030.
يُذكر أن عدد خريجي مدارس الرياض وصل إلى 1549875 خريجاً منذ تأسيس المدارس عام 1390 هـ.