يشارك الأطفال في المدينة المنورة في إعداد وتجهيز الموائد الرمضانية في رحاب المسجد النبوي الشريف، من حمل الأطعمة ومكونات الموائد، إلى تجهيز الموائد الرمضانية، بترتيب وتنسيق، حيث يعمل الأطفال بإخلاص وتفان في إعداد وتجهيز الموائد الرمضانية داخل المسجد النبوي الشريف، أو في الساحات الخارجية للمسجد، ويزينون الموائد بأناملهم الصغيرة، وسط إعجاب المعتمرين والزوار وقاصدي المسجد.
وقد سخر الأطفال أنفسهم في خدمة الصائمين منذ الصغر كي تجري هذه الخصلة في دمائهم وتبقى حتى الكبر, وهي عادة يتوارثها أطفال طيبة الطيبة جيلا بعد جيل, فكبار السن يتذكرون اليوم ويعيدون شريط الذكريات بأنهم كانوا يوما هنا في هذا المكان, كانوا يعملون مع آبائهم في تجهيز الموائد الرمضانية, واليوم أبناؤهم يتحملون المسؤولية وينذرون أنفسهم في خدمة الصائمين في رحاب المسجد النبوي الشريف, يغرسون في نفوس أطفالهم منذ الصغر الحب والتعاون وخدمة الصائمين لا يرغبون من ذلك سوى الأجر والمثوبة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
ورصدت عدسة "سبق" في المسجد النبوي الشريف، الأطفال يقومون بتوزيع الخبر والألبان والتمر على الموائد الرمضانية، كما يقوم بعض الآباء بتوحيد ملابس أطفالهم من خلال إلباسهم لبس أهل المدينة المعروف.
ويشرف بعض الأطفال على الموائد الرمضانية، أثناء غياب آبائهم وأثناء الإفطار يُشاهَدون وهم يتجولون بين الصائمين، ومعهم أكواب الماء والقهوة، ويناولون من احتاج ونظراتهم على الصائمين يرصدون ويوفرون احتياج الصائم الجالس على المائدة، والابتسامة لا تفارق شفاههم، وهكذا يبدأ هؤلاء الصغار حياتهم وقدوتهم من رحاب المسجد النبوي الشريف، ويتعلمون الدروس والعظة في شهر رمضان المبارك.